دنيا الوطن تنشر فصول شهادة "أحمد عبد الرحمن" مع أبو عمّار .. عشت في زمن عرفات : تفاصيل سقوط طائرة عرفات في الصحراء الليبية

دنيا الوطن تنشر فصول شهادة "أحمد عبد الرحمن" مع أبو عمّار .. عشت في زمن عرفات : تفاصيل سقوط طائرة عرفات في الصحراء الليبية
رام الله - دنيا الوطن
تواصل دنيا الوطن نشر كتاب أحمد عبد الرحمن أمين عام مجلس الوزراء في عهد الشهيد ياسر عرفات الذي أصدره بعنوان :"عشت في زمن عرفات" ..


الفصل الثاني والعشرون:
طائر الفينيق

أين أبو عمار؟ لقد فقد برج المراقبة في مطار الكفرة الليبية الاتصال مع الطائرة التي تقل أبو عمارمساء يوم  7 نيسان  1992.
كان أبو عمار في الطائرة الروسية الصنع من نوع توبوليف، وهي قديمة، ولكنها تعتبر طائرة قوية، ورحلتها المقررة من الخرطوم إلى تونس تستوجب الهبوط في مطار الكفرة الليبية للتزود بالوقود.  وبسبب هبوب عاصفة رملية لم تشهد الصحراء الليبية مثيلا لها منذ خمسين عاما، لم يتمكن كابتن الطائرة غسان ياسين ومساعده محمد درويش، ومعهما المهندس الروماني، من الهبوط في مطار الكفرة، ولهذا قرر الكابتن التوجه إلى مطار السارة حيث تتمركز القوات الفلسطينية.  إلا أن العاصفة الرملية كانت قد امتدت إلى مطار السارة، وبين الكفرة والسارة بدأ الوقود ينفذ. وأصبح من المستحيل الاستمرار في التحليق بحثا عن مطار السارة. ولهذا لم يكن أمام الكابتن ومساعده المهندس الروماني إلا الهبوط الاضطراري وسط العاصفة وفي الصحراء. أما استمرار الطيران فكان يعني سقوط الطائرة ووفاة الجميع، وعلى الطائرة أبو عمار قائد الشعب الفلسطيني. وكان على قائد الطائرة أن يعمل المستحيل لإنقاذ أبو عمار.  وتولى قائد حرس الرئيس "فتحي" إجلاس أبو عمار في الكرسي الخلفي وجلس إلى جانبه لمنعه من الحركة، لأن أبو عمار كثير الحركة ولا يهدأ في الظروف الطبيعية، ويريد أن يعرف كل شيء عن خط الطيران وعن المنطقة التي تحلق فوقها الطائرة، فما بالك وهو على ظهر طائرة قرر قائدها أن يهبط اضطراريا وسط الصحراء والرؤية صفر بسبب العاصفة الرملية. 
 الطيار يقترب من الأرض بحكم عداد السرعة وعداد الإرتفاع الذي يحدد اقترابها من الأرض.  اصطدمت الطائرة بتلة رملية فانشطرت قسمين، فالقسم الأمامي أطبق بفعل الاصطدام على الكابتن ومساعده والمهندس الروماني حيث قضوا على الفور، والقسم الخلفي حيث أبو عمار والحرس والسكرتارية طارت المقاعد من أماكنها، وأصيب الجميع بصدمة هائلة، وبعضهم أصيب بكسور في الحوض والأرجل. أما أبو عمار فبدا أنه لم يصب بجروح أو كسور.  وتمالك نفسه بسرعة وتفقد حرسه وبقية مرافقيه.  ولحسن الحظ أن فتحي رئيس حرسه، لم يصب بأي خدش، بل نهض وفك أحزمة المقعد عن أبو عمار الذي بدا واعيا ومدركا لما حدث. حاول الشباب إنقاذ الطيارين والمهندس الروماني، ولكن الكابين، حيث يجلسون، كان قد أطبق عليهم وأصابهم إصابات قاتلة أدت إلى وفاتهم على الفور. ويقول فتحي: بعد إسعاف المصابين، قمنا بإشعال النار على أمل أن يرانا الناس وإن كانت الرؤية مستحيلة.  والغريب إن عواء الذئاب أخذ يقترب منا، ولهذا بدأنا نخرج ملابسنا ونشعل فيها النار، لأن الذئاب لا تقترب من النار. ومنعنا أبو عمار من إطلاق النار لقتل الذئاب لأنها تزداد شراسة، والذئاب تكون دائما على شكل قطيع.  ولسنا بحاجة إلى معركة مع الذئاب. وقضينا الليل بطوله، يقول فتحي:  نحن نشعل النار ونطعمها ملابسنا وحقائبنا وكانت رائحة البلاستيك المحترق خانقة فعلا.
  قضينا خمسة عشر ساعة وحتى العاشرة من صباح اليوم التالي 8 نيسان 1992 ونحن على هذه الحال، مع قليل من الماء وجدناه في مؤخرة الطائرة. وكانت قواتنا في السارة بقيادة العقيد خالد سلطان الذي أمر بانتشار القوة في محيط مطار السارة حيث أبلغه برج المراقبة في مطار الكفرة أن كابتن الطائرة المنكوبة أبلغه أنه سيحاول الهبوط في مطار السارة. ثم انقطع الاتصال معه. وفي ساعات الصباح الأولى كانت طائرات فرنسية ومصرية وليبية تبحث عن الطائرة. أما الذي عثرعلى الطائرة المحطمة وأبو عمار وسط هذه الصحراء  والرمال المتحركة فكان دورية فلسطينية من قوات السارة بقيادة العقيد خالد سلطان، حيث استعانت الدوريات الفلسطينية بأبناء الصحراء الليبية الذين لديهم خبرة طويلة في حياة الصحراء وعواصفها واتجاهات الرياح.  وبعد خمس ساعات من البحث في الصحراء تم العثور على الطائرة. وكانت المعجزة التي يستحيل تصديقها أن أبو عمار على قيد الحياة - يقول العقيد خالد سلطان- وخلال ساعة من الزمن وبعد العاشرة بقليل، أرسل خالد سلطان على جهاز اللاسلكي البرقية التالية: "أبو عمار بخير" وفي مطارة السارة، وكانت العاصفة الرملية قد هدأت، شكر أبو عمار الطيارين المصريين والليبيين والفرنسيين، ونقلته طائرة ليبية مع حرسه المصاب بالكسور والرضوض إلى طرابلس والى المستشفى مباشرة لإجراء الفحوصات لمعرفة إن كان قد أصيب بكسور أو رضوض، وقدم الأطباء الإسعافات وأجروا العمليات للكسور التي أصابت المرافقين. إنها كارثة وقعت. ومن غير أبو عمار ينجو من تحطم طائرة وانشطارها إلى قسمين، ومن غير الطيارين الفلسطينيين يفتدي أبو عمار بحياته.  إن الطيارين والمهندس الروماني قد افتدوا أبو عمار بحياتهم، وهذه معجزة قد لا تتكرر كثيرا في حياة البشر.
وحين وصل الخبر الصاعق إلى تونس في المساء، بسقوط طائرة أبو عمار كنت إلى جانب أبو مازن في مكتبه، أصابنا الخبر بالذهول . هذا أمر مستحيل وكيف فقد برج المراقبة الاتصال بالطائرة، وكيف سقطت الطائرة وأين سقطت؟ وهل في حوادث الطيران حين تسقط الطائرة ينجو ركابها؟ وهناك عاصفة رملية لم تتمكن الطائرة من الهبوط في أي مطار، ومعنى ذلك أنها سقطت ولم تهبط في أي مكان، ولا يمكن أن نصدق ما تتناقلته البرقيات والإذاعات ووكالات الأنباء. وفرنسا ترسل من تشاد طائراتها  للبحث عن الطائرة المفقودة، ومصر ترسل طائراتها وليبيا ترسل طائراتها. وطوال الليل بقينا ساهرين على أمل أن يصلنا الخبر الذي ينفي اختفاء الطائرة ويؤكد سلامة أبو عمار. ولكن ما العمل الآن ولم يبق في تونس من القيادة التاريخية غير أبو مازن وأبو اللطف وأبو ماهر. فعام 1988 خسرت فتح أبو جهاد وقبل عام خسرت أبو إياد وأبو الهول أعضاء اللجنة المركزية قادة أجهزة أمن الثورة وأبو محمد مسئول الأمن الخارجي، هذه كوارث لا يمكن احتمالها. 
حين توافد الأخوة على مكتب أبو مازن لمعرفة مصير أبو عمار بعد أن انتشر الخبر على المستوى العالمي، قال لي أبو مازن: ما رأيك أن نذهب إلى الدائرة السياسية؟ أبو اللطف يجري الاتصالات مع الدول للمساعدة في العثور على الطائرة. كان الصمت والوجوم والكآبة يخيم على الجميع. ولا أحد في هذا الليل الطويل يملك جوابا عن أي سؤال يتعلق بمصير أبو عمار؟ ولا أحد يمكن أن يصدق أن أبو عمار قد اختفى من حياتنا. ولكن إذا كان اتصال برج المراقبة قد انقطع مع الطائرة، فمعنى ذلك أنها سقطت، ولو أن الطائرة هبطت اضطراريا في مكان ما، فالأجهزة تستمر في العمل وبسهولة يمكن تحديد مكانها وإنقاذ أبو عمار ومن معه. وما دامت أجهزة الطائرة لا تعمل فمعنى ذلك أنها تحطمت واحترقت. 
كانت هذه الأسئلة والتساؤلات تدور في رؤوسنا حين قرر أبو مازن أن يغادر مكتبه ويتوجه إلى الدائرة السياسية حيث فاروق القدومي (أبو اللطف). في وضع كهذا الذي نواجهه، كان على من تبقى من قادة فتح التاريخيين أن يظهروا وحدتهم في مواجهة كارثة غير متوقعة.  ومن هنا كانت حركة أبو مازن وانتقال الجميع معه إلى الدائرة السياسية حيث فاروق القدومي (أبو اللطف) وحوله عدد كبير من الكوادر والقيادات جاءوا بدورهم لمعرفة مصير أبو عمار، ومعرفة مصير "فتح" في حال أن أبو عمار قد اختفى من حياتنا. أراد أبو مازن بهذا الانتقال إلى الدائرة السياسية أن يطمئن أبناء "فتح" أن وحدة الحركة تعلو على أي اعتبار. وأنه يقول بهذه الزيارة النادرة للدائرة السياسية في هذا الظرف العصيب أنه إذا وقعت الكارثة فعلا، فإن زمام القيادة ينتقل إلى  فاروق القدومي (أبو اللطف) رغم كل الخلافات حول الموقف السياسي.  وقد بقي أبو مازن في الدائرة السياسية إلى ما بعد منتصف الليل، وشارك في الاتصالات إلى جانب أبو اللطف.  ومن كل أنحاء العالم تنهال المكالمات تسأل عن مصير أبو عمار وطائرته المفقودة في الصحراء الليبية، وعلى مدى خمسة عشر ساعة كانت الدائرة السياسية هي مركز القيادة وغرفة العمليات. إن الاطمئنان الذي أشاعه وجود أبو مازن إلى جانب أبو اللطف في الدائرة السياسية، قد خلق جوا من الارتياح عند القيادات والكوادر، فلا صراع ولا خلاف بين القادة التاريخيين على من يخلف أبو عمار.   فهذا أبو مازن بهذه الزيارة النادرة للدائرة السياسية إنما يبايع أبو اللطف أمام الجميع وأمام العالم بأنه خليفة أبو عمار كقائد للشعب الفلسطيني.  فلا مجال للجدل والشكوك حول مستقبل "فتح" بعد اختفاء أبو عمار. فوحدة "فتح" مضمونة والقائد الذي عليه أن يتسلم زمام القيادة بعد أبو عمار هو فاروق القدومي (أبو اللطف). وبالطبع في أوضاع كهذه يكفي هذا اللقاء في الدائرة السياسية ليضع حدا لكل التأويلات وليحسم الجدل الصامت حول من سيخلف أبو عمار أبو اللطف أم أبو مازن. وللتاريخ أقول إن أبو مازن هو من بادر بعد ساعتين من اختفاء طائرة أبو عمار إلى التوجه للدائرة السياسية ليضع الأمور في نصابها الصحيح في حال أن الطائرة قد سقطت فعلا في الصحراء الليبية ولا أمل في العثور على أبو عمار حيا.
إذا كان خبر نجاته صحيحا، فهذا الرجل من أصحاب الكرامات عند الله- هكذا أخذ الناس يقولون- وطوال ساعات نهار الثامن من نيسان كان تصديق برقيات العقيد خالد سلطان بأن أبو عمار حي يرزق قد وصل إلى حد الإيمان.  فالمعجزة وقعت ونجا أبو عمار من موت محقق، وزال الكابوس الثقيل الذي جثم على عقولنا وقلوبنا طوال خمسة عشر ساعة بأن علينا أن نتدبر أمورنا بدون أبو عمار.  وهذا هو التفسير الوحيد لانتقال أبو مازن المفاجئ من دائرة المفاوضات إلى الدائرة السياسية، لأنه أيقن بينه وبين نفسه، بالعقل والمنطق، بأن سقوط الطائرة قد أودى بحياة أبو عمار.  وما دمنا قيادة الشعب الفلسطيني، فالفراغ مستحيل على مستوى القيادة.  ولهذا أعطى بذهابه إلى الدائرة السياسية حيث فاروق القدومي رسالة إلى الجميع بأنه لا فراغ في القيادة ولا صراع على المركز الأول في "فتح"، بل سيتولى أبو اللطف زمام القيادة واضعا جانبا الخلاف المعروف حول الموقف السياسي والمفاوضات، وهذه الخلافات معروفة للجميع، وحتى على الصعيد العربي والدولي. وقد مرت هذه الحركة البارعة من أبو مازن دون أن يلتفت إليها الكثيرون، واعتبروها أمرا مفروغا منه عند وقوع كارثة. 
في اليوم التالي تبددت الأفكار السوداوية التي سيطرت علينا، وارتاحت أعصابنا، ورأى الجميع أبو عمار على سرير المستشفى في (طرابلس) ومعمر القذافي يزوره ليهنئه بالسلامة.  وظهر أحد الأطباء يقول بأن أبو عمار في صحة جيدة ولا يعاني من كسور أو نزيف أو أي مشكلة.  وبهذا الظهور لأبو عمار انتشرت مظاهرات الفرح في مدن فلسطين وفي مخيمات لبنان وفي كل مكان في هذا العالم الواسع، الذي - أينما ذهبت - تجد هناك أسرة فلسطينية لاجئة أو مشردة. وماذا يكون النصف الثاني من القرن العشرين غير تاريخ النزوح القسري واللجوء والتشرد سواء بعد نكبة عام 1948 واغتصاب وطننا فلسطين، أو بعد هزيمة حزيران عام 1967. 
وشهد مساء الثامن من نيسان 1992 حشودا من الكوادر تأتي مهنئة لأبو مازن وأبو اللطف بسلامة أبو عمار.  وحوالي العاشرة ليلا قال لي أبو مازن: يجب أن أذهب غدا إلى ليبيا للاطمئنان على أبو عمار. وقلت لأبو مازن: هذا واجبنا جميعا، وأخبرته أنني اتفقت مع حكم بلعاوي على أن نغادر تونس صباحا إلى ليبيا للاطمئنان على أبو عمار، وقلت لأبو مازن: نذهب في معيتك في هذه الحالة، وطلبت حكم ليتولى حجز التذاكر لأبو مازن ومرافقيه وأن يخبر الليبيين بزيارة أبو مازن ليقوموا باستقباله وتأمين مرافقة أمنية له.
صباح التاسع من نيسان 1992 أقلتنا الطائرة التونسية في رحلتها العادية من تونس إلى طرابلس، وتوجهنا فورا إلى المستشفى حيث يرقد أبو عمار ومرافقوه، ودخلنا الغرفة حيث أبو عمار، وكل شيء فيها يوحي بالبؤس، حتى السرير الذي يرقد عليه أبو عمار أثار دهشتنا. إنه من النوع "السفري" الذي يستخدم عند الحاجة ولكنه ليس طبيا على الإطلاق، ولكن هذا كله -وإن صدمنا حقا- ليس هو المهم، المهم هو حالة أبو عمار. وصافحناه فأصر أن ينهض ويعانقنا كعادته، ولكنه أبو عمار بلحمه ودمه، وهو حي يرزق وحتى الشباب المرافقون إصابتهم قابلة للشفاء، ونسي أبو عمار ما حدث له، وراح يتحسر على الطيارين والمهندس الروماني الذين ضحوا بحياتهم من أجله. أبطال رحمهم الله. لن أنسى هؤلاء الأبطال فهم ضحوا من أجل فلسطين. يأملون خيرا فينا. أولادهم هم أولادنا يا أبو مازن. (وكان في حديثه ينتقل من موضوع إلى آخر بشكل يفاجئنا).كانت عاصفة رملية لم تشهدها الصحراء الليبية منذ خمسين سنة.  وشكرا للدول التي أرسلت طائراتها للبحث عن طائرتنا. الطائرة تحطمت إلى جزأين واصطدمت بكثيب رملي. وشكرا يا أبو مازن بارك الله فيك.  قل للإخوة في تونس بأنه لا حاجة لحضورهم. يوم أو يومان وأعود إلى تونس. لا بد أن اشكر الأخوة الليبيين وبعدها أعود إلى تونس. وحين اقتربنا من السرير أكثر، شكر أبو عمار حكم بلعاوي على حضوره، وتقدمت بدوري وأمسكت بيده وقلت له: الآن صدقت الأسطورة التي ترددها دائما وأنت اليوم طائر الفينيق الذي يبعث من الرماد."
وانفرجت أساريره وأنا أقول له: إن الصحافيين الأجانب قد كتبوا عنك أن لك مائة روح، وقد قلت لهم أنك طائر الفينيق الفلسطيني. وبيني وبين نفسي قلت: أبو عمار مضطرب ربما من صدمة سقوط الطائرة واستشهاد الطيارين والمهندس من أجل إنقاذه.
غادرنا أبو عمار العائد من الموت، وقضينا الليلة في طرابلس، وفي صباح اليوم التالي عدنا إلى تونس لنواصل العمل في لجنة الإشراف على المفاوضات التي يرأسها أبو مازن.  وفي الواقع، فقدنا الأمل في إحراز أي تقدم للمفاوضات في واشنطن بعد أن أخذ دنيس روس وفريقه يقدم مقترحات حول الحكم الذاتي أكثر تطرفا من مقترحات روبنشتاين. 
في حزيران 1992 جرت الانتخابات في إسرائيل، وفاز حزب العمل بقيادة إسحق رابين. وكنت يومها إلى جانب أبو مازن في عمان لمتابعة اللقاءات مع أعضاء وفدنا المشارك في المفاوضات. ولأول مرة استقبل أبو عمار أعضاء الوفد بشكل علني في عمان ما أغضب إسرائيل وأمريكا.  وصدرت تصريحات أمريكية بأن المنظمة لا علاقة لها بالمفاوضات. وكالعادة في تناولنا التقليدي للموقف الأمريكي فإنه لا أمل من تحقيق أي تقدم في هذا العام الذي هو عام الانتخابات الأمريكية، والنفوذ اليهودي في أمريكا ليس وهما يضاف إلى أوهامنا الكثيرة، بل إن مركز الكون بالنسبة لهذا الثقل اليهودي في أمريكا هو إسرائيل، وضريبة النجاح للرئيس أو أعضاء الكونغرس والنواب هو التعبير الصريح عن تأييد إسرائيل، بل والقيام بزيارتها وأخذ صورة قرب حائط المبكى بالقبعة التي يضعها المتدينون اليهود على رؤوسهم.  وهكذا، تحطمت آمال كثيرة كانت معقودة على الرئيس بوش وعلى وزير خارجيته جيمس بيكر.  وظهرت تفسيرات وتبريرات لهذا التراجع الأمريكي، ولكن هناك بصيص أمل في حال إعادة انتخاب الرئيس بوش الذي أطلقوا عليه لقب "الإمبراطور" قبل عام واحد فقط. وكانت صدمة مدوية حين ظهرت نتيجة الانتخابات يوم 2 تشرين الثاني 1992 وخسر الرئيس بوش أمام شاب مغمور تهرب من الجندية ومن حرب فيتنام. إنه الرئيس بيل كلينتون الذي حكم أميركا ثماني سنوات من عام 1992-2000 ، وبهذا الفوز غير المتوقع انتهت مفاوضات واشنطن ومساراتها الثنائية والمتعددة إلى الفشل الذريع.



 الفصل الحادي والعشرون

الفصل العشرون


الفصل التاسع عشر


الفصل الثامن عشر


  الفصل السابع عشر
أحمد عبد الرحمن يروي شهادته : الانتفاضة الأولى تكسر الطوق وتعلن الاستقلال


الفصل السادس عشر

الفصل الخامس عشر




الفصل الرابع عشر


الفصل الثالث عشر



الفصل الثاني عشر

الفصل الحادي عشر


الفصل العاشر


الفصل التاسع


الفصل الثامن :

الفصل السابع:


الفصل السادس :


الفصل الخامس 


الفصل الرابع



التعليقات