حصريا على دنيا الوطن .. الحلقة السابعة : أزمة مع السادات

حصريا على دنيا الوطن .. الحلقة السابعة : أزمة مع السادات
رام الله - دنيا الوطن
خص وزير الإعلام الأسبق وعضو المجلس الإستشاري لحركة فتح د نبيل عمرو صحيفة "دنيا الوطن" بنشر كتابه الجديد الذي صدر مؤخرا في رام الله والتي حمل عنوان "صوت العاصفة" ليحكي تجربته النضالية في الاعلام الى جانب تجاربه النضالية الأخرى على كافة المحافل الثورية .

وينقسم كتابه الى جزئين : يحمل كل جزء منهم حقبة تاريخية من زمن الثورة الفلسطينية ويتطرق الكاتب في الجزئين الى دور إذاعة الثورة الفلسطينية التي أصبحت الآن اذاعة صوت فلسطين في وتجربته الرائدة فيها على مدار سنين الثورة.

دنيا الوطن بدورها قامت بتجزئة الكتاب لنشره عبر صفحاتها على حلقات ليتمكن القاريء من الإطلاع عليه كاملا ففي الحلقة السابعة ننشر تجربة عمرو بعنوان "أزمة مع السادات" .


ازمة مع السادات.

كنت جالسا اتبادل حديثا مع المدير فؤاد ياسين، حوالسي الساعة الثانية عشرة ظهرا، دخلت الينا احدى الاخوات العاملات في قسم الاخبار، كانت تؤدي عملها بروح الموظف الذي لا يبالي الا بساعات الدوام، وقفت امام المدير وقالت:

استاذ فؤاد وصلنا من "ا.ش.ا" اي وكالة انباء الشرق الاوسط برقية احب ان تطلع عليها..

تناول ابو صخر البرقية، ، تغير لون وجهه، نهض واقفا وقال: يبدو ان الحرب قد بدأت.

وقرأ لي البرقية، كانت عبارة عن تصريح لناطق مصري عن بدء العمليات  وتصريح اخر لموشي دايان يقول، لقد تمكن المصريون من اختراق خط بارليف، الذي اصبحت تحصيناته اشبه بقطعة الجبن غرويير التي فيها من الثقوب اكثر مما فيها من الجبن.

دعا فؤاد الى اجتماع طارئ، قرر تغيير البرنامج اي الغاء ما تم اعداده في الظرف العادي، واعلنت حالة الطوارئ في الاذاعة وامر الجميع بعدم المغادرة.

كان لنا قوات تشارك  في الحرب، وقد قمنا بمجهود فعال طيلة ايامها، كنا نقدر انها ستحمل لنا الفرج او على الاقل ستفتح بابا لحل قضيتنا المستعصية، بعد ايام تبين انها مجرد حرب تحريك فذابت الامال في نفوسنا الا اننا ظللنا بحكم الموقف السياسي الرسمي ملتزمون بدعم المجهود السياسي المصري.

اضطر السادات كما اضطر عبد الناصر الى ابرام اتفاق سيناء، كان التوجه المركزي للسادات قد ظهر جليا بانه سيكتفي بما حقق على القشرة من انجاز عسكري وسيتجه الى المفاوضات والاتفاقات مع اسرائيل.

كان موقف الثورة الفلسطينية معترضا بشدة على اتفاقية سيناء، وهنا وجدنا انفسنا في الاذاعة في موقف حرج فان التزمنا موقف القيادة وعرضناه وروجنا له فستغلق الاذاعة حتما وان تجاهلناه فباسم من ينطق صوت العاصفة ؟

كان وزير اعلام السادات انذاك هو احمد كمال ابو المجد، وهو رجل مثقف وذو سمعة طيبة ولقد استدعى مسؤول الاذاعة انذاك وكان طيب عبد الرحيم، اما فؤاد الذي كسر قلمه بعد اول قرار لوقف اطلاق النار، قال ان الاجدر ان نسميها بحرب اكذوبر وغادر سفيرا الى بولندا.

اصطحبني الطيب معه لمقابة الوزير، كان لطيفا وحنونا للغاية وطلب منا ان لا نهاجم الموقف المصري من قلب القاهرة اذ لا داعي للاحراج والمشاكل كان ذلك بمثابة انذار مهذب الا انه اصبح قرارا شديد القسوة حين اذعنا قرارات القيادة المنددة باتفاقية سيناء وامرنا في اليوم التالي بعدم التوجه الى الاذاعة التي ختم بابها القديم والسميك والعالي بالشمع الاحمر
.



التعليقات