دنيا الوطن تنشر حصريا كتاب "صوت العاصفة" للكاتب نبيل عمرو ..الحلقة السادسة:أزمة مع جمال عبدالناصر

دنيا الوطن تنشر حصريا كتاب "صوت العاصفة" للكاتب نبيل عمرو ..الحلقة السادسة:أزمة مع جمال عبدالناصر
رام الله -خاص دنيا الوطن
خص وزير الإعلام الأسبق وعضو المجلس الإستشاري لحركة فتح د نبيل عمرو صحيفة "دنيا الوطن" بنشر كتابه الجديد الذي صدر مؤخرا في رام الله والتي حمل عنوان "صوت العاصفة" ليحكي تجربته النضالية في الاعلام الى جانب تجاربه النضالية الأخرى على كافة المحافل الثورية .

وينقسم كتابه الى جزئين : يحمل كل جزء منهم حقبة تاريخية من زمن الثورة الفلسطينية ويتطرق الكاتب في الجزئين الى دور إذاعة الثورة الفلسطينية التي أصبحت الآن اذاعة صوت فلسطين في وتجربته الرائدة فيها على مدار سنين الثورة.

دنيا الوطن بدورها قامت بتجزئة الكتاب لنشره عبر صفحاتها على حلقات ليتمكن القاريء من الإطلاع عليه كاملا ففي الحلقة السادسة ننشر تجربة عمرو بعنوان "أزمة أخرى" .

أزمة أخرى

كان جمال عبد الناصر اشبه بطائر الفينيق، حمل على اجنحته القوية والكبيرة الثورة الفلسطينية الوليدة، ووصفها بانبل ظاهرة عرفتها الامة العربية في العصر الحديث، وانها وجدت لتبقى.

كان عطف ودعم عبد الناصر بمثابة كلمة السر التي فتحت اهم الابواب امام الثورة الوليدة، حتى ان عبد الناصر ذاته حمل ياسر عرفات في طائرته الى موسكو وقدمه للقادة السوفيات كممثل للشعب الفلسطيني الذي اسس ثورة وطنية تحررية وآن الاوان للدولة العظمى، ان تمنح هذه الثورة الواعدة اعترافها ورعايتها ودعمها. الا ان التطورات السياسية اضطرته لقبول مشروع روجرز الذي ينطوي على تنازلات تبدو جسيمة حين يقدم عليها جمال عبد الناصر، صاحب شعار ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير بالقوة والاهم من ذلك فهو معبود الجماهير العربية من المحيط الى الخليج، وهو املها الحي، بتجسيد هذا الشعار البليغ، كان قبول عبد الناصر للمشروع الامريكي، بمثابة حركة اضطرارية يكسب فيها الوقت لاستكمال حائط الصواريخ السوفياتية الذي شرع في بنائه على طول الجبهة الجنوبية، والذي من دونه لن يستطيع القيام بحرب استنزاف فعالة تمهد لحرب اكتوبر التي نفذها خلفه السادات بعد سنوات من رحيل الزعيم الكبير .

كانت الثورة الفلسطينية قد جذرت نفوذها ووجودها في العاصمة الاردنية عمان وقد أتاح لها هذا الوضع تنظيم اكبر مظاهرة شعبية اردنية فلسطينية اعتراضا على قبول عبد الناصر لمشروع روجرز وقد رفعت لاول مرة ربما في العالم العربي شعارات تتهم عبد الناصر بالخيانة والاستسلام وقيل ان احد التنظيمات الفلسطينية ثبت صورة عبد الناصر على ظهر حمار وسار به في شوارع العاصمة عمان.

صدم عبد الناصر من المشهد المأساوي والمهين وامتلأ صدره بمرارات موجعة لما اعتبره خذلانا له من شعب لم يقصر في دعمه منذ حرب 1948، فامر باغلاق صوت العاصفة، وبصعوبة بالغة كما قال صديقه الاقرب محمد حسنين هيكل قبل استقبال عرفات في الاسكندرية وقال قولته الشهيرة لو كنت فلسطينيا لرفضت مشروع روجرز ولكن ليس بهذه الطريقة!

اعتذر عرفات عما بدر من بعض التشكيلات التي تجاوزت الحدود، وبعد فترة وجيزة اندلعت حرب ايلول وفي ايامها الاخيرة توفي عبد الناصر.

الا ان خليفته السادات قرر اعادة فتح صوت العاصفة وايامها التحقت بالعمل فيها.





التعليقات