من هن النساء المعرضات لخطر "تسمم الحمل"؟

من هن النساء المعرضات لخطر "تسمم الحمل"؟
صورة تعبيرية
كشفت دراسة جديدة، أجراها فريق عالمي من الباحثين، أن اختبار دم بسيط يمكن أن يحدد النساء الحوامل المعرضات لخطر الإصابة بمقدمات الارتعاج (تسمم الحمل) حتى قبل ظهور أي أعراض.

و أكد فريق الباحثين الدولي، الذي يضم خبراء من جامعة كينغز كولدج لندن، أنه يمكن تحديد مخاطر الإصابة بتسمم الحمل من خلال تحليل المادة الوراثية في دم المرأة الحامل، من خلال أسلوب مبتكر أدى إلى تحسين التنبؤ الصحيح باحتمالية الإصابة بالمرض الذي يهدد حياة كل من الأم وجنينها، وفق (العربية نت).

أعراض تسمم الحمل
يصيب مرض "تسمم الحمل" أو "الارتعاج" بعض النساء الحوامل، عادة خلال النصف الثاني من الحمل (من 20 أسبوعًا) أو بعد وقت قصير من ولادة طفلهن، وتشمل أعراض "تسمم الحمل" ارتفاع ضغط الدم وعلامات تلف جهاز عضو آخر، وغالبًا ما يكون الكبد والكلى.

الكشف المبكر والدقيق
ووفقًا للدورية الطبية البريطانية، يعد "تسمم الحمل" أحد الأسباب الرئيسية للولادة المبكرة ونمو الجنين المقيد وولادة جنين ميت. إن السبب الدقيق للحالة غير معروف، ولكن يُعتقد أنه يحدث عندما تكون هناك مشكلة في المشيمة، وهي العضو الذي يربط إمداد دم الطفل بدم أمه.

من جهته، قال الباحث الرئيسي في الدراسة، توماس ماك إلراث، أستاذ بقسم طب الأم والجنين بمستشفى بريغهام والنساء، أكبر مستشفى تعليمي في كلية الطب بجامعة هارفارد: "إن النظر إلى تطور الجينات التي يتم التعبير عنها في الأم والطفل أثناء الحمل يقدم طريقة جديدة تمامًا لوصف حالتهم الصحية بصورة لم تكن متاحة قبل الآن كما أن الاكتشاف المبكر للمرض باستخدام هذا النهج سيوفر إمكانية مميزة لتقديم المساعدة العلاجية لبعض هذه الحالات".

تحليل الحمض النووي الريبي
تعتمد الطريقة الجديدة على تحليل الحمض النووي الريبي RNA للأم والجنين والمشيمة، التي ينتقل عبرها دم الأم للجنين أثناء الحمل، حيث إن الحمض النووي الريبي هو جزيء مشابه للحمض النووي، باستثناء هو أن RNA أحادي الجديلة أو التسلسل، وعلى وجه التحديد، قام الباحثون بتحليل الحمض النووي الريبي الخالي من الخلايا cfRNA، والذي يُستخدم بالفعل كمؤشر حيوي لاكتشاف السرطان.

الخالي من الخلايا
بينما قالت الباحثة المشاركة في الدراسة راشيل ترايب، من جامعة كينغز كوليدج لندن: "إن الحمض النووي الريبي الخالي من الخلايا هو الحمض النووي الريبي الموجود في الدورة الدموية وخارج الخلية، التي تطلقه إلى الدم".

و قال العلماء: "يمكن من خلال فحص عينة دم واحدة من الأم أن يتم استخلاص البيانات حول cfRNA من الجهاز الهضمي والقلب للجنين، حيث يسلط الحمض النووي الريبي cfRNA في اختبار الدم "الضوء" على الأداء الجزيئي للمشيمة وأعضاء الجنين وحتى أنسجة الأم المتعلقة بعنق الرحم والرحم".

7 جينات مسببة للتسمم
طور الباحثون نموذجًا للفحص عن طريق تحديد سبع جينات تشارك باستمرار في تسمم الحمل، ثم قاموا بتسلسل مجموعات جينات cfRNA في نقاط زمنية مختلفة في 1840 حالة حمل، من بينها أمهات من أعراق وجنسيات وسياقات اجتماعية واقتصادية متعددة، بإضافة حوالي 2500 عينة دم.

تقنية التعلم الآلي
باستخدام تقنية التعلم الآلي لتحليل عشرات الآلاف من رسائل الحمض النووي الريبي من الأم والطفل والمشيمة، تمكن الباحثون من تحديد 75% من النساء اللائي أصبن بتسمم الحمل.

كما حدد الاختبار الإيجابي بشكل صحيح 73% من الحوامل اللواتي عانين في النهاية من تعقيد الولادة بسبب تسمم الحمل على مدى ثلاثة أشهر قبل ظهور الأعراض السريرية.

تدخلات إكلينيكية مبكرة
يمكن أن تسمح النافذة الجديدة للأطباء والباحثين بصياغة تدخلات إكلينيكية مبكرة لإنقاذ النساء اللائي يتم تحديدهن على أنهن معرضات للخطر.

وقالت بروفيسور ترايب: "باستخدام نهج التسلسل المتطور، تمكنا من اكتشاف الحمض النووي الريبي الخالي من الخلايا cfRNA في دم النساء الحوامل".

فيما قدمت هذه التوقيعات الجزيئية التي يمكن استخدامها لتحديد النساء المعرضات لخطر تسمم الحمل.

وأضافت" إن المثير في الأمر أن الإجراء يتطلب عينة دم واحدة فقط ولديه القدرة على تحديد النساء المعرضات للخطر في وقت مبكر للغاية من الحمل بحيث يمكن مراقبتهن ومعالجتهن عن كثب من قبل الأطباء المعنيين".

الإجراءات طفيفة التوغل
تعد تقنيات التصوير الحالية مثل تقنيات الموجات فوق الصوتية والإجراءات طفيفة التوغل أدوات قوية لتقييم صحة الحمل وتطوره، ولكن من الصعب إجراء تقييم مفصل ومستمر لاستمتاع الجنين والمشيمة بصحة جيدة، ولا يزال الأطباء يفتقرون إلى الأدوات اللازمة لتحديد الأشخاص المعرضين لخطر المضاعفات بشكل استباقي.

مؤشر قوي
كما يمكن أن يوفر تحليل جينات الأم والجنين والمشيمة، التي يتم تنشيطها في نقاط الحمل، مزيدًا من التفاصيل حول مرحلة الحمل وما إذا كانت هناك مضاعفات معينة - سواء في الأم أو المشيمة أو الجنين - قد تحدث.

ونظرًا لأن الباحثين اكتشفوا أن العوامل السريرية مثل العمر والعرق وكتلة جسم الأم لم تُحسن أداء نموذج الفحص، فإنه يمكن استنتاج أن تحليل cfRNA يعتبر مؤشر قوي على مقدمات الارتعاج (تسمم الحمل)، وبالتالي يمكن أن تكون أكثر عمقًا في الآليات الأساسية للمرض عبر جميع البشر.

التعليقات