حنا: نرفض ظاهرة العنصرية

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من منظمة رجال دين من اجل العدالة والسلام في بريطانيا وهي مؤسسة حقوقية مناهضة للعنصرية اعضائها هم رجال دين من مختلف الاديان والاعراق الموجودة في بريطانيا .

وقد وصلوا الى الاراضي الفلسطينية في زيارة تضامنية مع شعبنا الفلسطيني كما سيتوجهون بعدئذ الى قطاع غزة وقد استهل الوفد زيارته للمدينة المقدسة اليوم بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة ومن ثم في الكاتدرائية حيث كانت لسيادته كلمة ترحيبية امام الوفد .

قال سيادة المطران في كلمته بأننا نرحب بزيارتكم للمدينة المقدسة وانتم تنتمون الى ديانات ومذاهب متعددة ومختلفة ولكن وحدكم انتماءكم الانساني وحرصكم على زيارة مدينة القدس لكي تعبروا عن تضامنكم ووقوفكم الى جانب مدينتنا المقدسة وشعبنا الفلسطيني المظلوم .

اننا نرحب بزيارتكم ونعرب عن سعادتنا بلقاءكم ونؤكد لكم بأننا نتبنى جملة وتفصيلا المبادىء الانسانية والاخلاقية التي تنادون بها انطلاقا من ايماننا العميق بأن الله خالقنا جميعا وان تعددت ادياننا ومذاهبنا وخلفياتنا الثقافية ، الهنا واحد وهو الذي حبانا جميعا بنعمة الحياة ونحن ننتمي الى اسرة بشرية واحدة ويجب ان نتعاطى مع بعضنا البعض بمحبة واخوة .

علينا ان نرفض رفضا قاطعا واكيدا من يستعملون الدين بهدف تقسيم مجتمعاتنا واثارة الفتن في صفوفنا وبين ظهرانينا .

الدين ليس سيفا مسلطا على رقاب الناس كما انه ليس سورا يفصل الانسان عن اخيه الانسان ، الدين محبة ورحمة وخدمة وعطاء وتفاني في خدمة الانسانية ولذلك فإننا ومن هذا المكان المقدس نعلن معكم بأننا نرفض العنصرية بكافة اشكالها والوانها ، اننا نرفض ان يُضطهد وان يُستهدف اي انسان في هذا العالم بسبب انتماءه الديني او خلفيته العرقية او الثقافية او بسبب لون بشرته ، فالعنصرية ظاهرة مقيتة تتنافى مع قيمنا ومبادئنا واخلاقنا ، انها ظاهرة تدمر المجتمعات والاوطان وتسيء للانسان الذي خُلق على صورة الله ومثاله ووجب علينا ان نواجه هذه الظاهرة وان نتصدى لها وان نرفضها بغض النظر عن الجهة التي تمارسها وتنادي بها، كما اننا نرفض العنف بكافة اشكاله والوانه ونرفض الارهاب الذي يعصف بمجتمعاتنا ويستهدف الابرياء في اوطاننا ولا يستثنى من ذلك دور العبادة.

الارهاب ظاهرة خارجة عن السياق الانساني والروحي والحضاري والاخلاقي ، فالله تعالى لم يخلق الانسان لكي يحمل سيفا ويقتل ولكي يأخذ سلاحا ويستهدف حياة الناس الابرياء ، الله لم يخلقنا لكي نكون اداة موت وعنف وقتل وامتهان للكرامة الانسانية بل لكي نكون اداة خير وبناء ورقي وخدمة للانسانية .

خلقنا الله لكي نكون مبشرين بقيم المحبة والسلام بين الناس وليس من اجل تقسيم المجتمعات واثارة الضغينة والكراهية بين الانسان واخيه الانسان .

اما نحن في فلسطين الارض المقدسة فنحن كفلسطينيين نعاني من الاحتلال والاحتلال يستهدفنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني ، يستهدف حريتنا وكرامتنا ولقمة عيش ابناءنا كما انه يستهدف مدينة القدس التي هي مدينة السلام والتي تحولت بفعل سياسات الاحتلال الى مدينة احتدام للصراعات والعنف والكراهية والتطرف .

القدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ، انها مدينة لها مكانتها الروحية والتاريخية والحضارية التي تتميز بها عن اية مدينة اخرى في هذا العالم ، القدس بالنسبة الينا هي عاصمتنا وحاضنة اهم مقدساتنا وتراثنا الروحي ولا يمكننا ان نقبل بأن نعامل كالغرباء في مدينتنا ، نحن لسنا غرباء في مدينتنا ولسنا ضيوفا او عابري سبيل في رحاب مدينتنا المقدسة.

القدس مدينتنا التي نعشقها وننتمي اليها ونحن متعلقون بها ومتشبثون بمقدساتها وتاريخها وهويتها .

لقد اعلنا رفضنا لتصريح ترامب الاخير المتعلق بالقدس ونقول لكم بأنه لا يحق لاي جهة سياسية في هذا العالم ان تحولنا الى ضيوف في مدينتنا ، ان اعلان ترامب الاخير يعتبر استفزازا وتطاولا على كافة ابناء شعبنا وامتنا العربية وكافة اصدقاء فلسطين في كل مكان المؤمنين بقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية .

وكما رفض شعبنا اعلان بلفور المشؤوم قبل مئة عام هكذا اليوم فقد اعلن شعبنا رفضه لتصريح ترامب المشؤوم الذي يأتي تأكيدا على انحياز امريكا الدائم لاسرائيل وسياساتها وممارساتها بحق شعبها .

يؤسفنا ويحزننا ان امريكا وغيرها من الدول الغربية وحلفائها تقف الى جانب اسرائيل وتتجاهل معاناة شعبنا وتطلعه من اجل ان يعيش بحرية وسلام في وطنه .