حنا: الكنيسة تحثنا دوما على التمسك برسالتها وقيمها

رام الله - دنيا الوطن
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم بأن الازمة العميقة التي نمر بها في كنيستنا تحتاج الى حل والحل يحتاج الى اشخاص مؤمنين برسالة الكنيسة وحضورها وعندهم الرغبة الصادقة في المساهمة للخروج من هذه الازمة العميقة التي تداعياتها ستكون كارثية اذا لم تتم معالجتها بخطوات سريعة ومبادرات خلاقة .

الازمة التي نمر بها تحتاج الى اناس عقلاء مجردين عن المصالح الانية والذاتية والشخصية ، فالانتهازيون المصطادون في المياه العكرة لا يمكن ان يكونوا جزءا من حل هذه الازمة التي نحن فيها .

ادعو ابناءنا الى مزيد من الصلاة والتأمل لكي ينير الرب الاله قلوبنا وعقولنا ولكي يرشدنا الى طريق الصلاح لكي نحمي كنيستنا من الاخطار المحدقة بنا ومن الاعداء المنظورين والغير منظورين .

فالكنيسة هي انتم ولا كنيسة بدون المؤمنين وكل واحد منا يجب ان يتحمل مسؤوليته امام الله اولا وامام ابناء رعيتنا ثانيا بهدف الخروج من هذا الواقع المأساوي الذي وصلنا اليه ، وكلنا نعرف من الذي اوصلنا الى هذه الحالة ومن الذي يتحمل المسؤولية المباشرة لما حل بنا .

امام هذا الواقع الذي نعيشه لا بد من التفكير بعمق بهدف الوصول الى حل لهذه الازمة وهذا يحتاج الى مبادرات خلاقة ويحتاج الى اناس يتحلون بالايمان العميق وبالرصانة والوعي والحكمة والانتماء الحقيقي لكنيستهم ولوطنهم .

كنيستنا في خطر شديد ويجب ان نعمل معا وسويا من اجل ان يزول عنها هذا الخطر ، لن نقبل بأي شكل من الاشكال بأي انقسامات او تصدعات في كنيستنا .

نحن اليوم لسنا بحاجة الى اناس يصبون الزيت على النار المشتعلة اصلا بل نحن بحاجة الى اناس يعملون على اطفاء هذه النيران المشتعلة التي ستحرق الاخضر واليابس .

الكنيسة كنيستنا ويجب ان نعمل من اجل ايقاف هذه المهزلة وهذه المأساة التي نعيشها فلا يمكن للوضع ان يستمر كما هو ، ان استمرارية الوضع القائم حاليا ستؤدي بنا الى مزيد من الكوارث والنكبات والنكسات التي نحن بغنى عنها .

ان من يتحمل المسؤولية المباشرة لما وصلنا اليه اليوم انما هي اسرائيل المستفيد الحقيقي مما يحدث وكذلك الماسونية واذرعتها التي تسعى لتدمير الكنيسة من الداخل وتفكيكها واضعافها وتهميش حضورها في هذه الارض المقدسة .

ادعو الاباء الكهنة الاجلاء ان يكثفوا من صلواتهم ومن ادعيتهم ومن اجل سلام الكنيسة ووحدتها ، وادعو جميع الطيبين الخيرين المنتمين لكنيستهم ان يفكروا بشكل عميق وبشكل مسؤول كيف يمكن لنا ان نخرج من هذه الحالة التي وصلنا اليها .

بالكذب والنفاق والتحريض والاساءات لا يمكن ان تحل المشكلة وانما من خلال اطلاق مبادرات واعية مسؤولة هادفة لايجاد حل لهذا الوضع المأساوي الذي يهدد كنيستنا وجوديا .

اشعر بالالم والحزن على ما وصلنا اليه ولكنني لم افقد الامل والرجاء وخاصة ونحن في هذا الموسم الذي فيه نعيد للظهور الالهي حيث نسأل الرب الاله بأن ينير قلوبنا وعقولنا وان يرشدنا الى الطريق التي يجب ان نسكلها من اجل ان نحافظ على كنيستنا وهي الكنيسة الام التي نفتخر بانتماءنا اليها وسنبقى كذلك .

احبوا كنيستكم ولا تجعلوا مما يحدث حاليا ذريعة لابتعاد اي احد منكم عن الكنيسة ، الكنيسة هي امنا وهي بيتنا وهي ملجأنا وهي مصدر التعزية والنعمة التي ننالها ، فاذا ما كانت كنيستنا جريحة مطعونة يتم التآمر عليها من كل حدب وصوب فلا تتركوها لوحدها مضرجة بالدماء .

للكنيسة رب يحميها ولكننا نحن ايضا مطالبون لكي نكون حماة لهذه الكنيسة ومدافعين عنها وعن حضورها وتاريخها وتراثها وهويتها .

بوحدتنا وتضامننا وايماننا العميق والتزامنا بانتماءنا الكنسي والوطني نحن قادرون على افشال المؤامرة التي تتعرض لها كنيستنا ، هذه المؤامرة التي تقف وراءها جهات معادية مرتبطة باجندات سياسية مشبوهة لا تريد الخير لكنيستنا ولا تريد الخير لفلسطين ولمدينة القدس بشكل خاص .

المتآمرون على كنيستنا والذين يسرقون اوقافنا ويسعون لاضعاف الحضور المسيحي في هذه البقعة المقدسة من العالم هم ذاتهم المتآمرون على القدس والمتآمرون على فلسطين وعلى الوطن العربي .

عدونا واحد وان تغيرت وتبدلت اسماءه واوصافه هنا اوهناك والهدف واحد هو تصفية الحضور المسيحي في هذا المشرق العربي واضعافه وخاصة في فلسطين الارض المقدسة .

كم نحن بحاجة الى الايمان العميق في هذا الزمن الذي كثر فيه الكتبة والفريسيون ، كم نحن بحاجة الى الصدق والاستقامة في زمن كثر فيه المنافقون والمتاجرون بقضية الكنيسة وازمتها .