الفصل 14 الجزء الأول .. أحمد عبد الرحمن في كتابه -عرفات , حياته كما أرادها- : عرفات جدلية الرصاص والحجارة والكلمات

الفصل 14 الجزء الأول .. أحمد عبد الرحمن في كتابه -عرفات , حياته كما أرادها- : عرفات جدلية الرصاص والحجارة والكلمات
دنيا الوطن ميسون كحيل


الفصل الرابع عشر من الكتاب حمل عنوان " عرفات ـ جدلية الرصاص والحجارة والكلمات " بدأ فيه الكاتب الحديث عن الإنتفاضة التي ظهرت وانطلقت تحديا للقوة الاستعمارية الصهيونية وكان تركيز الكاتب في البداية على الأشهر العشرة من عمرها حيث كان لانطلاقها معنى ساهمت به  كل الظروف التي مرت على الشعب الفلسطيني خاصة بعد الخروج من بيروت عام 1982. فالكفاح المسلح كما اشار الكاتب وقبل زمن طويل خيار له ظروفه خاصة وان العمل العسكري عند العرب في زمن ماضي كما أسلف الكاتب كان خيارا قائما . ومن يقرأ التاريخ نلتمس عمق الانتفاضة ومدلولاتها ووعيها عبر شعب تذوق الألم والمعاناة والمرارة دون انقطاع منذ الاحتلال الانجليزي ووعد بلفور مرورا بنكبة 48 ونكسة 67  ثم انتقال المعاناة والحرب والقتال والحصار والملاحقة من مكان إلى مكان وبأيدى أخرى غير صهيونية بدأت في ايلول الأسود عام 70 ثم لحقها القتال في جرش عام 71 مرورا بالحرب الاهلية في لبنان وحصار تل الزعتر وما بعد ذلك من حرب بيروت 82 وطرابلس 83 وحرب المخيمات التي استهدفت الفلسطينيين ! وابدع الكاتب هنا للتذكير في سرد حقيقي لدور سوريا في كل ما تعرضت له الثورة والمخيمات والشعب الفلسطيني وكما قال إن الثورة خرجت مرتين من لبنان الأولى على يد اسرائيل والعرب يتفرجون والثانية على يد سوريا والله وحده يعلم ماهية دور الأخرين!

 
لقد اشار الكاتب هنا بكل تأكيد وثقة وقناعة أن دور سوريا الوطني سقط بينما الدور الأردني كان يطمح لتفعيل بسط سلطاته على الضفة الغربية من خلال علاقته الدولية والعربية وجزء منها فلسطينية كما المح إلى سقوط الخيار العسكري العربي وانهيار ما يسمى جبهة الصمود والتصدي بعد سقوط قناع الأسد ويظهر ما تحته! ما استوجب اتحاد الطليعة والجماهير في انتفاضة وطنية كبرى.! 

الفصل الرابع عشر – الجزء الاول :

عرفات جدلية الرصاص والحجارة والكلمات

 
        تتبوّأ الانتفاضة الوطنية الكبرى التي اقتحمت دائرة الأحداث التاريخية في النصف الثاني من القرن العشرين، بحكم طبيعتها وخصائصها ومعاركها ومساراتها القريبة والبعيدة، الذروة بين حركات الكفاح والاستقلال الوطني، إن الانتفاضة الوطنية الفلسطينية تطرح على القوة الاستعمارية والصهيونية المسيطرة والمطمئنة إلى دوام سيطرتها، تحديا تاريخيا لا تملك عليه ردا، وطال الزمن أم قصر ليس أمام هذه القوة الاستعمارية التي مثلت وتمثل عقدة المصالح الاستعمارية في مشرقنا العربي غير التراجع الحتمي عن مواقعها وعن  مشاريعها الإستراتيجية في احتواء هذا المشرق عبر صهينة وتهويد قلبه الفلسطيني، لقد أخرجت الانتفاضة الوطنية الفلسطينية الصراع الحضاري بين الأمة العربية وطليعتها الشعب الفلسطيني وثورته وبين الامبريالية الأميركية ورأس حربتها الكيان الصهيوني عن السياق المألوف والذي حكم وتحكم بهذا الصراع طوال الأربعين عاما الماضية، فلأول مرة في تاريخ هذا الصراع المرير، لا يلعب العامل الخارجي دورا حاسما في حسم المعركة لصالح العدو الصهيوني، إن أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية، وهما ضلعا المثلث الذي يشكل كيان العدو في وطننا فلسطين ضلعه الثالث، تقفان عاجزتين أمام حتمية سقوط التفوق التكنولوجي الامبريالي، أمام أبسط أسلحة امتلكها الإنسان للدفاع عن بقائه ووجوده، وليست الإشكالية هنا في خطورة الحجارة في مواجهة الرصاص، إنها الخطورة النابعة من تصميم هذه الإرادة على انتزاع بقائها فوق أرضها، ولفظ الوجود الصهيوني الغريب من أرض الوطن ومن التاريخ.

         وإذا كان الوقت الآن ليس وقتا ملائما لتأريخ وقائع الانتفاضة، بحكم أن المعركة ما زالت في ذروتها بين جيش الاحتلال وبين الانتفاضة، بين الواقع الوطني بجذوره الممتدة عميقا في الأرض والتاريخ، وبين الواقع المصطنع الذي وصلت صواريخه عنان السماء، فإننا معنيون دائما بانتهاج المنهج العلمي والموضوعي، ونحن نقرأ معطيات الانتفاضة في الأشهر العشرة المجيدة من عمرها الطويل والتي تعادل عشر سنوات من حياة أي شعب آخر يخوض معركة تحرير أرضه وانتزاع استقلاله الوطني . 

        إنّ الانتفاضة كحركة جماهيرية هي التجسيد الوطني الأرقى لحركة فتح، وللثورة بكل فصائلها الوطنية، وهي تحول وعي الطليعة المقاتلة إلى وعي وطني شامل، واعتماد الصراع طريقا جماهيريا ووطنيا لانتزاع الحق الوطني، وقد كان يمكن اختصار زمن المخاض، لو لم تواجه الطليعة المقاتلة حرب الأنظمة العربية المحيطة بفلسطين وهي حرب سياسية وعسكرية وإيديولوجية إضافة إلى الحرب الدامية الشاملة بين الطليعة-الثورة وبين العدو الصهيوني والتي بلغت ذروتها في الحرب الفلسطينية - الإسرائيلية في عام 82.

        قبل زمن طويل بدأت الطليعة كفاحها المسلح لمواجهة العدوان الصهيوني، وكانت جيوش الأنظمة جرارة والخيار العسكري ضد الكيان الصهيوني قائما، ومعاهدة الدفاع المشترك معمول بها وسارية المفعول، كانت الدعوة التي أطلقتها فتح تقوم على الدور الطليعي للشعب الفلسطيني في معركة التحرير من خلال رؤية علمية لواقع عربي عاجز عن وضع شعاراته وأهدافه موضع التطبيق، والانتفاضة الوطنية الفلسطينية تقول للعالم فيما تقوله، إن الشعب الفلسطيني قد حسم أمره، ودخل بكل قوته معركة خلاصه الوطني.




 عرفات - حياته كما أرادها للكاتب أحمد عبد الرحمن "الفصل العاشر ج3: تفاصيل تهدئة بيروت واجتماع سرّي لعرفات وأبوجهاد

عرفات - حياته كما أرادها للكاتب أحمد عبد الرحمن "الفصل العاشر ج2" : عندما قال أبو عمار .. وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى

عرفات حياته كما أرادها : متى ولماذا قال أبو عمّار "العرب نائمون" ؟
عرفات-حياته كما أرادها : وبدأ الهجوم على بيروت..هكذا سحب حافظ الأسد قواته -وهذا رد فعل قائد ثورة بساط الريح



"عرفات - حياته كما أرادها".. الفصل السابع - ح2 : قصة "بيان" وتعليق خليل الوزير .. استمرار مؤامرة "الأسد الأب"







"عرفات - حياته كما أرادها".. الفصل الخامس-ح2:مجزرة تل الزعتر ودور نظام "الأسد"-من الذي تواطأ في اجتياح لبنان 82 ؟



"عرفات - حياته كما أرادها".. الفصل الثالث-ح2: قصة سفينة السلاح من "هونيكر" لياسر عرفات وكيف رد له الجميل أبو عمار

التعليقات