"عرفات - حياته كما أرادها".. الفصل السابع - ح2 : قصة "بيان" وتعليق خليل الوزير .. استمرار مؤامرة "الأسد الأب"

"عرفات - حياته كما أرادها".. الفصل السابع - ح2 : قصة "بيان" وتعليق خليل الوزير .. استمرار مؤامرة "الأسد الأب"
دنيا الوطن – ميسون كحيل  

ختم الكاتب احمدعبدالرحمن  الفصل السابع  بالأحلام والأمال التي كانت تداعب العقول والتمنيات في وقف الحرب العراقية الايرانية التي امتدت إلى ثمانية سنوات إلى حلم فتح الجبهة السورية في الجولان ذلك الحلم الذي لا يمكن أن يتحقق يوما وحدوثه قد يلغي عجائب الدنيا السبعة لتصبح عجيبة واحدة وهي فتح جبهة الجولان ! وذهب بعيد جدا في أحلام وأمال تجاوزت حدود قدرة مصر وحسني مبارك والموقف من اتفاقات كامب ديفيد والتي قد تكون أحد اسباب عقد هذه الاتفاقات هو القضاء على الثورة الفلسطينية في لبنان .! وكان لا بد للكاتب المدرك بحقيقة الأمور أن يثير فينا التكرار الدائم للموقف السوري والكابوس المسيطر على حافظ الأسد طوال فترة حكمه .
 
الفصل السابع – الجزء الثاني

            وبعد اقل من ساعة كنت قد أعددت بيانا تحذيريا للعالم من خطر عدوان «إسرائيل»، وقد حرصت أن أخاطب جماهيرنا الفلسطينية والعربية، ولم أتوجه بالنداء للأنظمة العربية، بل وجهت لوما لها على تمزق صفوفها، وتخاذلها أمام العدو، وقلت إن قدرنا أن نصمد وأن نقاتل وحدنا حتى تستيقظ أمتنا العربية، وتلحق بنا، وهذه العبارات يحبها أبو عمار، وتشكل لديه عزاء روحيا، وسط بحر المرارة الذي نغرق فيها جميعا فلسطينيين وعربا.

            قرأ أبو عمار البيان التحذيري وأضاف كلمة هنا وكلمة هناك كعادته لتخفيف حدة النص تارة، ولمخاطبة أطراف كان أبو عمار وحده يعرف المصطلحات المناسبة لها، وقد ضحكنا جميعا، عندما وصل أبو عمار إلى نهاية النص، وأراد أن يضيف تلك العبارة المعروفة في برقياته وبياناته، «اللهم اشهد إني قد بلغت» .
            وأذكر أن أبو جهاد قال عندها ، « لقد أسمعت لو ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي».

            وفعلا صدر البيان خاليا من هذه العبارة، وأذكر أنني قلت ، لا بد لجماهيرنا أن تعرف أن عليها أن تقاتل وحدها وأن تصمد، فليس في الأفق، ما يشير إلى تحرك من أي طرف لصالحنا.

وقد جرى الحديث عن المواقف العربية والدولية، وداعبتنا أحلام وآمال متضاربة، فمن الأمل بوقف الحرب العراقية – الإيرانية إلى الحلم بفتح الجبهة السورية في الجولان، إلى تخلي مصر في عهد الرئيس حسني مبارك عن اتفاقيات كامب ديفيد، إلى إنذار سوفياتي « لإسرائيل». وكان واضحا أننا في وضع لا نحسد عليه، فليس لنا أصدقاء أو حلفاء جاهزين مستعدين لنجدتنا، وبالتالي لم يكن أمامنا غير خيار الدم والصمود ، لخلق الأصدقاء والحلفاء العمليين، خاصة وأننا استثناء يحاول أن يكون القاعدة في أرض الرمال المتحركة في الشرق الأوسط، وكنا خلال السنوات العشر الماضية قد خلقنا وضعا خاصا على حساب كل القوى صاحبة النفوذ في لبنان، فقد تحول لبنان من بنك أميركي، إلى قاعدة عسكرية وسياسية لمنظمة التحرير، وقد أطلق الأميركيون على لبنان، بأنه مركز الإرهاب الدولي، وقد شكلت هذه التسمية، أحد القواسم المشتركة بين إسرائيل وأمريكا لتدمير مركز المنظمة والثورة في لبنان ولتدمير هذا المركز الدولي للإرهاب.

            وغني عن البيان أن القيادة السورية بإستراتيجيتها الضيقة، وجدت في ترسيخ المنظمة لوجودها في لبنان خطرا على الحكم بدمشق وبالتالي تدخلت عسكريا في عام 76 لتحطيم مركز المنظمة، ولم تكن لدينا أية ثقة في أن القيادة السورية ستهب لنجدتنا، في عام 82، فهي لم تحرك ساكنا في مواجهة عملية الليطاني عام 78، ولم يتدخل طيرانها في تموز 81، أثناء قيام الطيران الإسرائيلي بضرب مقر القيادة الفلسطينية في بيروت، وكان المبرر الجاهز الذي تقدمه القيادة السورية لمواجهة حملة النقد العلني أو المبطن، هو أنها تحدد وحدها ساعة ومكان المعركة، عندما تحقق التوازن الاستراتيجي مع العدو الإسرائيلي، والحقيقة إن القيادة السورية، لم تكن  لتقبل أن تخوض معركة لحماية وجود الثورة التي تراها ظاهرة خطرة قد تمتد لتصل إلى دمشق، وهذا هو كابوس الرعب الذي يجثم على صدور حكام دمشق منذ عام 71 وبدء حكم الرئيس حافظ الأسد.







"عرفات - حياته كما أرادها".. الفصل الخامس-ح2:مجزرة تل الزعتر ودور نظام "الأسد"-من الذي تواطأ في اجتياح لبنان 82 ؟



"عرفات - حياته كما أرادها".. الفصل الثالث-ح2: قصة سفينة السلاح من "هونيكر" لياسر عرفات وكيف رد له الجميل أبو عمار

التعليقات