الحلقة الثانية : نبيل عمرو يكشف لدنيا الوطن أسرار "طبخة المؤتمر السادس لفتح" .. وأسباب استقالته من "السفارة والفضائية الفتحاوية"

الحلقة الثانية : نبيل عمرو يكشف لدنيا الوطن أسرار "طبخة المؤتمر السادس لفتح" .. وأسباب استقالته من "السفارة والفضائية الفتحاوية"
ممازحة مألوفة على هامش الاجتماعات الحادة
رام الله - خاص دنيا الوطن
الحلقة الثانية يتحدث نبيل عمرو الوزير والمستشار السابق عن طبخة المؤتمر السادس لحركة فتح ولماذا قدم استقالته من منصب السفير في القاهرة وعن منعه من الكتابة . 

تذكر في كتابك ياسر عرفات وجنون الجغرافيا عن جدل صاخب واستنكار لانتخابك في المجلس الثوري ، هل كان شرطا للفوز في الانتخابات في ذلك الوقت الخلفية العسكرية فقط ؟ 

كان سبب الجدل حولي هو حدة الصراع على المواقع وصغر السن آنذاك، وحداثة الوجود في لبنان ، وبالفعل كان وفق التراتبية الفتحاوية كثيرين احق مني بهذه المرتبة ، لقد اثرت هذه الواقعة في حياتي، ولكني عملت على اثبات جدارتي بالموقع ، كنت اعمل ليل نهار في اخطر المواقع ولا اظن ان قيادة اذاعة تحت القصف الدائم بالعمل السهل. 

هل علاقتك بدحلان كانت السبب في محاولة اغتيالك (في عهد الرئيس ابو عمار)كما ذكرت بعض التقارير في حينها ؟ وما هو رأيكم بقرار فصله؟ 

هذا ليس صحيحا على الإطلاق، وبالنسبة لقرار فصله افضّل ان تسألوا زملاءه السابقين في اللجنة المركزية.
 

ما هي الأسباب التي دعتكم إلى تقديم إستقالتكم من منصبكم كسفير فلسطين في القاهرة؟

قبل مغادرتي القاهرة وفي المطار، قلت للواء محمد ابراهيم الذي كان من ضمن مودعي الرئيس محمود عباس، " قد لا اعود سفيراً" 

كنت مغادرا للمشاركة في التحضير للمؤتمر السادس ، كان رهاني على المؤتمر، ابعد كثيرا من ان يكون شخصيا او يكون مجرد فرصة لأصبح عضوا في اللجنة المركزية، مع اهمية ذلك، كنت أرى فيه محطة ضرورية للتجدد والشروع في بناء حركة قادرة على تجاوز الأزمات العاصفة التي اعيتها وأضعفت لياقتها وقدراتها ودورها، كنت ارى الفرصة جدية وقوية وشرعية، الا ان كثيرين غيري لم يروا في الأمر الا إسقاط فلان وانجاح فلان، كانوا يوصلون الليل بالنهار وهم يجمعون الأصوات لأنفسهم ولتحالفاتهم ويحجبونها عمن يرونه مخالفا او معارضا لهم، لم اقم بأي محاولة لتجنيد الأصوات ، لم يكن لدي الوقت لذلك، كنت اقوم بمهمة بعث الأمل بالحركة عبر المؤتمر السادس من خلال وسائل الإعلام، حين كنت الناطق الرسمي باسم المؤتمر، وكنت متفرغا من الصباح حتى منتصف الليل في أداء هذه المهمة.. كثيرون كانوا يقولون لي انك تتعرض لمؤامرة وحين وُزعت قائمة جاءني احد الكوادر و استميحه عذرا انني أفصح عن اسمه دون استئذانه هو يونس الرجوب وهو احد المناضلين المخضرمين في فتح، فقد قال لي احذر لقد تم استثنائك من القائمة .

لم ابذل جهدا لا مع الرئيس ولا مع غيره، لأضع اسمي على قائمة المضمونين، وواصلت عملي أطارد آمالي وأمنياتي حول الحركة كما أحب ان اراها ويراها الآخرون، وجهت رسالة مكتوبة الى أعضاء المؤتمر ، أفصحت فيها عن السبب الذي دفعني للترشح لعضوية اللجنة المركزية . 

قبل ذهابي للمؤتمر الصحافي اليومي  وكانت الانتخابات قد بدأت جاءني عدد من الكوادر محذرين من ان تزويراً يجري في عملية الاقتراع وان  التصويت بالهاتف يجري فيه تزوير واضح وعليك كناطق رسمي باسم المؤتمر ان تحذر من ذلك. 

فكرت في الأمر ، كانت القرائن دامغة ، لم يكن منطقيا ان اعلن عن خلل  كهذا وأنا الناطق الرسمي فحين تخدش شرعية فتح ويقول خصومها أنها حركة غير جديرة بالقيادة بسبب اقوال ناطقها الرسمي، فذلك يعني انني سأكون أول من يتحمل أخطار انهيار الشرعية والمصداقية، قررت الخروج من المشهد مبكرا وأعلنت قبل بدء عملية الفرز انني مضطر للانسحاب من موقعي كناطق رسمي لأسباب صحية، ذلك كان هو خياري الأسلم في حينه، أرسلت رسالة للرئيس محمود عباس ابلغه فيها انسحابي من مهمة الناطق الرسمي وغادرت إلى رام الله، ولعل احد القرائن التي أكدت لي صدق ما قاله يونس الرجوب لي أن أحدا  لم يتصل بي للاستيضاح.

بعد ذلك كان بديهيا أن أستقيل من عملي كسفير في القاهرة ومندوب لفلسطين لدى جامعة الدول العربية، وكمؤسس لمشروع فضائية فتح، لم يعد ممكنا لي مواصلة العمل بعد ما حدث في المؤتمر وهذه هي الحكاية كلها." بالمناسبة أنا من كتب خطاب الرئيس محمود عباس أمام المؤتمر. 

هل منعتم من الكتابة في الصحف الفلسطينية والظهور على الشاشات الفضائية؟ 

نعم أرسلت مقالا لزميلي حافظ البرغوثي بعنوان دفاعا عن فتح، لم ينشر في الحياة الجديدة التي أسستها ، حضر إلى منزلي وكان محرجا وقال لي لقد تلقيت تعليمات مباشرة بعدم نشر أي مقال أو تصريح لك، وكذلك الأمر مع الاذاعة والتلفزيون الرسميين. 

كان تشكيل المجلس الاستشاري ترضية لبعض قيادات فتح التاريخية وللاستفادة من خبراتهم . ما هو دور المجلس الان ؟

لا دور له، لأن لا دور لجميع المؤسسات التنظيمية في فتح، وأعضاء الثوري والمركزية يعترفون بذلك.

في الحلقة الثالثة .. أسرار تُنشر لأول مرة عن حرب 73 وعلاقة ياسر عرفات مع عبد الناصر والسادات ومبارك ..


في العراق
على هامش اجتماع المجلس المركزي في رام الله

مع الرئيس بيل كلينتون في افتتاح مطار غزة

التعليقات