إلى صديقي المجهول .. وعزّام الأحمد

إلى صديقي المجهول .. وعزّام الأحمد
كتب غازي مرتجى
اقتباس
((الاخ غازي مرتجي الفاضل
هناك خبر اليوم وهو "مخطط اسرائيلي لاقامة كنيس يهودي على خمس مساحة المسجد الاقصى"
بدل هذا المجحوم عوفاديا الله يجحمه التركيز علي الاقصي خاصة صمت عربي واسلامي قاتل ..)) انتهى

(1)
هذه رسالة وصلتني من صديقي ذاته المجهول الذي يخاطبني بعد كل مقال دون أن أعرف عنه شيئاً .. بصراحة أصبحت أنتظر ردوده الفورية على ما أكتب ..

يا صديقي لقد كتبت عمّا يدور في القدس مراراً , ولو راجعت تواريخ النشر لوجدت أنّ أكثر المقالات تواجداً وظهوراً على زاويتي كان مقال "الحل الأخير .. جبل المكبّر ووادي جهنم"  ولا أخفيك وأصدقائي مُتابعي زاويتي أن حجم الإقبال على قراءة المقال كان قليل الحظ .. رغم أنّي تعمّدت إظهاره على أطول فترة وإبرازه بشكل كبير ..

صديقي المجهول الرائع .. وضع القدس والأقصى لا يخفى على أحد .. دنيا الوطن تنشر يومياً دراسات وأبحاث ولم تترك صورة أو فيديو عن تلك المخاطر إلاّ ونشرناه .. قبل أيام ثلاثة اقتحمت الأقصى مجموعة من مُجندات الإحتلال .. دنّسنه والتقطن به الصور ودسن على كرامة كل فلسطيني بل وكل عربي , بصراحة لم أترك موقعاً رسمياً أو حزبياً إلا وتتبعته لأشاهد بيانات الاستنكار والتنديد .. فلم أشاهد سوى استنكار واحد من مؤسسة عملها الرئيسي هو متابعة خروقات الإحتلال في مدينة القدس .. في الساعة ذاتها التي كانت أصابع المُجندات تُرفع نصراً .. كان إصبع السبّابة الفلسطيني يُرفع تهديداً .. لا تبتعد كثيراً هو تهديد لبعضهم البعض وليس كما يقول "المنطق" ! .

صديقي العزيز .. كل عام وأنت ومُتابعي زاويتي بألف خير , أعاد الله علينا عيدنا القادم وقد أقمنا "مذبحة" الأضاحي في الأقصى ..

(2)

لأننا نبحث عن الحقيقة وعن الخبر .. لا نترك شاردة أو واردة إلاّ ونُحاول الحصول على تفاصيلها .. نشرنا خبراً عن قرب "اتفاق مكّة 2"  ربما كان عنوان الاتفاق اجتهاداً منّا لكن كل تفاصيل الخبر المنشورة تحصّلنا عليها من مصادر خاصة .. فوجئت بتصريحات سريعة لعزّام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ينفي فيها ما نشرته دنيا الوطن جملةً وتفصيلاً .. لم يقف الأمر عند النفي "وهو بالمناسبة حق لعزام الأحمد وغيره" بل اتهمّ الأحمد "حركة حماس" بتسريب الخبر , لو أنّ من تحصّل على الخبر وصاغه ونشره شخص غيري ربما لراودتني نفسي لتصديق ما يقول عزّام الأحمد , لكن أن يكون الخبر خالصاً من "مصادري" فهنا غرابة النفي , بالطبع لست مضطراً ولن أكون كذلك للدفاع عن فحوى الخبر .. ربما من تفضّل على دنيا الوطن بهذا الانفراد لا يرُق لعزّام الأحمد .. ولا يرُق لحماس أيضاً .. إلاّ أني لا زلت مُتفاجئاً من هذا النفي المجبول باتهام وبلا خيارات أخرى  .. 

بعد نشر الخبر في دنيا الوطن تناقلت وسائل الإعلام "العالمية والمحلية" تصريحاً لعضو مجلس شورى سعودي يتحدّث فيه عن تفكير جدّي لدى المملكة العربية السعودية لرعاية اتفاق مصالحة جديد بين حركتي حماس وفتح ضمن شروط خاصة.. ربما يكون تصريح "زهير الحارثي" أكبر دليل على مصداقية ما تحدّثنا به .. إلاّ أنّ من نفى الخبر وهاجمه لم يرُق له .. ربما ينتظر طرفي الإنقسام مبادرة جديدة من "تجمعات المستقلين" ممن يتم تجييرهم لطرف مقابل الآخر بميزّات أو وكالات أو تسهيلات ..!

في الست سنوات التي تلت اتفاق مكّة الأول .. يعلم الجميع برفض المملكة لرعاية أي حوار بين الطرفين .. بل لم تتدخل بالمطلق في أي شأن داخلي فلسطيني ولا حتى "بكلمة" ..  بعد ست سنوات تغيّرت "دول" وتبدّلت "عواصم" وتفتّت "عُصب" .. ولم يبق شيء على حاله .. لماذا لا نُصّر على تدخل "السعودية" لتجاوز الإنقسام ؟ ولماذا نرفض حتى "خبراً" يوحي بذلك ؟ 
ربما لو أنشأت المملكة فندق "السيتي ستار" تُصبح صالحة لرعاية المصالحة فيما بعد !؟!