حسين البعريني: لبناني رهن سيارته في مستشفى ليتسلّم جثّة طفله الرضيع، فما تفاصيل القصة؟

المواطن اللبناني حسين البعريني
Social media
المواطن اللبناني حسين البعريني

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان غضبا بعد انتشار صورة لمواطن لبناني يحمل جثّة طفله الرضيع سيراً على الأقدام.

وتظهر الصورة الوالد وهو يحمل طفله الرضيع، ملفوفاً بقطعة قماش زرقاء، بعدما لفظ أنفاسه داخل مستشفى في عكار بشمال لبنان.

رواية الأب حسين البعريني

هزت صورة المواطن اللبناني حسين البعريني المشاعر الإنسانية وعكست الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب اللبناني في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.

ونقلت وسائل إعلام محلية لبنانية أن المواطن حسين البعريني من بلدة فنيدق العكارية اضطر إلى رهن سيارة ابن شقيقته لإخراج جثة طفله الرضيع، الذي توفّي بعد بقائه 25 يومًا في الحاضنة وبلغت فاتورته 2500 دولار أمريكي.

https://twitter.com/wisalyahfoufi/status/1600095734527062016

وقد ظهر البعريني في مقطع فيديو، تداوله المستخدمون على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يروي من خلاله تفاصيل الحادثة.

وكشف البعريني أنّ "الطبيب الذي كان يتابع وضع طفله اتصل به لإبلاغه بوفاته". وأضاف أنه عندما حضر إلى المستشفى لتسلّم الجثمان، طُلب منه انتظار مسؤولة المحاسبة، التي أبلغته أنّه يتوجّب عليه دفع مبلغ 2400 دولار أمريكي".

وأضاف الأب أن "هناك جمعية قد تبرعت له بمبلغ قدره 350 دولار وهو يحمل مبلغ 400 دولار ويجب عليه تسديد ما تبقى من المبلغ وقدره 2050 دولار".

وأشار البعريني إلى أنّه "لم يكن بحوزته المبلغ المتبقّي، فطلبت منه مسؤولة المحاسبة أن يتّصل بشخص من أبناء بلدته فنيدق ليكفله، لكنّ هاتف الشّخص المقصود كان مغلقاً، فطُلب منه أن يترك السيارة التي كان يستقلّها بالمستشفى كي يتسلّم جثمان الطّفل".

وأردف: "أخذت مفتاح السيارة بعدما علمت أن ثمنها تقريبا بحدود الألفي دولار فتركت مفتاح السيارة وعدت مع جثة ابني سيرا على الأقدام".

https://twitter.com/sawtkellebnen/status/1600181919303405568

ووفقا لوسائل إعلام محلية، فقد اقتحمت مجموعة مسلحة مستشفى الحبتور، وأطلقت أعيرة نارية في الهواء، وعملت على تحرير السيارة التابعة لوالد الرضيع التي احتجزها المستشفى كرهًا مقابل إعطائه جثة طفله".

https://twitter.com/nabatiehorg/status/1600141450456408071

تعليق إدارة المستشفى


وقد نشر خلف أحمد الحبتور، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور الممولة للمستشفى، تغريدة قال فيها: "ندعو من الله أن يسكن روح هذا الطفل الرضيع الملاك فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان".

وأضاف: "مع أننا ندعم مستشفى خلف الحبتور في حرار لخدمة أهلنا في عكار، إلا أننا نرفض أي تصرّف يُبَدّي المصلحة على المواقف الإنسانية ونطلب التوضيح من إدارة المستشفى المستقلة والمسؤولة أمام الله والناس".

https://twitter.com/KhalafAlHabtoor/status/1600128044324093953

وقد علق الدكتور ربيع الصمد، مدير مستشفى خلف الحبتور، على التغريدة قائلا: "نقدر عاليًا دعمكم الدائم لعكار وأهلها ونسأل الله للطفل الرحمة ولأهله الصبر والسلوان".

وأضاف أن "الطفل بقي في الحاضنة في المستشفى 25 يوما وكانت كلفة علاجه عالية ومع ذلك لم تقصر المستشفى في تقديم العلاج اللازم وما حدث أثناء مغادرة الوالد مع الطفل المرحوم مرفوض وغير مقبول وسيخضع الموظف للمحاسبة الصارمة".

https://twitter.com/rabihsama/status/1600142147344158720

وكان مغردون قد تداولوا صورة قالوا إنها "اعتذار رسمي من المستشفى".

https://twitter.com/Nadine34752954/status/1600213309608718336

لكن بالبحث والتدقيق وجدت مدونة بي بي سي ترند أن الصورة مفبركة ولم تنشر عبر أي من حسابات المستشفى ولا المجموعة الممولة لها.

ردود الفعل عبر مواقع التواصل


وقد تناقل كثيرون صورة الأب وهو يحمل جثة رضيعه أثناء خروجه من المستشفى.

فقالت راميا الإبراهيم: "أبو عمر من فنيدق بعكار شمال لبنان حاملاً جثمان طفله الرضيع (25 يوماً) المستشفى حجزت على سيارته لتسمح له بأخذ طفله ودفنه لحين سداد الفاتورة 400$، مهمشون لا يهتم لأمرهم إلا بالانتخابات ولا تلحظهم بعض الصحافة إلا إذا ساعدهم أخ بالوطن من طائفة أخرى فتبث نار الفتنة. ‏آه يالقهر والله".

https://twitter.com/ramiaalibrahim/status/1600109846044418049

ومن جهته، علق الممثل اللبناني باسم مغنية على القصة بالقول: "رهن سيارته للمستشفى وسلموه ابنه المتوفي فقط في ما يسمى "وطن" أب يحمل ابنه الرضيع المتوفي، رهن مواطن من بلدة فنيدق سيارته لمستشفى الحبتور حرار بعد أن رفضت الإدارة تسليم جثة الطفل الرضيع وبلغت فاتورته 2500 دولار، وعجز الوالد عن سدادها فأعطاهم السيارة بشكل رهن وعاد به ماشياً على قدميه".

https://twitter.com/bassemmoughnieh/status/1600076625562853376

ولم تقتصر التعليقات على المغردين اللبنانيين، فقال الدكتور السعودي منصور المالك: "مواطن لبناني يستلم جثة ابنه من المستشفى مقابل رهن سيارته ويعود مشيًا على الاقدام. إذا لم تهزك هذه القصة لتثور على اللصوص والعملاء الذين يحكمون البلد فأنت بلا شرف ولا إنسانية".

https://twitter.com/msalmalik/status/1600112047940771841

مدافعون عن المستشفى


ومن جهة أخرى، قال حساب النائب وليد البعريني في تدوينة عبر فيسبوك: "تزاحمت مواقع التواصل الاجتماعي بقضية السيد حسين البعريني الذي رهن سيارته لمستشفى الحبتور، لقاء تسليمه جثة ابنه".

وتوجّه البعريني إلى السيد ربيع الصمد، مدير مستشفى الحبتور، في بلدة حرار بالقول: "لا نريد المساس بسمعة المؤسسة، ولكننا نتمنى منكم أن تتعاطوا مع الأهالي برحمة".

وأكد البعريني أن "مرجعيات المنطقة تسعى إلى تطوير العلاقة بين إدارة المستشفى والأهالي، والحفاظ على المؤسسة".

وناشد البعريني "مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، صندوق الزكاة، وخلف الحبتور الوقوف عند هذه القضية لتكون مدخلاً لإصلاح الأمور المتعثّرة في مستشفى الحبتور، ومنعًا لوقوع حادثة مشابهة مستقبلاً".
حساب النائب وليد البعريني في تدوينة عبر فيسبوك
فيسبوك

وقال شعيب زكريا، وهو من مواطني عكار، عن المستشفى: "قد تحدث حالات وهي مُشابهة لكل ما يحدث مع بقية المشافي ولكن لا بد من العلم أن هناك مئات الحالات تدخل وتخرج من المشفى بكل يُسر وبعضها قد تشوبه بعض العراقيل أو سوء التقدير، وهذا أمر طبيعي، ولكن ليس من الإنصاف أن يتم التصويب على المستشفى بأنها شرٌ مطلق وأن كل من فيها من زبانية جهنم، واغلب الحالات التي تُسبب متاعب هي التي تأتي من وراء السياسيين الذين يحاول بعضهم تجيير المستشفى لحساباتهم السياسية ولمصالحهم العامة على حسابها".
شعيب زكريا، وهو من مواطني عكار، يتحدث عن المستشفى
facebook

التعليقات