رحلة نادي لايبزيغ المثيرة إلى المنافسة في دوري أبطال أوروبا

مشجعو بايرن ميونيخ يحملون لافتة كتب عليها
Getty Images
كثيراً ما تحمل بعض المجموعات لافتات معارضة لدعم ريد بُل للايبزيغ

قال مؤسس ورئيس مجلس الإدارة شركة ريد بُل، ديتريش ماتشيتز، ذات مرة، مشيرا إلى شعار علامة "ريد بُل" التجارية: "إنها تمنحك أجنحة!".

لم يكن ماتشيتز يتحدّث على وجه التحديد عن مشروب الطاقة الذي بنى عليه ثروته، بل عن الفلسفة التي تعتمد عليها شركته التي أصبحت الآن متعددة الأنشطة ورأسمالها يقدر بمليارات عدة.

ومن الأمثلة على ذلك نادي آر بي لايبزيغ الألماني الذي أسسته ريد بُل عام 2009.

قبل عقد من الزمن، بدأ الفريق في الدرجة الخامسة من الدوري الألماني لكرة القدم. لكنه يوم الأربعاء، سيلعب في المرحلة الإقصائية بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى.

إذن، كيف وصلت ريد بُل بناد يلعب كرة القدم المحلية إلى المنافسة على لقب الدوري الألماني (البوندسليغا)، إذ يحتل المركز الثاني بفارق نقطة واحدة عن بايرن ميونيخ متصدر الدوري، وماذا يعني ذلك بالنسبة لواحدة من أكثر الشركات شهرة في العالم؟

"غضب شديد"


قليلون في ألمانيا كانوا منفتحين على رغبة مياتشيتز في تمويل نادٍ ما عندما تمّ الإعلان عن ذلك لأول مرة في عام 2006. ورفض الاتحاد الألماني لكرة القدم، الخطط الأولية للاستثمار في فريق آخر من مدينة لايبزيغ وهو ساتشسين لايبزيغ.

وتأسس نادي آر بي لايزبيغ بمبادرة من شركة ريد بُل، بعد شراء حقوق اللعب لفريق "اس اس في ماركرانسدات" في الدرجة الخامسة، ثم بدأت مساعي الوصول بالندي إلى دوري الدرجة الأولى الألماني في غضون ثماني سنوات.

وتسبب ذلك بغضب شديد في ألمانيا، لكن لم يكن ذلك جديدا على ريد بُل.

وقد يعود هذا الغضب إلى الخوف من أن يكون مصير النادي الألماني مماثلا لمصير نادي أوستريا سالزبورغ الذي نافس في دوري الدرجة الأولى النمساوي قبل أن يتغير اسمه إلى ريد بُل سالزبورغ بعد استحواذ ريد بُل عليه عام 2005 وتغيير شارته وألوانه وموظفيه.

إلا أنّه وفي الوقت الذي وصل فيه النادي الجديد الى دوري الدرجة الأولى الألماني عام 2016، لم يكن للمدينة فريق في الدرجة الأولى منذ 22 عاماً.

وقال مراسل صحيفة "ليبزيغر فولكسزييتونغ" المحلية، غيدو شافر، لـ "بي بي سي": "قاعدة مشجّعي الفريق تنمو. وتباع الآن جميع بطاقات المباريات التي يبلغ عددها 40 ألفا في كل مباراة تقريباً".

إلا أنّ الفريق المملوك لريد بُل ليس محبوباً في جميع أنحاء البلاد.

إذ تنصّ قوانين الاتحاد الألماني لكرة القدم على أنّ الأندية المحلية يجب أن تعمل وفقًا لقاعدة "50 + 1"، بمعنى أنّ الأعضاء - بشكل أساسي المشجعين - يمتلكون غالبية الأسهم ويمكنهم التأثير على القرارات مثل أسعار البطاقات.

ويشعر المنافسون بأنّ آر بي لايزبيغ استغلّ النظام من خلال وجود 17 عضواً فقط يحق لهم التصويت - ويرتبط معظمهم مباشرة بـ "ريد بُل"- وتجاوز النادي قانوناً ينصّ على عدم ذكر اسم الراعي الرسمي في اسمه.

وعادةً ما يُشار لـ" آر بي لايزبيغ" على أنه "النادي المكروه أكثر من غيره في ألمانيا" وما زال يواجه احتجاجات من حين لآخر.

ماذا تستفيد ريد بُل من امتلاك فرق كرة قدم؟


حصلت ريد بُل العام الماضي على المرتبة 71 على قائمة العلامات التجارية الأكثر قيمة في العالم بحسب مجلة فوربس، وتبلغ قيمة العلامة التجارية أكثر من 7.6 مليارات جنيه إسترليني وتبيع حوالى سبعة مليارات عبوة من مشروبات الطاقة الخاصة بها في 171 دولة حول العالم سنوياً.

أن تقع أعين المشاهدين على علامة ريد بُل هو شيء بالغ الأهمية للعلامة التجارية. ويحمل كل فريق تمتلكه ريد بُل علامتها التجارية على الملابس الرسمية. كما تلعب جميع الفرق في ملاعب ريد بُل أيضاً.

وبذلك، يروّج نادي آر بي لايزبيغ لـ"ريد بُل" مع كل ركلة كرة.

ويمكن قول الشيء نفسه عن مشاريع ريد بُل في سباقات الفورمولا 1، الرياضات الإلكترونية والرياضات الخطرة.

إذ سيشاهد متابعو الفورمولا 1 سيارات ريد بُل وسائقيها في 22 مرحلة مختلفة من الموسم المقبل.

وترعى الشركة رياضيين لعرض علامتها التجارية، بينهم لاعب الكريكت الإنجليزي وبن ستوكس الحائز على جائزة بي بي سي الرياضية لشخصية العام ومدافع ليفربول وإنجلترا ترينت ألكساندر أرنولد.

التعليقات