مونديال قطر 2022: هل نجحت "بروفة" كأس العالم للأندية؟

استاد خليفة الدولي في الدوحة
Getty Images
لعب ليفربول مبارتيه في كأس العالم للأندية على ملعب خليفة الدولي في الدوحة

في غضون ثلاث سنوات، سيكون مونديال كأس العالم لكرة القدم قد انتهى.

وستكون البطولة المقبلة في قطر هي الأولى التي تقام في الشتاء. ليس هذا فقط، حيث أثار المونديال الكروي المقبل الكثير من الجدل منذ الإعلان في 2010 عن فوز قطر بتنظيمه، وهو جدل تطرق إلى سقوط وفيات جراء عمليات الإنشاء، ومخاوف بشأن حقوق العمال، وحديث منظمة العفو الدولية عن بعض الممارسات التي "أزهقت أرواحا".

وقد أسهمت بطولة كأس العالم للأندية، التي حصدها نادي ليفربول الإنجليزي بعد فوزه على نظيره البرازيلي فلامنغو يوم السبت الماضي، في تسليط الضوء على بعض ما يمكن توقعه عندما تسافر المنتخبات ومشجعوها إلى قطر حيث سيقام المونديال.

فهل تكون درجة الحرارة عاملا مؤثرا؟ وهل انتهت تجهيزات الملاعب؟ وهل سيكون مسموحا للمشجعين بشراء البيرة؟ ليست هذه سوى بعض أسئلة تدور في خلد البعض.

وقد تحدثت بي بي سي إلى عدد من المشجعين والنقاد واللاعبين السابقين ممن سافروا إلى الدوحة في هذا الشهر لمعاينة ما يمكن أن يحدث على الأرض الواقع عندما تتجه أنظار العالم إلى الشرق الأوسط في 2022.

كل الملاعب في محيط 35 ميلا


لا تزيد أطول مسافة بين الثمانية ملاعب التي ستقام عليها مباريات المونديال في قطر 2022 عن 34 ميلا (55 كيلو متر)، بينما الأقصر هي ثلاثة أميال.

ويعتقد مدافع ليفربول السابق والمعلق الرياضي في بي بي سي، ستيفن وارنوك، أن إتاحة الفرصة أمام المشجعين لحضور أكثر عدد ممكن من مباريات المونديال هي خبر جيد لهم.

يقول وارنوك: "إذا كنت مشجعا كرويا متعصبا فإن إتاحة الفرصة أمامك لحضور ثلاث مباريات في يوم واحد وتحقيق الاستفادة القصوى من المونديال ستكون تجربة رائعة، يصعب الحصول عليها في البطولات الأخرى".

ويتفق مع هذا القول لاعب منتخب إنجلترا السابق جون بارنس.

يقول بارنس: "لا أظن أنه سيقام مونديال آخر يذهب إليه المشجعون من كل البلاد ويكون في مقدورهم التفاعل مع بعضهم البعض في محيط يبلغ 30 ميلا".

درجات الحرارة أقل مما كانت عليه في مونديال البرازيل 2014

لاعب يسكب الماء على وجهه في مواجهة درجة الحرارة الشديدة
Getty Images
في مونديال 2014 لعبت إنجلترا ضد إيطاليا في مدينة ماناوس الأمازونية، تحت درجة حرارة 35 سليزية ورطوبة بلغت 70 في المئة

سينطلق مونديال 2022 في الحادي والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني، على أن تقام مباراة النهائي في 18 ديسمبر/كانون الأول الموافق اليوم الوطني لقطر.

وتتراوح درجات الحرارة في قطر في هذا الوقت من العام بين 18 إلى 24 درجة مئوية وبذلك ستكون أقل حرارة منها لو أن المونديال أقيم في شهرَي يونيو/حزيران ويوليو/تموز، إذْ تسجل الحرارة في قطر في تلك الفترة 40 درجة مئوية.

وقال أندي هيتون، مشجع ليفربول، إن درجات الحرارة كانت ممتازة للمشجعين.

"يبدو غريبا بعض الشيء أن نكون بصدد الاحتفال بأعياد الكريسماس بينما الشمس مشرقة وكلنا نستمتع بوقت طيب. الجو كان معتدلا، يتخلله بعض الرياح، لكنه رائع في العموم".

ويعتقد وارنوك أن اللاعبين سيجدون الأجواء مثالية للمونديال.

الملعب "تحفة فنية" لكن ثمة مشاكل تتعلق بالتنقلات

أقيمت مبارة النهائي في بطولة كأس العالم للأندية على استاد خليفة الدولي في الدوحة، والذي سيكون أحد الملاعب الثمانية التي ستقام عليها بطولة 2022.

أما السبعة ملاعب الأخرى فهي قيد الإنشاء في مراحل مختلفة، وسط توقعات بانتهاء العمل فيها بحلول 2020.

ولا يساور القلق لاعب ليفربول السابق ستيف ماكمانامان بخصوص إتمام العمل في الملاعب التي سيقام عليها المونديال في وقتها المحدد.

يقول ماكمانامان: "الملاعب أكثر من جاهزة، مقارنة بالمشاكل التي كانت في مونديالات سابقة -في جنوب أفريقيا والبرازيل على سبيل المثال- والتي لم تكن مجهزة بالشكل المطلوب".

أما هيتون، مشجع ليفربول، فقد أبدى إعجابه الشديد بالتجهيزات الصوتية التي شاهدها في بطولة كأس العالم للأندية.

يقول هيتون: "الاستاد تحفة فنية. كمنشأة، ليس فيه عيب".

لكن أحد مشجعي ليفربول يعتقد أن القائمين على التنظيم لا يزال أمامهم بعض العمل ليقوموا به من أجل المشجعين على صعيد المسائل المتعلقة بالتنقل.

يقول مشجع الريدز: "على أرض الواقع، إحدى القضايا الرئيسية بالنسبة لي تتمثل فيما يتعلق بالانتقال من مكان لآخر. صديقي يستعين بعصا لكي يمشي وقد كانوا متعاونين للغاية والحق يقال؛ كانت هناك عربات صغيرة لكن الأمر كان يفتقر إلى التنظيم".

ويضيف: "إنهم بحاجة إلى تصحيح هذه المسائل. ثمة الكثير من المشجعين ممن يعانون مشكلات تتعلق بالتنقل من مكان لآخر، وهؤلاء يحبون متابعة منتخباتهم حول العالم. إنها مشكلة كبرى تحتاج إلى حل".

النقل والسفر ومخاوف لوجستية؟


ستنفق قطر أكثر من 207.4 مليار دولار على البنية التحتية من أجل المونديال، إضافة إلى النفقات الكبيرة المخصصة للاستادات.

لكن ماكمانامان، مع ذلك، تساوره بعض المخاوف بشأن حدوث اختناق في الطرق أثناء مونديال كأس العالم.

يقول اللاعب السابق في ليفربول ومنتخب إنجلترا: "أعتقد أن السلبيات تكمن في الشق الخاص بالتنقل. ومن خلال ما عاينت في كأس العالم للأندية وبالنظر إلى عدد المشجعين المتوقع حضورهم في المونديال، فسيمثل ذلك مشكلة".

ويتابع ماكمانامان: "إذا خرجت للتنزه، أو غادرت الفندق، فلن تجد أناسا يسيرون في الشوارع. لا أحد يمشي على قدميه هنالك، الجميع يستقل سيارات".

غير أن ستيفن وارنوك مدافع ليفربول السابق والمعلق الرياضي في بي بي سي، له رأي آخر.

يقول وارنوك: "التنظيم -فيما يتعلق بالوصول إلى الملعب وكل الأمور التي تسبق أو تعقب المباريات- تسير بسلاسة. وإذا قيّمنا سير الأمور في كأس العالم الأندية كـ 'بروفة' لمونديال كأس العالم، فإن التجربة كانت جيدة حقا".

أما هيتون، مشجع ليفربول، فيعتقد أن ثمة مشاكل لوجستية تعترض طريق المنظمين وعليهم أن يتغلبوا عليها.

ويوضح قائلا: "التأمين مكثف أحيانا، وهو أمر مفهوم بالنظر إلى الأوضاع هناك وللعلاقات الراهنة مع دول الخليج الأخرى. كانت هناك صعوبة للوصول إلى الاستاد. لا أقول إن التأمين كان خانقا، ولكنه كان مكثفا".

ماذا عن القوانين المتعلقة بتناول الكحول؟


يخطر على بال الكثير من المشجعين الذين سيحضرون مونديال 2022 سؤال يتعلق بما إذا كان بمقدورهم تناول الكحول أم لا؟

ومعلوم أن قطر بلد إسلامي يجرم شرب الكحول أو السُكْر في الأماكن العامة. لكن في الوقت نفسه، يُسمَح في مطاعم فنادق مرخّصة وفي الحانات بتناول الكحول لمن لا تقل أعمارهم عن 21 عاما.

لكن هيتون يقول إنه تفاجأ مفاجأة سارة مما رآه في كأس العالم للأندية.

يقول: "الأمر يقبل الأخذ والردّ. إن لديهم استعدادا للتهاون بدرجات معينة وعلينا أن نحترم ذلك".

أما مكمانامان فيقول: "لقد كنت هنا من قبل، وأعرف مدى المحافظة التي تتسم بها هذه المجتمعات. وبالطبع يستطيع الناس أن يتناولوا الكحول، لكن ذلك لا يكون إلا في حانات مخصوصة وفنادق محددة، ومن ثم فإن الكثير من الناس يجتمعون في تلك الأماكن وهي غربية الطابع بقوة".

التعليقات