ما معنى مركبات جدعون؟

ما معنى مركبات جدعون؟
ما معنى مركبات جدعون؟

د.احمد لطفي شاهين

منذ بداية الحرب على قطاع غزة في اكتوبر 2023 تناقلت وسائل الإعلام الصهيونية تصريحات كثيرة لقادة دولة الاحتلال وقادة الاحزاب خصوصا اليمينية وكل تلك التصريحات كان يجمعها البعد العقائدي لكسب تأييد وتعاطف القاعدة الشعبية داخل وخارج دولة الاحتلال وذلك تمهيد لحرب طويلة ومنذ البداية توقعتها حرب طويلة وللأسف صدقت توقعاتي .. فهذه الحرب جزء من خطة تسمى ( مالتوس ) وهي فكرة انجليزية بالأساس ولكن يشرف على تنفيذها على مستوى العالم عبدة الشيطان(لوسيفر) وهي خطة ماسونية هدفها تقليل عدد البشر وتقديم القرابين للشيطان وصولا الى اقامة عرش الشيطان في القدس وهو الهيكل وذلك تمهيدا لخروج المسيح الدجال المتحالف اصلا مع الشياطين .. وهذا المليار الذهبي سيكونوا مجرد عبيد وخدم بأشكال كثيرة وطبعا لابد من التضحية بشعوب العالم الثالث فلسطين والسودان حاليا ومن قبل العراق وسوريا وغيرها .. لأنهم يعتبروننا اقل من البشر بل ان قادة الصهاينة قالوا عنا حيوانات وفي الآونة الأخيرة سمعنا في تصريحات وإعلام العدو الصهيوني مصطلح (( عربات جدعون)) فما دلالة مصطلح "عربات جدعون" أو "مركبات جدعون" الذي أطلقه جيش الاحتلال على خطة عملياته الجديدة في قطاع غزة؟

مركبات جدعون هي نسخة من خطة تنوفا التي اقرت سابقا وهي تعتمد على مبدأ الصدمة بالقصف المكثف الذي يخلي ويوجه السكان الى مناطق محددة يسيطر عليها جيش الاحتلال ولكن تم تسمية الخطة مركبات جدعون حتى يحمل المصطلح دلالات توراتية لتُستخدم في الخطاب الصهيوني لإضفاء طابع رمزي وتاريخي وديني على عملياته العسكرية.

وجدعون هو شخصية توراتية مذكورة في "سفر القضاة"، وكان قائدًا عسكريًا من بني إسرائيل قاد حرباً ضد "المديانيين" – وهم قوم يُصوَّرهم النص التوراتي كأعداء لليهود

وكان جدعون بحسب الرواية التوراتية قد قاد جيشاً صغيراً، وهزم جيشًا أكبر منه بكثير وذلك "بمعونة الرب".

وبالتالي يُعتبر "جدعون"في الوعي الديني الصـهيوني رمزاً للقائد الذي يقود "شعب الله المُختار" للنصر ضد "الأعداء الكفار"، او 'الغوييم"- بمعنى الخدم - حتى لو كانت الأعداد غير متكافئة فإن الرب ينصر جيش جدعون

وكلمة "مركبات" قد تُترجم حرفيًا إلى "عربات" أو "مدرعات"، لكنها في السياق العسكري الحديث تُستخدم بمعنى قوة متحركة محمولة، كوحدات مدرعة، أو حتى حملة عسكرية ثقيلة. إذن هي عملية عسكرية توراتية الطابع تستحضر روح "الانتصار الإلهي" على الأعداء.

ولم تأتِ هذه التسمية من فراغ، بل تسوّق للحرب الصهيونية على أنها معركة مقدسة تُخاض تحت راية "الاختيار الإلهي"..! وذلك لكسب تعاطف كل فئات الشعب داخل دولة الاحتلال ومن يناصرها من مسيحيين في العالم خصوصا البروتستانت واغلبهم في امريكا مما يضفي على الإرهاب الصهيوني طابعاً شرعياً دينياً في الخطاب الصهيوني الرسمي، ويصور جيش الاحتلال الإسرائيلي كـ"جيش الرب"، ويمنحهم دافعاً عقائدياً يُبرر العنف، ويجعلهم يرون أنفسهم جزءاً من مهمة "إلهية"  وليس مجرد عملية عسكرية، يقاتلون فيها "أعداء الله".! ولقد مارست قوات الاحتلال فعليا هذا الأمر خلال الحرب وقامت بتفجير المساجد واعدام المئات ميدانيا وذلك تقربا للرب لكي يسرع في هدم الاقصى وبناء الهيكل المزعوم خدمة للشيطان لوسيفر وتم توثيق ذلك من خلال فيديوهات كثيرة نشرها جنود الاحتلال انفسهم على مواقع التواصل بمنتهى الوقاحة والوحشية والاجرام التوراتي التلمودي وكثير من الجنود الامريكان شاركوا بأنفسهم في هذه الحرب الاجرامية لكسب رضى الرب والمساهمة في تقديم القرابين

إن استخدام هذا المصطلح اليوم يشير إلى نية احتلال شامل ومخطط تطهيري ممنهج، وكأن دولة الاحتلال تعيد إنتاج نكبة جديدة بأدوات حديثة، ولكن بنفس العقلية الاستيطانية القائمة على السيطرة والتهجير القسري والاعدام الميداني على يد العصابات الصهيونية

فالقتل والإبادة لم يتوقفا منذ بداية الحرب والتطهير العرقي ممنهج والنكبة الجديدة تحل على أهلنا في قطاع غزة وكذلك في الضفة الغربية ولا منجى ولا ملجأ لنا إلا الله جل جلاله 

ختاما نحن نؤمن بقول الله (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)

ونؤمن بوعد الله بنصرة هذا الدين وسيادة الاسلام في النهاية

حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم إنا استودعناك اسلامنا وارضناو أهلنا وشعبنا فاحفظهم اللهم بعينك التي لا تنام واكتب لنا عودة حقيقية الى دينك حتى نستحق نصرك ورحمتك

اللهم امين يارب العالمين

التعليقات