أضواء على مهاجمة سمكة قرش لشخص إسرائيلي في ساحل الخضيرة

أضواء على مهاجمة سمكة قرش لشخص إسرائيلي في ساحل الخضيرة – وسط فلسطين
بقلم: أ.د. عبد الفتاح نظمي عبد ربه - أستاذ العلوم البيئية في الجامعة الإسلامية بغزة
أوضحت دراسات علمية متخصصة أن البحر الأبيض المتوسط يضم حوالي 80 نوعًا من الأسماك الغضروفية (Cartilaginous Fishes = Chondrichthyes) التي تشمل أسماك القرش (Sharks) والشفنين (Rays)، منها 49 نوعًا من أسماك القرش تنتمي إلى 17 عائلة، و34 نوعًا من أسماك الشفنين تنتمي إلى تسع عائلات، ونوع واحد من الكيميرا (القرش الشبح) (Chimaera or Rat Fish or Ghost Shark). خلال هجوم كاسح للعشرات من أسماك القرش، هاجمت سمكة قرش يُعتقد بأنها سمكة القرش الداكن (Dusky Shark = Carcharhinus obscurus) في يوم الاثنين 21 أبريل 2025 غواصا إسرائيليا يدعى باراك تساخ (Barak Tzach) ويبلغ 45 عامًا من العمر، في ساحل البحر الأبيض المتوسط لمدينة الخضيرة (Mediterranean Coast of Hadera) الواقعة بين مدينتي تل أبيب وحيفا، مما أدى إلى مقتله. يقع موقع الهجوم عند مصب نهر الخضيرة (Hadera Stream) في البحر الأبيض المتوسط، وهو أيضًا موقع محطة أوروت رابين للطاقة التابعة لشركة الكهرباء الإسرائيلية (Israel Electric Company’s Orot Rabin Power Plant). أكدت التحقيقات والفحوصات الجنائية التي أجريت على بقايا بشرية عثر عليها في قاع البحر على بعد 250 متراً من موقع الهجوم أن البقايا تعود للغواص المفقود، مشيرة إلى أنه تعرض لهجوم قاتل من سمكة القرش الداكن، وقد أفاد إعلام عبري بأنه جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي. في الواقع، تعود الغواص الذي يقطن في الأساس مستوطنة بتاح تكفا في تل أبيب على السباحة مع أسماك القرش في منطقة الخضيرة الخطيرة والتي تحظر السباحة فيها إذ لا يوجد بها منقذون أو أجهزة خاصة بمراقبة وحماية المصطافين.
يتميز ساحل الخضيرة بظاهرة جذابة وساحرة تجذب الغواصين والسباحين وراكبي الأمواج والمتنزهين والصيادين والقوارب المختلفة وعشاق الرياضات المائية الآلية وغير الآلية، حيث يقتربون من المياه الضحلة ويتزاحمون في منطقة تهيمن عليها أسماك القرش المفترسة والمهددة بالانقراض (Predatory and Endangered Shark Fishes). اعتاد الناس في ساحل الخضيرة على محاولة تبريد أنفسهم من الطقس الدافئ، حيث اجتاحت درجات الحرارة 27 درجة مئوية المنطقة. انتشرت لقطات فيديو لأسماك القرش قبل الهجوم على نطاق واسع عبر الإنترنت، حيث كان من الممكن رؤية رواد الشاطئ وهم يراقبون الحيوان البحري ويشيرون إليه بينما كان يسبح حولهم. قام بعض الزوار بمضايقة أسماك القرش، وعليه فقد قامت أسماك القرش بعرض سلوكيات ناجمة عن التوتر مثل استخدام أنوفها لدفع الحشود بعيدًا إلى المياه الضحلة. أوضحت وسائل إعللام إسرائيلية بأن الغواص الضحية دخل إلى ساحل الخضيرة للسباحة مع أسماك القرش، وهي ظاهرة أصبحت جذابة ومعروفة في المنطقة. تم تصوير أسماك القرش في ساحل الخضيرة وهي تمر بين الأطفال والسباحين دون أن يتخذ أحد أي إجراء قبل لحظات من وقوع الهجوم. بشكل عام، تأتي أسماك القرش إلى ساحل الخضيرة بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه بسبب قرب مجطات الطاقة وأيضًا لأن العديد من الأسماك تنحدر من نهري الخضيرة وألكسندر، مما يوفر مصدرًا ثابتًا للغذاء.
أسباب محتملة لمهاجمة سمكة القرش للغواص الإسرائيلي:
لا تشكل في العادة أسماك القرش خطرا كبيرا على البشر ولا يعتبر من ضمن قائمة فرائسها، ولكن شهد العالم بعضا من الهجمات وإصابة أو قتل البشر تحت ظروف معينة. نسرد في هذه العجالة بعض الأسباب المحتملة لمهاجمة سمكة القرش للغواص الإسرائيلي في ساحل مدينة الخضيرة:
1. يتميز ساحل منطقة الخضيرة منذ سنوات بتواجد أسراب من أسماك القرش الداكنة (Dusky Shark = Carcharhinus obscurus) وأسماك القرش الرملية ( Sandbar Shark = Carcharhinus plumbeus) المهددة بالانقراض، مما يجذب جمهورا يقتربون منها في محاولة لرؤيتها وتوثيقها وتصويرها وربما للعب معها والإمساك بزعانفها أو تقديم الأسماك الميتة لها أحيانا، كما شوهد ذلك مرارا وتكرارا في الفيديوهات التي وثقت حادث الهجوم قبل أيام. تتركز أسراب أسماك القرش المذكورة منذ سنوات بين أكتوبر/ تشرين الأول ومايو/ أيار في تلك المنطقة. وبحسب علماء، فإن المياه الساخنة المتدفقة من المحطة إلى مجرى نهر الخضيرة تجذب أسرابًا من أسماك القرش الداكنة والرملية كل شتاء. تجدر الإشارة إلى أنه يمكن أن يصل طول القروش الداكنة إلى أربعة أمتار ووزنها حوالي 350 كيلوجرامًا، أما القروش الرملية، فهي أصغر حجمًا، حيث يصل طولها إلى حوالي مترين ونصف المتر ووزنها إلى 100 كيلوجرام.
2. تتمتع أسماك القرش عادة بحاسة شم عالية، ويمكنها شم رائحة الدم في الماء، مما يجعلها نهمة جدا في الأكل. بناء على ذلك، جذبت ظاهرة نفوق الأسماك في نهر الخضيرة ونهر ألكسندر المجاور، أسماك القرش إلى شواطئ الخضيرة، حيث تأكل أسماك القرش الأسماك الميتة والمريضة والجريحة عند دخولها البحر، مما يساعد على الحفاظ على نظافة المياه الطبيعية.
3. قدّر مسؤولو الإنقاذ الذين توافدوا إلى مكان الهجوم في تقييم ميداني أن الغواص كان صيادا وكان يضع على جسده حزامًا يحمل صيده السمكي الذي كان ربما ينزف دما، مما قد يكون السبب في اجتذاب أسماك القرش إليه.
4. يعتقد معظم علماء الأسماك أن الجوع (Hunger) قد يدفع القروش أحيانا إلى مهاجمة البشر عمدًا، نظرًا لنقص الغذاء الطبيعي الكافي.
5. أكد باحثون آخرون أن ارتفاع درجة حرارة البحار نتيجة التغير المناخي (Climate Change) يدفع القروش نحو الشاطئ وربما مهاجمة البشر تحت ظروف معينة.
6. على الرغم من أن تلك القروش الداكنة والرملية المتواجدة في ساحل الخضيرة في أوقات معينة من السنة ليست عدوانية تجاه البشر عادةً، إلا أن سلوكها يمكن أن يتغير بواسطة الأشخاص المحيطين بها ومن هنا كان الهجوم إذ أن الوجود البشري الكثيف والمزدحم يشكل عامل ضغط على أسماك القرش فتغير سلوكها. في هذا الصدد، يجب على الناس تجنب لمس القروش أو إطعامها لكونها ليست حيوانات أليفة (Pet Animals)، كما أن هذا هو موسم ذروة تغذية أسماك القرش، بسبب تزايد نفوق الأسماك بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه المحيطة. في العادة، لا يُشكّل البشر جزءًا من النظام الغذائي الطبيعي لسمك القرش، لأن أسماك القرش تتغذى عادةً على الأسماك واللافقاريات والفقمات وأسود البحر وغيرها من الثدييات البحرية. يمكن أن تحدث هجمات أسماك القرش على البشر عندما تشعر بالفضول أو الارتباك.
في الختام، أردت في هذه المقالة المتواضعة أن أضع بين يدي القراء بعضا من المعلومات التي تم جمعها من مصادر متعددة ومختلفة حول حادث هجوم سمكة القرش الداكن في ساحل مدينة الخضيرة، أملا في زبادة وعيهم تجاه هذه المخلوقات السمكية الغضروفية الشرسة والمفترسة والمهددة بالانقراض عالميا.


بقلم: أ.د. عبد الفتاح نظمي عبد ربه - أستاذ العلوم البيئية في الجامعة الإسلامية بغزة
أوضحت دراسات علمية متخصصة أن البحر الأبيض المتوسط يضم حوالي 80 نوعًا من الأسماك الغضروفية (Cartilaginous Fishes = Chondrichthyes) التي تشمل أسماك القرش (Sharks) والشفنين (Rays)، منها 49 نوعًا من أسماك القرش تنتمي إلى 17 عائلة، و34 نوعًا من أسماك الشفنين تنتمي إلى تسع عائلات، ونوع واحد من الكيميرا (القرش الشبح) (Chimaera or Rat Fish or Ghost Shark). خلال هجوم كاسح للعشرات من أسماك القرش، هاجمت سمكة قرش يُعتقد بأنها سمكة القرش الداكن (Dusky Shark = Carcharhinus obscurus) في يوم الاثنين 21 أبريل 2025 غواصا إسرائيليا يدعى باراك تساخ (Barak Tzach) ويبلغ 45 عامًا من العمر، في ساحل البحر الأبيض المتوسط لمدينة الخضيرة (Mediterranean Coast of Hadera) الواقعة بين مدينتي تل أبيب وحيفا، مما أدى إلى مقتله. يقع موقع الهجوم عند مصب نهر الخضيرة (Hadera Stream) في البحر الأبيض المتوسط، وهو أيضًا موقع محطة أوروت رابين للطاقة التابعة لشركة الكهرباء الإسرائيلية (Israel Electric Company’s Orot Rabin Power Plant). أكدت التحقيقات والفحوصات الجنائية التي أجريت على بقايا بشرية عثر عليها في قاع البحر على بعد 250 متراً من موقع الهجوم أن البقايا تعود للغواص المفقود، مشيرة إلى أنه تعرض لهجوم قاتل من سمكة القرش الداكن، وقد أفاد إعلام عبري بأنه جندي احتياط في الجيش الإسرائيلي. في الواقع، تعود الغواص الذي يقطن في الأساس مستوطنة بتاح تكفا في تل أبيب على السباحة مع أسماك القرش في منطقة الخضيرة الخطيرة والتي تحظر السباحة فيها إذ لا يوجد بها منقذون أو أجهزة خاصة بمراقبة وحماية المصطافين.
يتميز ساحل الخضيرة بظاهرة جذابة وساحرة تجذب الغواصين والسباحين وراكبي الأمواج والمتنزهين والصيادين والقوارب المختلفة وعشاق الرياضات المائية الآلية وغير الآلية، حيث يقتربون من المياه الضحلة ويتزاحمون في منطقة تهيمن عليها أسماك القرش المفترسة والمهددة بالانقراض (Predatory and Endangered Shark Fishes). اعتاد الناس في ساحل الخضيرة على محاولة تبريد أنفسهم من الطقس الدافئ، حيث اجتاحت درجات الحرارة 27 درجة مئوية المنطقة. انتشرت لقطات فيديو لأسماك القرش قبل الهجوم على نطاق واسع عبر الإنترنت، حيث كان من الممكن رؤية رواد الشاطئ وهم يراقبون الحيوان البحري ويشيرون إليه بينما كان يسبح حولهم. قام بعض الزوار بمضايقة أسماك القرش، وعليه فقد قامت أسماك القرش بعرض سلوكيات ناجمة عن التوتر مثل استخدام أنوفها لدفع الحشود بعيدًا إلى المياه الضحلة. أوضحت وسائل إعللام إسرائيلية بأن الغواص الضحية دخل إلى ساحل الخضيرة للسباحة مع أسماك القرش، وهي ظاهرة أصبحت جذابة ومعروفة في المنطقة. تم تصوير أسماك القرش في ساحل الخضيرة وهي تمر بين الأطفال والسباحين دون أن يتخذ أحد أي إجراء قبل لحظات من وقوع الهجوم. بشكل عام، تأتي أسماك القرش إلى ساحل الخضيرة بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه بسبب قرب مجطات الطاقة وأيضًا لأن العديد من الأسماك تنحدر من نهري الخضيرة وألكسندر، مما يوفر مصدرًا ثابتًا للغذاء.
أسباب محتملة لمهاجمة سمكة القرش للغواص الإسرائيلي:
لا تشكل في العادة أسماك القرش خطرا كبيرا على البشر ولا يعتبر من ضمن قائمة فرائسها، ولكن شهد العالم بعضا من الهجمات وإصابة أو قتل البشر تحت ظروف معينة. نسرد في هذه العجالة بعض الأسباب المحتملة لمهاجمة سمكة القرش للغواص الإسرائيلي في ساحل مدينة الخضيرة:
1. يتميز ساحل منطقة الخضيرة منذ سنوات بتواجد أسراب من أسماك القرش الداكنة (Dusky Shark = Carcharhinus obscurus) وأسماك القرش الرملية ( Sandbar Shark = Carcharhinus plumbeus) المهددة بالانقراض، مما يجذب جمهورا يقتربون منها في محاولة لرؤيتها وتوثيقها وتصويرها وربما للعب معها والإمساك بزعانفها أو تقديم الأسماك الميتة لها أحيانا، كما شوهد ذلك مرارا وتكرارا في الفيديوهات التي وثقت حادث الهجوم قبل أيام. تتركز أسراب أسماك القرش المذكورة منذ سنوات بين أكتوبر/ تشرين الأول ومايو/ أيار في تلك المنطقة. وبحسب علماء، فإن المياه الساخنة المتدفقة من المحطة إلى مجرى نهر الخضيرة تجذب أسرابًا من أسماك القرش الداكنة والرملية كل شتاء. تجدر الإشارة إلى أنه يمكن أن يصل طول القروش الداكنة إلى أربعة أمتار ووزنها حوالي 350 كيلوجرامًا، أما القروش الرملية، فهي أصغر حجمًا، حيث يصل طولها إلى حوالي مترين ونصف المتر ووزنها إلى 100 كيلوجرام.
2. تتمتع أسماك القرش عادة بحاسة شم عالية، ويمكنها شم رائحة الدم في الماء، مما يجعلها نهمة جدا في الأكل. بناء على ذلك، جذبت ظاهرة نفوق الأسماك في نهر الخضيرة ونهر ألكسندر المجاور، أسماك القرش إلى شواطئ الخضيرة، حيث تأكل أسماك القرش الأسماك الميتة والمريضة والجريحة عند دخولها البحر، مما يساعد على الحفاظ على نظافة المياه الطبيعية.
3. قدّر مسؤولو الإنقاذ الذين توافدوا إلى مكان الهجوم في تقييم ميداني أن الغواص كان صيادا وكان يضع على جسده حزامًا يحمل صيده السمكي الذي كان ربما ينزف دما، مما قد يكون السبب في اجتذاب أسماك القرش إليه.
4. يعتقد معظم علماء الأسماك أن الجوع (Hunger) قد يدفع القروش أحيانا إلى مهاجمة البشر عمدًا، نظرًا لنقص الغذاء الطبيعي الكافي.
5. أكد باحثون آخرون أن ارتفاع درجة حرارة البحار نتيجة التغير المناخي (Climate Change) يدفع القروش نحو الشاطئ وربما مهاجمة البشر تحت ظروف معينة.
6. على الرغم من أن تلك القروش الداكنة والرملية المتواجدة في ساحل الخضيرة في أوقات معينة من السنة ليست عدوانية تجاه البشر عادةً، إلا أن سلوكها يمكن أن يتغير بواسطة الأشخاص المحيطين بها ومن هنا كان الهجوم إذ أن الوجود البشري الكثيف والمزدحم يشكل عامل ضغط على أسماك القرش فتغير سلوكها. في هذا الصدد، يجب على الناس تجنب لمس القروش أو إطعامها لكونها ليست حيوانات أليفة (Pet Animals)، كما أن هذا هو موسم ذروة تغذية أسماك القرش، بسبب تزايد نفوق الأسماك بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه المحيطة. في العادة، لا يُشكّل البشر جزءًا من النظام الغذائي الطبيعي لسمك القرش، لأن أسماك القرش تتغذى عادةً على الأسماك واللافقاريات والفقمات وأسود البحر وغيرها من الثدييات البحرية. يمكن أن تحدث هجمات أسماك القرش على البشر عندما تشعر بالفضول أو الارتباك.
في الختام، أردت في هذه المقالة المتواضعة أن أضع بين يدي القراء بعضا من المعلومات التي تم جمعها من مصادر متعددة ومختلفة حول حادث هجوم سمكة القرش الداكن في ساحل مدينة الخضيرة، أملا في زبادة وعيهم تجاه هذه المخلوقات السمكية الغضروفية الشرسة والمفترسة والمهددة بالانقراض عالميا.


التعليقات