غزة بين الهدنة والانفجار الشامل: هل نحن أمام نكبة جديدة؟

غزة بين الهدنة والانفجار الشامل: هل نحن أمام نكبة جديدة؟
جواد العقاد - غزة
يدخل قطاع غزة مرحلة غير مسبوقة من الخطر مع استمرار إغلاق المعابر منذ ثلاثة أسابيع وتصعيد عسكري جنوني منذ أكثر من أسبوع، يترافق مع عمليات برية تهدد جميع مناطق القطاع. فالوضع تجاوز الضغط التفاوضي كما يسوّق البعض، نحو كارثة إنسانية وسياسية لا يمكن احتواؤها ما لم يكن هناك تدخل فاعل وسريع يعيد رسم معادلة الصراع.
أصبحت خطر المجاعة في غزة واقعاً ملموساً يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين. إذ إن منع دخول المساعدات، وانعدام الموارد الأساسية يضع السكان أمام معادلة واحدة: الموت البطيء تحت وطأة الحصار والتجويع أو الموت السريع تحت نيران القصف.
المجتمع الدولي، الذي اعتاد إطلاق البيانات الفاترة، يقف عاجزاً أمام مشهد الإبادة التدريجية، فيما تواصل إسرائيل فرض معادلتها القائمة على فرض الاستسلام عبر أدوات الحرب والجوع.
السلطة الفلسطينية بين الغياب والفرصة الأخيرة
لقد تحدثنا سابقاً عن إمكانية إعادة إنتاج حرب إبادة جديدة بدعم أمريكي مطلق، إذا لم يتصاعد الموقف العربي والدولي نحو فرض معادلة جديدة تعزز سيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها التنفيذية على قطاع غزة. مع هذه الحرب الوجودية تجد السلطة الفلسطينية نفسها أمام اختبار تاريخي؛ إما أن تخرج من حالة الجمود وتطرح رؤية واضحة مدعومة عربياً ودولياً لتولي المسؤولية في غزة، وإما أن تبقى رهينة الانتظار حتى تتشكل معادلات جديدة قد لا يكون لها فيها مكان.
الواقع السياسي الحالي يشير إلى أن هناك محاولات تجري في الكواليس لبحث سيناريوهات ما بعد الحرب، لكن دون اتفاق واضح أو إطار عملي قابل للتنفيذ. وهنا يكمن التحدي الأكبر: لا يمكن السماح لإسرائيل بإعادة تشكيل المشهد في غزة وفقاً لأجندتها الخاصة، كما لا يمكن القبول بإبقاء القطاع في حالة من الفوضى والانهيار.
المرحلة القادمة: بين الهدنة والانفجار الشامل
ما ستشهده الأيام القليلة المقبلة سيكون حاسماً في تحديد مسار المرحلة القادمة: إما هدنة مشروطة تفتح الباب أمام تسويات سياسية، وإما عودة إلى حرب شاملة تهدد الوجود الفلسطيني سياسياً وإنسانياً. وفي الحالتين، فإن غياب رؤية وطنية موحدة واستراتيجية واضحة، وعدم استجابة حركة حماس عملياً للنداء الشعبي والوطني، سيكون ثمنه استمرار المعاناة وتفكك المشهد الفلسطيني أكثر فأكثر.
المعركة اليوم لم تعد فقط على الأرض أو الحدود أو على امتيازات سياسية، بل على الوجود الفلسطيني نفسه. إن لم يكن هناك موقف فلسطيني موحد مدعوم بحراك عربي ودولي حقيقي، فإننا مقبلون على مرحلة ستعيد رسم معالم القضية الفلسطينية بطريقة قد تكون الأكثر خطورة منذ نكبة 1948.
جواد العقاد - غزة
يدخل قطاع غزة مرحلة غير مسبوقة من الخطر مع استمرار إغلاق المعابر منذ ثلاثة أسابيع وتصعيد عسكري جنوني منذ أكثر من أسبوع، يترافق مع عمليات برية تهدد جميع مناطق القطاع. فالوضع تجاوز الضغط التفاوضي كما يسوّق البعض، نحو كارثة إنسانية وسياسية لا يمكن احتواؤها ما لم يكن هناك تدخل فاعل وسريع يعيد رسم معادلة الصراع.
أصبحت خطر المجاعة في غزة واقعاً ملموساً يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين. إذ إن منع دخول المساعدات، وانعدام الموارد الأساسية يضع السكان أمام معادلة واحدة: الموت البطيء تحت وطأة الحصار والتجويع أو الموت السريع تحت نيران القصف.
المجتمع الدولي، الذي اعتاد إطلاق البيانات الفاترة، يقف عاجزاً أمام مشهد الإبادة التدريجية، فيما تواصل إسرائيل فرض معادلتها القائمة على فرض الاستسلام عبر أدوات الحرب والجوع.
السلطة الفلسطينية بين الغياب والفرصة الأخيرة
لقد تحدثنا سابقاً عن إمكانية إعادة إنتاج حرب إبادة جديدة بدعم أمريكي مطلق، إذا لم يتصاعد الموقف العربي والدولي نحو فرض معادلة جديدة تعزز سيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها التنفيذية على قطاع غزة. مع هذه الحرب الوجودية تجد السلطة الفلسطينية نفسها أمام اختبار تاريخي؛ إما أن تخرج من حالة الجمود وتطرح رؤية واضحة مدعومة عربياً ودولياً لتولي المسؤولية في غزة، وإما أن تبقى رهينة الانتظار حتى تتشكل معادلات جديدة قد لا يكون لها فيها مكان.
الواقع السياسي الحالي يشير إلى أن هناك محاولات تجري في الكواليس لبحث سيناريوهات ما بعد الحرب، لكن دون اتفاق واضح أو إطار عملي قابل للتنفيذ. وهنا يكمن التحدي الأكبر: لا يمكن السماح لإسرائيل بإعادة تشكيل المشهد في غزة وفقاً لأجندتها الخاصة، كما لا يمكن القبول بإبقاء القطاع في حالة من الفوضى والانهيار.
المرحلة القادمة: بين الهدنة والانفجار الشامل
ما ستشهده الأيام القليلة المقبلة سيكون حاسماً في تحديد مسار المرحلة القادمة: إما هدنة مشروطة تفتح الباب أمام تسويات سياسية، وإما عودة إلى حرب شاملة تهدد الوجود الفلسطيني سياسياً وإنسانياً. وفي الحالتين، فإن غياب رؤية وطنية موحدة واستراتيجية واضحة، وعدم استجابة حركة حماس عملياً للنداء الشعبي والوطني، سيكون ثمنه استمرار المعاناة وتفكك المشهد الفلسطيني أكثر فأكثر.
المعركة اليوم لم تعد فقط على الأرض أو الحدود أو على امتيازات سياسية، بل على الوجود الفلسطيني نفسه. إن لم يكن هناك موقف فلسطيني موحد مدعوم بحراك عربي ودولي حقيقي، فإننا مقبلون على مرحلة ستعيد رسم معالم القضية الفلسطينية بطريقة قد تكون الأكثر خطورة منذ نكبة 1948.
التعليقات