غزة وجدارة الحياة

غزة وجدارة الحياة
جواد العقاد
لا يمكن قبول ترك الشعب الفلسطيني في غزة يواجه مصيره المجهول بعد الكارثة التي حلَّت به، فذلك أمرٌ غير مقبول لا سياسياً، ولا أخلاقياً، ولا وطنياً. أمام آلة البطش والموت الكثيف، أثبت الشعب في غزة، بصموده الأسطوري وتجذره في أرضه، أن الانتماء إلى فلسطين أكبر من أي مشروع استعماري، وقد كان أهل غزة في اختبار قاسي للحياة والموت، فصمد، وأنه في هذا الصمود، قدم أسمى معاني الكرامة الإنسانية والإصرار على البقاء.
لكن الصمود وحده لا يكفي، فإن الشعب الفلسطيني في غزة يحتاج، إلى الإغاثة الإنسانية العاجلة، وإلى إعادة الأمل عبر بناء جديد، ليس فقط على الصعيد المادي، بل أيضاً على الصعيد المعنوي والسياسي. غزة، التي لم تذق طعم الأمان منذ سنوات، والتي وجدت نفسها في وحل الخيمة، لا تزال تحلم بإكمال حلم الدولة الفلسطينية. فلا يمكن أن تبقى غزة بلا أفق سياسي واضح يضمن تحقيق طموحاتها في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس، مع الحفاظ على الثوابت الوطنية التي تمثل جوهر القضية الفلسطينية.
غزة، التي انتصرت على الموت، أظهرت للعالم جدارتها بالحياة، وفي هذا الانتصار كانت هناك رسالة قوية لكل من اعتقد أنها لن تستطيع البقاء. ورغم الدمار الهائل، ورغم السقوط القيمي الأخلاقي من حولها، نهضت غزة من وجعها الأبدي لتثبت أنها ليست بقعة جغرافية تعصف بها الحروب، بل هي رمز للحياة، وللحب، وللانتصار على القهر. لم يكن انتصارها على آلة الحرب والموت فقط، بل أيضاً انتصاراً على المتسلقين، والساقطين، لتظل شرارة الدولة المستقلة وعاصمة المأساة الفلسطينية.
عشت مع شعبي أكبر حرب إبادة في تاريخ البشرية، ولم أستسلم. أصررت على البقاء، وعلى مواصلة القتال بالكلمة والجسد والروح من أجل هذه الأرض الطاهرة. لم أترك مبادئي أبداً، رغم كل الهزائم التي هزت القيم الإنسانية حولي. لكننا، نحن شعب فلسطين، لا ننهزم، مهما كان حجم المعركة.
إن الحديث عن عودة السلطة إلى غزة ليس دعوة ضد المقاومة كما يتوهم البعض، بل هو دعوة صادقة لعودة الوحدة الوطنية. إذ إننا بحاجة إلى إنهاء الانقسام السياسي، وتحقيق الوحدة التي طالما حلمنا بها. العودة للسلطة الفلسطينية، كأداة تنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، يعني إعادة توحيد الضفة وغزة والقدس تحت إطار وطني جامع، مما يعزز مكانة المشروع الوطني ويمهد الطريق نحو الدولة المستقلة.
المقاومة الفلسطينية هي نضال شعبي ووطني متعدد الأشكال، ولا يمكن اختزالها في فصيل واحد أو حركة واحدة. وليست فقط في حمل السلاح، بل في الصمود على الأرض، في الكلمة الصادقة، في الدفاع عن الحقوق، وفي العمل من أجل مستقبل أفضل.
نحن المثقفون، والمجتمع الفلسطيني بأسره، ملزمون بتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتوضيح الصورة أمام شعوب العالم، لدعم القضية الفلسطينية في إطارها الوطني الشامل.
ومن هنا، يجب أن ندعم منظمة التحرير الفلسطينية كإطار شرعي ووطني لأي فعل نضالي، لضمان وحدة الهدف: تحرير فلسطين، وإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس.
وإن المقاومة الفلسطينية ليست ضد الحياة، بل هي من أجل الحياة، من أجل الحرية، ومن أجل الكرامة.
والوحدة الوطنية، هي الركيزة الأساسية لاستكمال مشروع التحرير، ولا يمكن أن تتحقق إلا عندما نوحد الشعب الفلسطيني تحت راية وطنية واحدة، بعيداً عن التفرقة والتشرذم.
غزة اليوم تعلن للعالم: نحن نستحق الحياة، نستحق الحرية، ونستحق وطناً يتسع لأحلامنا وآلامنا. نحن شعب لا يرضى بالموت، نحن شعب يستحق أن يكون له وطن، وطن مستقل، يعترف به العالم بأسره، ويحقق لأبنائه الحرية والكرامة.
جواد العقاد
لا يمكن قبول ترك الشعب الفلسطيني في غزة يواجه مصيره المجهول بعد الكارثة التي حلَّت به، فذلك أمرٌ غير مقبول لا سياسياً، ولا أخلاقياً، ولا وطنياً. أمام آلة البطش والموت الكثيف، أثبت الشعب في غزة، بصموده الأسطوري وتجذره في أرضه، أن الانتماء إلى فلسطين أكبر من أي مشروع استعماري، وقد كان أهل غزة في اختبار قاسي للحياة والموت، فصمد، وأنه في هذا الصمود، قدم أسمى معاني الكرامة الإنسانية والإصرار على البقاء.
لكن الصمود وحده لا يكفي، فإن الشعب الفلسطيني في غزة يحتاج، إلى الإغاثة الإنسانية العاجلة، وإلى إعادة الأمل عبر بناء جديد، ليس فقط على الصعيد المادي، بل أيضاً على الصعيد المعنوي والسياسي. غزة، التي لم تذق طعم الأمان منذ سنوات، والتي وجدت نفسها في وحل الخيمة، لا تزال تحلم بإكمال حلم الدولة الفلسطينية. فلا يمكن أن تبقى غزة بلا أفق سياسي واضح يضمن تحقيق طموحاتها في إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس، مع الحفاظ على الثوابت الوطنية التي تمثل جوهر القضية الفلسطينية.
غزة، التي انتصرت على الموت، أظهرت للعالم جدارتها بالحياة، وفي هذا الانتصار كانت هناك رسالة قوية لكل من اعتقد أنها لن تستطيع البقاء. ورغم الدمار الهائل، ورغم السقوط القيمي الأخلاقي من حولها، نهضت غزة من وجعها الأبدي لتثبت أنها ليست بقعة جغرافية تعصف بها الحروب، بل هي رمز للحياة، وللحب، وللانتصار على القهر. لم يكن انتصارها على آلة الحرب والموت فقط، بل أيضاً انتصاراً على المتسلقين، والساقطين، لتظل شرارة الدولة المستقلة وعاصمة المأساة الفلسطينية.
عشت مع شعبي أكبر حرب إبادة في تاريخ البشرية، ولم أستسلم. أصررت على البقاء، وعلى مواصلة القتال بالكلمة والجسد والروح من أجل هذه الأرض الطاهرة. لم أترك مبادئي أبداً، رغم كل الهزائم التي هزت القيم الإنسانية حولي. لكننا، نحن شعب فلسطين، لا ننهزم، مهما كان حجم المعركة.
إن الحديث عن عودة السلطة إلى غزة ليس دعوة ضد المقاومة كما يتوهم البعض، بل هو دعوة صادقة لعودة الوحدة الوطنية. إذ إننا بحاجة إلى إنهاء الانقسام السياسي، وتحقيق الوحدة التي طالما حلمنا بها. العودة للسلطة الفلسطينية، كأداة تنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، يعني إعادة توحيد الضفة وغزة والقدس تحت إطار وطني جامع، مما يعزز مكانة المشروع الوطني ويمهد الطريق نحو الدولة المستقلة.
المقاومة الفلسطينية هي نضال شعبي ووطني متعدد الأشكال، ولا يمكن اختزالها في فصيل واحد أو حركة واحدة. وليست فقط في حمل السلاح، بل في الصمود على الأرض، في الكلمة الصادقة، في الدفاع عن الحقوق، وفي العمل من أجل مستقبل أفضل.
نحن المثقفون، والمجتمع الفلسطيني بأسره، ملزمون بتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتوضيح الصورة أمام شعوب العالم، لدعم القضية الفلسطينية في إطارها الوطني الشامل.
ومن هنا، يجب أن ندعم منظمة التحرير الفلسطينية كإطار شرعي ووطني لأي فعل نضالي، لضمان وحدة الهدف: تحرير فلسطين، وإقامة الدولة المستقلة بعاصمتها القدس.
وإن المقاومة الفلسطينية ليست ضد الحياة، بل هي من أجل الحياة، من أجل الحرية، ومن أجل الكرامة.
والوحدة الوطنية، هي الركيزة الأساسية لاستكمال مشروع التحرير، ولا يمكن أن تتحقق إلا عندما نوحد الشعب الفلسطيني تحت راية وطنية واحدة، بعيداً عن التفرقة والتشرذم.
غزة اليوم تعلن للعالم: نحن نستحق الحياة، نستحق الحرية، ونستحق وطناً يتسع لأحلامنا وآلامنا. نحن شعب لا يرضى بالموت، نحن شعب يستحق أن يكون له وطن، وطن مستقل، يعترف به العالم بأسره، ويحقق لأبنائه الحرية والكرامة.
التعليقات