احتمال الصفقة والإعلام الانتهازي

جواد العقَّاد يكتب: احتمال الصفقة والإعلام الانتهازي
جواد العقَّاد/ كاتب ورئيس تحرير اليمامة الجديدة
منذ أسابيع، هناك حديث مستمر عن مفاوضات جادة من أجل التوصل إلى صفقة وهدنة إنسانية تنهي العدوان على غزة. تتضمن خطوط الصفقة الرئيسية: انسحاب إسرائيلي، عودة النازحين، فتح المعابر، ودخول مساعدات إنسانية. ومنذ تلك الفترة، ونحن نتابع عبر الإعلام العربي والعبري ضغوطاً إعلامية هائلة حول هذا الموضوع، مع تصريحات من "مصادر مطلعة وخاصة، ومسؤولين كبار في الطرفين أو من الوسطاء". ومع ذلك، نادراً ما نرى تصريحات تحمل أسماء واضحة، مما يقلل من مصداقية هذه التصريحات ويجعلها محل شك.
إلا أن وسائل الإعلام، وبشكل انتهازي، تواصل نشر هذه التصريحات، وفي كثير من الأحيان تتعارض مع تصريحات أخرى لمسؤولين كبار أو مصادر مطلعة أخرى. من وجهة نظري، هذا الأمر يساهم في التلاعب بمشاعر الناس الذين ينتظرون بفارغ الصبر وعلى جمر إعلان وقف إطلاق النار. ولكن وسائل الإعلام تسعى لتحقيق حضور إعلامي ولو على حساب معاناة الشعب.
كما أن الترجمة غير الدقيقة عن الإعلام العبري، والترجمة الحرفية لكل شيء دون تفصيل أو ربط في سياقات أخرى، يؤدي إلى حدوث ارتباك في فهم المشهد.
لذلك، يجب على وسائل الإعلام أن تبتعد عن هذه الأساليب الانتهازية وأن تتحلى بالدقة والموضوعية في نقل الأخبار وتحليلها.
خلاصة القول: بالنسبة للمفاوضات، هناك تحركات جادة من جميع الأطراف ونوايا إيجابية تتجسد في تراجع حدة خطاب قادة الكيان الإسرائيلي، إضافة إلى التصريح الرسمي الذي صدر عن حركة حماس بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ما لم تطرأ عقبات جديدة، كما أن التغيرات السياسية في الإقليم، التي ضمنت الأمن على الحدود الشمالية للكيان، من شأنها تهيئة الظروف المناسبة للتوصل إلى صفقة، مع ضمان "إسرائيل" وجودها الأمني في غزة.
لكن يجب ألا نتعامل مع الأمر وكأن الصفقة قد تمت بالفعل، أو أن نغرق في الإفراط بالتشاؤم. الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ونأمل أن تكتمل هذه المساعي ما لم تحدث تطورات غير محسوبة سياسياً أو أمنياً.
ويبقى موضوع "اليوم التالي" للحرب مسألة لن تُحسم إلا بعودة غزة إلى حضن الوطن.. لأن دون ذلك، سيكون هناك خطر حقيقي على القضية الفلسطينية ووجود الشعب الفلسطيني.
جواد العقَّاد/ كاتب ورئيس تحرير اليمامة الجديدة
منذ أسابيع، هناك حديث مستمر عن مفاوضات جادة من أجل التوصل إلى صفقة وهدنة إنسانية تنهي العدوان على غزة. تتضمن خطوط الصفقة الرئيسية: انسحاب إسرائيلي، عودة النازحين، فتح المعابر، ودخول مساعدات إنسانية. ومنذ تلك الفترة، ونحن نتابع عبر الإعلام العربي والعبري ضغوطاً إعلامية هائلة حول هذا الموضوع، مع تصريحات من "مصادر مطلعة وخاصة، ومسؤولين كبار في الطرفين أو من الوسطاء". ومع ذلك، نادراً ما نرى تصريحات تحمل أسماء واضحة، مما يقلل من مصداقية هذه التصريحات ويجعلها محل شك.
إلا أن وسائل الإعلام، وبشكل انتهازي، تواصل نشر هذه التصريحات، وفي كثير من الأحيان تتعارض مع تصريحات أخرى لمسؤولين كبار أو مصادر مطلعة أخرى. من وجهة نظري، هذا الأمر يساهم في التلاعب بمشاعر الناس الذين ينتظرون بفارغ الصبر وعلى جمر إعلان وقف إطلاق النار. ولكن وسائل الإعلام تسعى لتحقيق حضور إعلامي ولو على حساب معاناة الشعب.
كما أن الترجمة غير الدقيقة عن الإعلام العبري، والترجمة الحرفية لكل شيء دون تفصيل أو ربط في سياقات أخرى، يؤدي إلى حدوث ارتباك في فهم المشهد.
لذلك، يجب على وسائل الإعلام أن تبتعد عن هذه الأساليب الانتهازية وأن تتحلى بالدقة والموضوعية في نقل الأخبار وتحليلها.
خلاصة القول: بالنسبة للمفاوضات، هناك تحركات جادة من جميع الأطراف ونوايا إيجابية تتجسد في تراجع حدة خطاب قادة الكيان الإسرائيلي، إضافة إلى التصريح الرسمي الذي صدر عن حركة حماس بأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ما لم تطرأ عقبات جديدة، كما أن التغيرات السياسية في الإقليم، التي ضمنت الأمن على الحدود الشمالية للكيان، من شأنها تهيئة الظروف المناسبة للتوصل إلى صفقة، مع ضمان "إسرائيل" وجودها الأمني في غزة.
لكن يجب ألا نتعامل مع الأمر وكأن الصفقة قد تمت بالفعل، أو أن نغرق في الإفراط بالتشاؤم. الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، ونأمل أن تكتمل هذه المساعي ما لم تحدث تطورات غير محسوبة سياسياً أو أمنياً.
ويبقى موضوع "اليوم التالي" للحرب مسألة لن تُحسم إلا بعودة غزة إلى حضن الوطن.. لأن دون ذلك، سيكون هناك خطر حقيقي على القضية الفلسطينية ووجود الشعب الفلسطيني.
التعليقات