مسارات الحرب أمام الاحتلال وحركة حماس
مسارات الحرب أمام الاحتلال وحركة حماس
الكاتب/ وسام صقر
بعد مضي أكثر من عام على حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي تجاهل خلالها رئيس وزراء الاحتلال قضية الأسرى المختطفين كليا، ووصل إلى حد القول بأن حياتهم ليس بأهم من حياة الضباط والجنود، إلا أنه بات هناك قلق لدى نتنياهو من هذه القضية التي أمست تؤرق الرأي العام، والذي يرى بانعدام مبررات تجاهلها.
هذا القلق دفع نتنياهو إلى ارسال رئيس الموساد لاستئناف محادثات الدوحة والتي ناقشت خطة جديدة تجمع بين المقترحات السابقة والتي ستستمر للوصول إلى دفع صفقة تبادل للنجاح.
إلى جانب ذلك القلق، فلدى إدارة بايدن رغبة لإيقاف الحرب قبل الانتخابات الأمريكية، فالإدارة الأميركية تمارس ضغوطا على الأطراف من أجل التوصل الى اتفاق ينهي حرب غزة، وقد قدم مدير الـCIA اقتراحات بهدف جسر الفجوات أملا بالتوصل لاتفاق في غزة قبل انتخابات 5 نوفمبر، واستندت الولايات إلى الوسيطين القطري والمصري، لكن حالة التناقض باختلاف المصالح لنتنياهو عن إدارة بايدن دفعت نتنياهو للانتظار لمعرفة من سيخلف الرئيس بايدن قبل الالتزام بمسار دبلوماسي.
توجد مجموعة من العوامل قد تدفع نتنياهو. لإتمام صفقة التبادل ووقف الحرب تتمثل في:
خوف نتنياهو من المسيرات بعد أن وصلت لمنزله الأمر الذي بات يشكل خطراً على حياته وحياة عائلته، ذلك دفعه لتساءل عما يجب فعله إذا أطلقت مسيرة باتجاه مقر الكنيست أو أحد المنشآت الحساسة.
قيام الاحتلال بضرب المنشآت العسكرية الإيرانية بالرغم من الرفض الدولي لدول العظمى لهذا التحرك الذي من شأنه أن يشعل الإقليمي.
نجاح الاحتلال في اغتيال عدد كبير من قيادات المكتب السياسي لحركة حماس مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار المتهم الأول بالوقوف وراء أحداث 7 من اكتوبر.
اغتيال عدد كبير من قيادات المجلس العسكري لكتائب القسام على رأسهم محمد الضيف على حسب إعلان الاحتلال، واغتيال قادة المحافظات الميدانية.
باتت سياسة نتنياهو واضحة للجميع بمعاقبته لقطاع غزة كافة بسبب أحداث 7 من اكتوبر لعام 2023م، فاستخدم سياسة الإبادة الجماعية والارض المحروقة مع كل شيء يتحرك في غزة، فأمست غزة بحاجة إلى سنوات طويلة من أجل الرجوع بحالها إلى ما قبل السابع من أكتوبر والتي أقل ما يمكن وصفها بالنكبة الجديدة أو النكبة الكبرى.
استمرار مجموعة من الدول في رفع قضايا إبادة جماعية على دولة الاحتلال في محكمة العدل الدولية، وهو الأمر الذي قد يوصل المحكمة لقرارات المطالبة بمحاكمة قيادات الاحتلال كمجرمي حرب ارتكبوا جرائم دولية ضد الفلسطينيين.
تجرأ الاحتلال على مصادرة مقر وكالة الأونروا في القدس ومنع التعامل معها دبلوماسيا، وهو من شأنه أن يسحب الاعتراف بدولة الاحتلال في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فلو تقدمت دولة فلسطين أو أحد الدول العربية بطلب سحب أو إيقاف عضوية الاحتلال في الجمعية العامة تحقيقا لشرط الحفاظ على. حقوق الشعب الفلسطيني مقابل الاعتراف بدولة الاحتلال عام 1949م، وباغلاق مقر الأونروا فقد تعدت دولة الاحتلال على المؤسسة الدولية التي تغيث اللاجئين الفلسطينيين، وهو حق معترف به دوليا لمؤسسة دولية أنشأت بقرار الجمعية العامة وهو ما يمثل تجاوز دولي آخر للاحتلال أمام الهيئة الدولية.
تلقي إدارة بايدن نحو 500 تقرير باستخدام "إسرائيل" أسلحة قدمتها الولايات المتحدة لشن هجمات تسببت في أضرار للمدنيين في قطاع غزة، والتي تشكل إنتهاك للقانون الامريكي والدولي.
وقد برز في خطاب نتنياهو المؤرخ 28 أكتوبر 2024 عدة توجهات ربط خلالها مصالح الاحتلال الإقليمية كمعالم لصفقة وقف الحرب على غزة ولبنان فقد ذكر:
أن هذه الحرب شبيهة بحرب الاستقلال وأنه يسعى لتدميير محور الشر وقطع أذرعه في الشمال والجنوب.
حماس لن تحكم غزة في اليوم التالي وحزب الله لن ينتشر قرب الحدود الشمالية.
مواصلة عمليات التطبيع واتفاقيات السلام مع دول عربية جديدة، وهو يسعى لتحقيق هدف على حساب دماء غزة بالتطبيع مع دول عربية مقابل وقف إطلاق النار وأهم هذه الدول المملكة العربية السعودية، ولو نجح فذلك وأد لعملية السلام وحل الدولتين.
أضف إلى ذلك:
إعلان جيش الاحتلال أن العملية البرية في قطاع غزة في طريقها للانتهاء خلال أسابيع قليلة ليعلن الجيش رسميًا على أثرها هزيمة حركة حماس في غزة.
وبذلك فإن أمام نتنياهو 3 سيناريوهات للخروج من غزة، في ظل رفضه ربط حل غزة بلبنان، فهو يسعى لصفقة مع لبنان مستقلة عن غزة مقابل منع أعادة تسلح حزب الله، وفي إطار ذلك أبلغت رئيسة مجلس النواب اللبناني نبيا بري القطريين والمصريين اتفاق حزب الله على الفصل بين الجبهتين (لبنان وغزة) والقبول بالقرار 1701 بشرط أن يكون جزءا من السلة الشاملة، وقد أجرى نتنياهو مناقشات حاسمة بشأن التسوية لإنهاء الحرب على لبنان، وتحديد خيارات الخروج منها، على أساس أن الجيش يقترب من نهاية عمليات التطهير في قرى التجمع التابعة لحزب الله، والتي تقع على مرمى حجر من مستوطنات الجليل"، وبذلك نيقى غزة والتي أمامها أربع سيناريوهات هي:
الأول، قبول عودة السلطة الفلسطينية لتحكم قطاع غزة وهو ما يرفضه نتنياهو بشدة لرغبته استمرار عملية الفصل السياسي والجغرافي بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة منعا لقيام دولة فلسطينية.
الثاني، الحكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة ووضع إدارة الحاكم وهو من شأنه أن يكلف دولة الاحتلال تكاليف باهضة الأمر الذي يجعلها ترفض هذا الخيار، وتصبح دولة الاحتلال مسؤولة عن إعادة إعمار غزة وقد يصل الأمر إلى تعويض المواطنين عن الضرر الحادث جراء سياسة نتنياهو خلال العام المنصرم.
الثالث، الاستناد إلى قوى دولية وهو ما صرحت به الولايات المتحدة بالاستعانة بقوات دولية على محور فيلادلفيا،
الرابع، الاستناد إلى طرف فلسطيني لا يرتبط بمحمود عباس ولا يرتبط بحماس وهنا يطرح اسم محمد دحلان، وقد يكون التوجه بتشكيل قوة فلسطينية للسيطرة على الوضع الأمني من موظفي سلطة رام الله وغزة، يوافق عليها الاحتلال ضمن عملية التفاوض.
قد يكون السيناريو الرابع هو الراجح لدى نتنياهو مع وجود طرف دولي على الحدود، أو عدمه.
ولا توجد أمام حركة حماس خيارات كثيرة، بعد أن فقدت جزء كبير جدا من قوتها الصاروخية ومقاتليها وصل إلى حد اغتيال معظم المجلس العسكري لكتائب القسام حسب إعلان الاحتلال، وبذلك فلم يتبقى أمام حماس إلا ثلاث سيناريوهات:
الأول، الاستمرار في القتال بدون عقد أي صفقة تبادل واستنزاف الاحتلال، لتفرض وجودها على حكم غزة وتمنع الاحتلال من فرض شروطه، وهو أمر صعب بعد ما تلقته الحركة من ضربات وفقدان قادتها ومؤسساتها، وصعوبة صمود أهل غزة في ظل ما فقده أهلها وفي ظل عصابات المافيا التي تسيطر على الإغاثة.
الثاني، القبول بعودة السلطة الفلسطينية لاستلام مقاليد الحكم في غزة وهو أمر مطروح لدى حماس لكن سيرفضه الاحتلال،
الثالث، القبول بطرف فلسطيني ثالث وتسليمه كافة مقاليد الحكم وإعطائه مساحة التفاوض على غزة بالتوافق معه ليمثل فلسطينيي غزة وإرادتهم بعيدا عن التخوين فالواقع يتطلب من ينقذ أهل غزة من مستنقعات نتنياهو الدموية، ولتعود حماس للعمل من الخلف بعد تنظيم صفوفها وترتيب أوضاعها. وهو أفضل سيناريو ممكن أن تقبل به حركة حماس وتطرحه كمبادرة منها لوقف نزيف الحرب، فتحافظ على حكم فلسطيني لغزة، وتحافظ على تواجد أبنائها، وتعود لقاعدة العمل من الخلف.
وقد يدفعها الأمر للقبول بخروج بيروت الثاني 1982م مقابل الوقف الدائم للعدوان والانسحاب الشامل من غزة، وإعادة تشكيل خارطة العمل الوطني الفلسطيني من جديد، والتي نأمل أن تكون على التوافق لا الاستفراد.
وبذلك لم يتبقى وقت طويل حتى تضع الحرب أوزارها قبل نهاية عام 2024م، التي تقترب فيها الانتخابات الأمريكية والتي يسعى المتنافسون على توظيف حرب غزة ولبنان وإيران في الدعاية الانتخابية، كما يسعى نتنياهو أيضا لذلك تحقيقا لمصالحه الشخصية، وستبرز نتائج المفاوضات النهائية وشروط الاحتلال الوجه الحقيقي لسابع من أكتوبر، وإن لم تنتهي خلال العام فلن تنتهي قبل عام.
الكاتب/ وسام صقر
بعد مضي أكثر من عام على حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي تجاهل خلالها رئيس وزراء الاحتلال قضية الأسرى المختطفين كليا، ووصل إلى حد القول بأن حياتهم ليس بأهم من حياة الضباط والجنود، إلا أنه بات هناك قلق لدى نتنياهو من هذه القضية التي أمست تؤرق الرأي العام، والذي يرى بانعدام مبررات تجاهلها.
هذا القلق دفع نتنياهو إلى ارسال رئيس الموساد لاستئناف محادثات الدوحة والتي ناقشت خطة جديدة تجمع بين المقترحات السابقة والتي ستستمر للوصول إلى دفع صفقة تبادل للنجاح.
إلى جانب ذلك القلق، فلدى إدارة بايدن رغبة لإيقاف الحرب قبل الانتخابات الأمريكية، فالإدارة الأميركية تمارس ضغوطا على الأطراف من أجل التوصل الى اتفاق ينهي حرب غزة، وقد قدم مدير الـCIA اقتراحات بهدف جسر الفجوات أملا بالتوصل لاتفاق في غزة قبل انتخابات 5 نوفمبر، واستندت الولايات إلى الوسيطين القطري والمصري، لكن حالة التناقض باختلاف المصالح لنتنياهو عن إدارة بايدن دفعت نتنياهو للانتظار لمعرفة من سيخلف الرئيس بايدن قبل الالتزام بمسار دبلوماسي.
توجد مجموعة من العوامل قد تدفع نتنياهو. لإتمام صفقة التبادل ووقف الحرب تتمثل في:
خوف نتنياهو من المسيرات بعد أن وصلت لمنزله الأمر الذي بات يشكل خطراً على حياته وحياة عائلته، ذلك دفعه لتساءل عما يجب فعله إذا أطلقت مسيرة باتجاه مقر الكنيست أو أحد المنشآت الحساسة.
قيام الاحتلال بضرب المنشآت العسكرية الإيرانية بالرغم من الرفض الدولي لدول العظمى لهذا التحرك الذي من شأنه أن يشعل الإقليمي.
نجاح الاحتلال في اغتيال عدد كبير من قيادات المكتب السياسي لحركة حماس مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار المتهم الأول بالوقوف وراء أحداث 7 من اكتوبر.
اغتيال عدد كبير من قيادات المجلس العسكري لكتائب القسام على رأسهم محمد الضيف على حسب إعلان الاحتلال، واغتيال قادة المحافظات الميدانية.
باتت سياسة نتنياهو واضحة للجميع بمعاقبته لقطاع غزة كافة بسبب أحداث 7 من اكتوبر لعام 2023م، فاستخدم سياسة الإبادة الجماعية والارض المحروقة مع كل شيء يتحرك في غزة، فأمست غزة بحاجة إلى سنوات طويلة من أجل الرجوع بحالها إلى ما قبل السابع من أكتوبر والتي أقل ما يمكن وصفها بالنكبة الجديدة أو النكبة الكبرى.
استمرار مجموعة من الدول في رفع قضايا إبادة جماعية على دولة الاحتلال في محكمة العدل الدولية، وهو الأمر الذي قد يوصل المحكمة لقرارات المطالبة بمحاكمة قيادات الاحتلال كمجرمي حرب ارتكبوا جرائم دولية ضد الفلسطينيين.
تجرأ الاحتلال على مصادرة مقر وكالة الأونروا في القدس ومنع التعامل معها دبلوماسيا، وهو من شأنه أن يسحب الاعتراف بدولة الاحتلال في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فلو تقدمت دولة فلسطين أو أحد الدول العربية بطلب سحب أو إيقاف عضوية الاحتلال في الجمعية العامة تحقيقا لشرط الحفاظ على. حقوق الشعب الفلسطيني مقابل الاعتراف بدولة الاحتلال عام 1949م، وباغلاق مقر الأونروا فقد تعدت دولة الاحتلال على المؤسسة الدولية التي تغيث اللاجئين الفلسطينيين، وهو حق معترف به دوليا لمؤسسة دولية أنشأت بقرار الجمعية العامة وهو ما يمثل تجاوز دولي آخر للاحتلال أمام الهيئة الدولية.
تلقي إدارة بايدن نحو 500 تقرير باستخدام "إسرائيل" أسلحة قدمتها الولايات المتحدة لشن هجمات تسببت في أضرار للمدنيين في قطاع غزة، والتي تشكل إنتهاك للقانون الامريكي والدولي.
وقد برز في خطاب نتنياهو المؤرخ 28 أكتوبر 2024 عدة توجهات ربط خلالها مصالح الاحتلال الإقليمية كمعالم لصفقة وقف الحرب على غزة ولبنان فقد ذكر:
أن هذه الحرب شبيهة بحرب الاستقلال وأنه يسعى لتدميير محور الشر وقطع أذرعه في الشمال والجنوب.
حماس لن تحكم غزة في اليوم التالي وحزب الله لن ينتشر قرب الحدود الشمالية.
مواصلة عمليات التطبيع واتفاقيات السلام مع دول عربية جديدة، وهو يسعى لتحقيق هدف على حساب دماء غزة بالتطبيع مع دول عربية مقابل وقف إطلاق النار وأهم هذه الدول المملكة العربية السعودية، ولو نجح فذلك وأد لعملية السلام وحل الدولتين.
أضف إلى ذلك:
إعلان جيش الاحتلال أن العملية البرية في قطاع غزة في طريقها للانتهاء خلال أسابيع قليلة ليعلن الجيش رسميًا على أثرها هزيمة حركة حماس في غزة.
وبذلك فإن أمام نتنياهو 3 سيناريوهات للخروج من غزة، في ظل رفضه ربط حل غزة بلبنان، فهو يسعى لصفقة مع لبنان مستقلة عن غزة مقابل منع أعادة تسلح حزب الله، وفي إطار ذلك أبلغت رئيسة مجلس النواب اللبناني نبيا بري القطريين والمصريين اتفاق حزب الله على الفصل بين الجبهتين (لبنان وغزة) والقبول بالقرار 1701 بشرط أن يكون جزءا من السلة الشاملة، وقد أجرى نتنياهو مناقشات حاسمة بشأن التسوية لإنهاء الحرب على لبنان، وتحديد خيارات الخروج منها، على أساس أن الجيش يقترب من نهاية عمليات التطهير في قرى التجمع التابعة لحزب الله، والتي تقع على مرمى حجر من مستوطنات الجليل"، وبذلك نيقى غزة والتي أمامها أربع سيناريوهات هي:
الأول، قبول عودة السلطة الفلسطينية لتحكم قطاع غزة وهو ما يرفضه نتنياهو بشدة لرغبته استمرار عملية الفصل السياسي والجغرافي بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة منعا لقيام دولة فلسطينية.
الثاني، الحكم العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة ووضع إدارة الحاكم وهو من شأنه أن يكلف دولة الاحتلال تكاليف باهضة الأمر الذي يجعلها ترفض هذا الخيار، وتصبح دولة الاحتلال مسؤولة عن إعادة إعمار غزة وقد يصل الأمر إلى تعويض المواطنين عن الضرر الحادث جراء سياسة نتنياهو خلال العام المنصرم.
الثالث، الاستناد إلى قوى دولية وهو ما صرحت به الولايات المتحدة بالاستعانة بقوات دولية على محور فيلادلفيا،
الرابع، الاستناد إلى طرف فلسطيني لا يرتبط بمحمود عباس ولا يرتبط بحماس وهنا يطرح اسم محمد دحلان، وقد يكون التوجه بتشكيل قوة فلسطينية للسيطرة على الوضع الأمني من موظفي سلطة رام الله وغزة، يوافق عليها الاحتلال ضمن عملية التفاوض.
قد يكون السيناريو الرابع هو الراجح لدى نتنياهو مع وجود طرف دولي على الحدود، أو عدمه.
ولا توجد أمام حركة حماس خيارات كثيرة، بعد أن فقدت جزء كبير جدا من قوتها الصاروخية ومقاتليها وصل إلى حد اغتيال معظم المجلس العسكري لكتائب القسام حسب إعلان الاحتلال، وبذلك فلم يتبقى أمام حماس إلا ثلاث سيناريوهات:
الأول، الاستمرار في القتال بدون عقد أي صفقة تبادل واستنزاف الاحتلال، لتفرض وجودها على حكم غزة وتمنع الاحتلال من فرض شروطه، وهو أمر صعب بعد ما تلقته الحركة من ضربات وفقدان قادتها ومؤسساتها، وصعوبة صمود أهل غزة في ظل ما فقده أهلها وفي ظل عصابات المافيا التي تسيطر على الإغاثة.
الثاني، القبول بعودة السلطة الفلسطينية لاستلام مقاليد الحكم في غزة وهو أمر مطروح لدى حماس لكن سيرفضه الاحتلال،
الثالث، القبول بطرف فلسطيني ثالث وتسليمه كافة مقاليد الحكم وإعطائه مساحة التفاوض على غزة بالتوافق معه ليمثل فلسطينيي غزة وإرادتهم بعيدا عن التخوين فالواقع يتطلب من ينقذ أهل غزة من مستنقعات نتنياهو الدموية، ولتعود حماس للعمل من الخلف بعد تنظيم صفوفها وترتيب أوضاعها. وهو أفضل سيناريو ممكن أن تقبل به حركة حماس وتطرحه كمبادرة منها لوقف نزيف الحرب، فتحافظ على حكم فلسطيني لغزة، وتحافظ على تواجد أبنائها، وتعود لقاعدة العمل من الخلف.
وقد يدفعها الأمر للقبول بخروج بيروت الثاني 1982م مقابل الوقف الدائم للعدوان والانسحاب الشامل من غزة، وإعادة تشكيل خارطة العمل الوطني الفلسطيني من جديد، والتي نأمل أن تكون على التوافق لا الاستفراد.
وبذلك لم يتبقى وقت طويل حتى تضع الحرب أوزارها قبل نهاية عام 2024م، التي تقترب فيها الانتخابات الأمريكية والتي يسعى المتنافسون على توظيف حرب غزة ولبنان وإيران في الدعاية الانتخابية، كما يسعى نتنياهو أيضا لذلك تحقيقا لمصالحه الشخصية، وستبرز نتائج المفاوضات النهائية وشروط الاحتلال الوجه الحقيقي لسابع من أكتوبر، وإن لم تنتهي خلال العام فلن تنتهي قبل عام.
التعليقات