في اليوم العالمي للغات الإشارة.. مترجمون يمهدون الطريق لاندماج الصم بالمجتمع عبر خطبة الجمعة

في اليوم العالمي للغات الإشارة.. مترجمون يمهدون الطريق لاندماج الصم بالمجتمع عبر خطبة الجمعة
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
في خطوة إيجابية نحو تعزيز اندماج فئة الصم بالمجتمع، تستمر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بقطاع غزة، في توفير "مترجمي إشارة" بعدد من المساجد أثناء خطبة الجمعة.

وتهدف هذه الخطوة إلى تمكين الأشخاص الصم من فهم ومتابعة خطب الجمعة، مما يعزز من اندماجهم الاجتماعي والديني في المجتمع.

ويحتفل العالم في 23 سبتمبر من كل عام، باليوم الدولي للغات الإشارة.

وبحسب إحصاءات الاتحاد العالمي للصم، يوجد حوالي 70 مليون أصم في كل أنحاء العالم، يعيش 80% منهم في البلدان النامية، ويستخدمون أكثر من 300 لغة إشارة.

وتقول إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إن عدد الصم في أراضي السلطة الفلسطينية يبلغ نحو 65 ألف شخص، بواقع 45 ألفا في الضفة الغربية و20 ألفا في قطاع غزة.

10 مساجد في جميع المحافظات

ويرى مترجم لغة الإشارة، محمود المشهراوي، أن عدم فهم الأشخاص من فئة الصم، لخطبة الجمعة، هي من القضايا التي تعيق اندماجهم في المجتمع.

ويوضح المشهراوي لوكالة(APA ) أن خطبة الجمعة تعد مناسبة دينية أسبوعية هامة بالنسبة للمجتمع الفلسطيني المسلم في غزة، وبالتالي فإن عدم فهمها من قبل الصم، يزيد من المشاكل والصعوبات التي يواجهونها في حياتهم.

ويوضح المشهراوي أن عملية ترجمة خطبة الجمعة، كانت تتم في البداية بشكل فردي وعشوائي من قبل الصم، حيث كانوا يتفقون مع مترجم ويتجمعون في أحد المساجد، ولكن بشكل غير منتظم.

ويتابع المشهراوي مستدركا "لكن بفضل جهود وزارة الأوقاف وبالتعاون مع اتحاد مترجمي الصم، تم تنظيم عملية ترجمة خطب الجمعة".

وفي هذا السياق، تم اختيار 10 مساجد من محافظات قطاع غزة العشرة لتوفير خدمة الترجمة، بحسب المشهراوي.

ويوضح أنه في كل مسجد من هذه المساجد، يكون هناك مترجم لغة إِشارة حاضرًا خلال خطبة الجمعة لتوجيه الترجمة للصم المتواجدين فيه.

ويذكر المشهراوي أن الصمّ يكونون على علم، كل أسبوع، بأسماء وعناوين المساجد التي سيتواجد بها المترجمون.

ويضيف "بعد انتهاء الخطبة، يجتمع الصم مع المترجم لمناقشة الأمور الفقهية والشرعية والاستفسارات الدينية".

وحول أهمية المشروع، يشير المشهراوي إلى أن الشخص الأصم مكلف شرعا كونه شخص مسلم عاقل، وبالتالي يجب تعليمه شؤون دينه حتى لا يعبد الله على جهالة.

ويختم حديثه قائلا "للصم، حقوق واحتياجات وطموحات وأهداف في الحياة، ويسعون جاهدين للاندماج في المجتمع الذي يعيشون فيه، لذلك على المجتمع المحلي دعمهم".

مشاركة في ازدياد

بدوره، يشارك رياض المصري، مترجم لغة الإشارة للصم، في ترجمة خطبة الجمعة، بهدف تعزيز اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في المجتمع.

ويهدف رياض المصري أيضًا من خلال عمله إلى ضمان فهم الأصم لمضمون خطبة الجمعة بنفس الطريقة التي يستمع بها الأشخاص العاديين.

ويقول إنه مكلف من وزارة الأوقاف بتوفير هذه الخدمة لفئة الصم القادرين على الوصول إلى المساجد.

وحول عدد الحضور من قبل الصم، في المساجد التي يترجم الخطبة فيها، يقول المصري "يتفاوت الحضور، ويصل العدد إلى 15 من الأشخاص الصم".

ولا يرى المصري أن هذا العدد "قليل"، حيث يوضح أن الحضور في ازدياد مضطرد، مضيفا "في البداية، كان العدد لا يتواجد 2 أو 3 في كل خطبة، وأتوقع أن يتضاعف العدد مع الوقت مستقبلا".

ويضيف "نحن متحمسون جدا للاستمرار في هذا العمل، والصم حينما يستمعون لخطبة الجمعة، يشعرون أن المجتمع المحلي يهتم بهم، وهذا يسعدهم جدا".

التعليقات