مباشر | تغطية صحفية | آخر التطورات

خطاب الرئيس عباس بالأرقام

خطاب الرئيس عباس بالأرقام
داود كتاب
الرئيس عباس يركز على ضرورة العمل الدولي لحماية وتخليد ذكرى النكبة

بقلم: داود كُتّاب

أصر  الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 78، على الدعوة لتدخل ذات تأثير من المجتمع الدولي. وقد ذكر عباس مصطلح "الدولي" 23 مرة قائلاً: "فإنه  في ظل الجمود الذي وصلت إليه عملية السلام بسبب سياسات إسرائيل، نأتي أمامكم لنطالب مرة أخرى بعقد مؤتمر دولي للسلام تشارك فيه كافة الدول المعنية بتحقيق السلام في المنطقة".

وركز عباس على إسرائيل والإسرائيليين (ذكر دولة الاحتلال 25 مرة) واصفا إياها بأنها "محتل بغيض"، و"دولة فوق القانون"، ودولة "مذنبة "بارتكاب أعمال "غير قانونية"، تديرها "حكومة استيطانية يمينية عنصرية". استخدم الرئيس أبو مازن صطلح "استعماري" لوصف المشروع الاستيطاني، وانتقد الحكومة الإسرائيلية الحالية  التي "تعرقل" مشاركة الفلسطينيين في انتخابات القدس"، وخلص إلى أن إسرائيل "تدمر بشكل منهجي حل الدولتين".

وقد تم ذكر حل الدولتين 14 مرة، حيث وبخ الرئيس عباس المجتمع الدولي على نفاقه برفض الاعتراف بفلسطين بينما “تتمتع إسرائيل بهذا الاعتراف الدولي، رغم أنها لم تلتزم بشروط انضمامها إلى الأمم المتحدة”.

ودعا الرئيس الفلسطيني إلى توفير حماية دولية للشعب، مشددا على أنه يجب على المجتمع الدولي “تنفيذ قرارات توفير الحماية للشعب الفلسطيني (المذكور 18 مرة) من الاعتداءات المستمرة لجيش الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين الإرهابيين”

وفي رده على الدعوات المتكررة التي تطلقها الدول الأوروبية وغيرها من الدول بضرورة إجراء انتخابات فلسطينية لإضفاء الشرعية على الإدارة والحكومة، ذكر  الرئيس الفلسطيني مصطلح الانتخابات" سبع مرات. وقال إن الانتخابات المحلية جرت مؤخراً، وأن انتخابات منظمات المجتمع المدني والنقابات والطلاب تجري على مختلف المستويات طوال الوقت. وقال: "كل ما تبقى لنا هو إجراء انتخابات عامة ديمقراطية". لكن الزعيم الفلسطيني ألقى باللوم في غياب الانتخابات العامة على الإسرائيليين الذين سمحوا في السابق للمقدسيين بالمشاركة. أجريت في الأعوام 1996 و2005 و2006. "لكن الحكومة الإسرائيلية تعرقل ذلك بقرارها منع إجراء الانتخابات في القدس الشرقية".

 وذكر عباس القدس ست مرات وركز على الاعتداءات على الأماكن الدينية قائلا إن إسرائيل “تنتهك مدينة القدس وأهلها، وتعتدي على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وتنتهك الوضع التاريخي والقانوني للأماكن المقدسة”.

وقال الرئيس الفلسطيني  إنه واجه صعوبة في محاولة فهم السبب الذي يجعل المجتمع الدولي يتحدث باستمرار عن حل الدولتين، لكنه يرفض قبول كلا الجزأين من هذا البيان. وأضاف: "لا أستطيع أن أفهم أو أقبل أن بعض الدول، بما فيها أمريكا والدول الأوروبية، مترددة في الاعتراف بدولة فلسطين".

وأنهى محمود عباس حديثه بقوة  بسؤال: ما هو الخطر الذي يشكله حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟

والحقيقة الواضحة هي أنه لا يوجد أي خطر في أن تصبح فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة حتى في ظل الاحتلال. وهذا من شأنه أن يغير ديناميكية المفاوضات برمتها. فبدلاً من أن يظل وضع الأراضي الفلسطينية المحتلة موضع شك، فإن وجود دولة فلسطينية كاملة العضوية سيجعل المفاوضات مختلفة. ستبدأ المحادثات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين دولتين بدلاً من دولة واحدة قوية وشعب تحت الاحتلال

لقد حذر الرئيس الفلسطيني مرة أخرى المجتمع الدولي الذي سمح بوجود دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية. وكانت الأمم المتحدة رفضت في البداية الاعتراف بإسرائيل، ولم تفعل ذلك إلا بعد أن تعهد الإسرائيليون بالتزامات تجاه حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، وهو ما تخلوا عنه تمامًا الواضح انهم لم يكونوا جادين أبدًا عندما قدموا هذا الوعد.

وينطبق الشيء نفسه على توقيعها على اتفاقيات أوسلو، مع نص غامض حول الوضع القانوني الحالي أو المستقبلي للأراضي الفلسطينية. ومرة أخرى، لم يكن لدى الإسرائيليين أي نية لقبول الدولة الفلسطينية، وأفضل دليل على ذلك هو المستوطنات الاستعمارية غير القانونية والمستوطنين الذين تضاعف عددهم ثلاث مرات منذ توقيع اتفاقيات أوسلو.

  لم يختلف خطاب عباس كثيراً عن مداخلاته السابقة في الأمم المتحدة. يمكن للمرء أن يقول إنه ثابت وعنيد في إصراره على النضال من أجل الحقوق الفلسطينية، في حين قد يرغب آخرون في رؤية نهج أكثر إبداعا. عباس ليس خطيبًا وقد أوقعته الخروج عن النص في مشاكل سابقا.  في الحديث لم يرتكب أي خطأ في خطابه أمام الأمم المتحدة يوم الخميس، لكن ليس من الواضح ما إذا كان قد حقق أي تقدم جديد أو فاز بقبول أي مجموعة رئيسية جديدة من الحكومات التي ستعترف بفلسطين.

يُنظر إلى دفاع عباس العنيد عن الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف على أنه اشارة للحكومة السعودية التي رفضت قبول أي اتفاق للتطبيع بقيادة الولايات المتحدة دون بذل جهد جدي موازٍ لإنهاء الاحتلال ومنح الحقوق الفلسطينية في الحرية والاستقلال وإذا صح ذلك فقد يكون أحرز هدفه.

التعليقات