دراسة جديدة تثبت فاعلية الذكاء الاصطناعي بالكشف عن سرطان الثدي
رام الله - دنيا الوطن
أثبتت دراسة سويدية فاعلية برامج الذكاء الصناعي لكشف سرطان الثدي، مع تقليل عبء العمل على أطباء الأشعة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو الأكثر انتشاراً بين البالغين، ويصيب أكثر من 2.3 حالة سنوياً، وفي أغلب البلدان، فسرطان الثدي أحد السببين الرئيسيين لوفيات السرطان لدى النساء، وتظهر الدراسة أن الكشف المبكر والعلاج ينقذان الأرواح.
وأظهرت البرامج فاعليتها في دراستين أجريتا للتفريق بين سرطان الثدي عالي ومنخفض الخطورة، وأعطت نتائج مشابهة لأطباء الأشعة المدربين جيداً، وفق ما نقله موقع (CBC).
وتقول الباحثة الرئيسية في الدراسة، الطبيبة كريستينا لانج: "أعتقد أن تصوير الثدي، وخاصة التصوير الشعاعي للثدي، من أكثر أدوات الذكاء الصناعي الواعدة".
وأظهرت النتائج التمهيدية للدراسة أن البرنامج اكتشف حالات سرطان اكثر مع تقليل النتائج الإيجابية الكاذبة إلى الحد الأدنى.
وفي دراسة أخرى نشرت في مجلة طب الأشعة، وجدت تشابهاً كبيراً بين تشخيصات الأطباء وبرنامج الذكاء الصناعي.
وتضيف لانج: "تعتبر هذه الدراسات الحديثة أمثلة عملية للطريقة التي يمكن بها استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية للتخفيف من الضغط على القوى العاملة مع ضمان تشخيصات أكثر دقة".
بينما يحذر خبراء آخرون من أن هذه التقنية لاتزال قيد التطوير، للتأكد من عدم الخطأ في التشخيصات.
وأجريت الدراسة على أكثر من 80,000 سيدة، في مجموعتين، الأولى تم التشخيص بمساعدة الذكاء الصناعي والثانية بتشخيص أطباء.
وقام البرنامج بتحديد السرطان ذو الخطورة العالية ليقوم طبيبان بفحص الأشعة، والنوع و الخطورة المنخفضة ليقوم طبيب واحد بالتشخيص.
وأظهرت النتائج أن التشخيصات التي أجريت بمساعدة الذكاء الصناعي اكتشفت السرطان بنسبة 20% أكثر من التشخيصات البشرية، كما كان لديها عدد مماثل من النتائج الإيجابية الكاذبة، وتم استدعاء النساء لمزيد من التحليل كالمجموعة الأخرى.
وبفضل الذكاء الصناعي فقد احتاج الأطباء لقراءة صور أشعة أقل بنسبة 44% من الحالات الطبيعية.
وتوضح لانج: "إنه من المجهِد قراءة كميات كبيرة من صور الأشعة لتكشف عن آثار صغيرة وخفية للسرطان".
وتشير إلى أن المنظومة الصحية الحالية تعاني من نقص في أعداد أطباء الأشعة؛ لذا فإن النتائج التي أظهرتها برامج الذكاء الصناعي قيمة جداً.
ورغم التطور الذي تحققه أدوات الذكاء الصناعي، لازالت تعاني من مشكلة في تشخيص الأثداء ذوو الكثافة الكبيرة.
وقال جان سيلي، الذي يرأس قسم تصوير الثدي في مستشفى أوتاوا: "يجب أن نتبنى هذه التكنولوجيا كأداة مفيدة حقًا للقيام بعمل أفضل ومحاولة تشخيص المزيد من أنواع السرطان في مرحلة مبكرة".
وفي عدة حالات في الدراسة، شَخَّصَ الذكاء الصناعي بعض الأورام كخلايا سرطانية ولكنها لم تثبت كذلك.
وقالت سيلي، أستاذة الأشعة في جامعة أوتاوا: "نريد أن نتصل فقط بالمرضى الذين يعانون بالفعل من السرطان، ولكن هناك خط رفيع يجب علينا موازنته".
وقالت أيضًا إنه في هذه المرحلة، لا يقارن الذكاء الاصطناعي صورة الثدي بالأشعة السينية الحالية التي يقرأها بالصور السابقة، ولا يعرف أيضاً أن المريضة ربما تكون قد خضعت بالفعل لخزعة بحثًا عن خلل معين.
وأضافت سيلي: "لذا فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي فقط أمر مستحيل حقًا"، مضيفةً أن أطباء الأشعة مسؤولون أيضًا من الناحية القانونية عن تفسير تصوير الثدي بالأشعة السينية.
وأكملت: "يجب أن يكون لديك شخص مدرب، اختصاصي أشعة، حتى يتمكن من قراءة تلك الحالات ويقول: 'نعم، هذا تشخيص مناسب، لكنه ليس كذلك'".
وتعتقد أخصائية أورام الثدي والجراحة في شبكة سكاربورو الصحية في أونتاريو، الطبيبة موجولا أومولي، أن الذكاء الاصطناعي يبشر بالخير للمستقبل، لكنها مهتمة بقدرة التكنولوجيا على اكتشاف سرطان الثدي لدى النساء ذوات الأنسجة الأكثر كثافة.
وقالت إنه عادة، يمكن أن يكون لدى النساء ذوات الأصل الأفريقي والآسيويات أنسجة ثدي أكثر كثافة، مما يخفي الأنسجة السرطانية.
وقالت: "ما يقلقني في بعض الأحيان، عندما نتحدث عن طب الذكاء الاصطناعي، هو أن مجموعات سكانية من فئات عرقية مختلفة، لن يتم تمثيلهم بالضرورة في تلك العينة عندما يتعلق الأمر بسرطان الثدي".
وأشارت أومولي إلى أنه في المحاكمة السويدية، لم يتم تسجيل العرق والانتماء العرقي للنساء.
وحذّرت أومولي إنه إذا لم يتم تضمين النساء من جميع الخلفيات في مثل هذا البحث، فقد يعني ذلك أن الذكاء الاصطناعي قد يخطئ في تشخيصهن أو يخطئ في تشخيص السرطان تمامًا.
وقال كبير العلماء في معهد سنيبروك للأبحاث في تورونتو، الطبيب مارتن يافي: "إن فريقي يعمل على برنامج اذكاء صناعي قد يتمكن من تشخيص كثافة الثدي وحساب فرص الإصابة بالسرطان الخفي".
وختم يافي: "إننا نتحرك بحذر لمحاولة تجنب القيام بأي شيء أحمق للحصول على هذه التقنية الجديدة حتى تكون جاهزة للاستخدام في وقت العرض، وهذا يتضمن الكثير من الاختبارات، والاختبار في ظل مجموعة واسعة من الظروف".
التعليقات