37 أسيراً يواجهون سياسة العزل الانفرادي في سجون الاحتلال بظروف قاهرة

37 أسيراً يواجهون سياسة العزل الانفرادي في سجون الاحتلال بظروف قاهرة
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال صعّدت خلال العام الجاري من اللجوء لعزل الأسرى انفرادياً، حيث يقبع في زنازين وأقسام العزل في الوقت الحالي (37) أسيراً، في ظل ظروف قاهرة لا إنسانية.

وأوضح مركز فلسطين أن تصعيد الاحتلال لسياسة العزل هو امتداد للتصعيد الذي نفّذته إدارة السجون عقب عملية (نفق الحرّيّة)، في سبتمبر 2021 والتي عزلت على أثره العشرات من الأسرى في مقدمتهم الأسرى السّتة المعاد اعتقالهم"، إضافة الى خمسة أسرى "اتهمتهم" إدارة السّجون بمساعدتهم بهدف الانتقام منهم وترميم صورتها التي داسها الأسرى بنجاحهم في تحرير أنفسهم من سجن جلبوع المحصن.

مدير المركز الباحث رياض الأشقر اعتبر سياسة العزل الممنهجة، تُشكّل إحدى أقسى أنواع الانتهاكات التي تُنفّذها إدارة السّجون، والتي تهدف من خلالها الى تصفية الأسير جسديًا ونفسيًا، من خلال عزله لفترات طويلة بشكل منفرد في زنازين لا تصلح للعيش الآدمي تؤدى الى إصابته بمشاكل صحية ونفسية.

وأضاف الأشقر أن زنازين العزل تشبه القبور فهي معتمة، وضيقة، ومتسخة، وتمتلئ بالرطوبة، والعفونة، فيها حمام ارضي قديم، وتنتشر فيها الحشرات، وخلال العزل يفقد الأسير شعوره بالزمن، ولا يسمح له بالخروج إلى ساحة "الفورة" الا وحيدًا ولفترة قصيرة، وهو مكبل اليدين والقدمين والطعام المقدم لهم سيء جداً، كماً ونوعاً.

وأشار الأشقر الى أن ظروف العزل ازدادت قساوة على الأسرى خلال شهر تموز الجاري مع موجة الحر الشديدة التي تضرب المنطقة، وخاصة المعزولين في زنازين بسجون الجنوب، حيث تحولت زنازينهم الى ما يشبه "طناجر الضغط " التي تشوى أجسادهم دون رحمه.

ويعتبر عزل سجن الرملة من أسوأ أقسام العزل في سجون الاحتلال، فالمبنى يعود لسنوات الخمسينات، في فصل الشتاء تتسرب مياه الأمطار داخل الزنزانة وتغرق الفرشة الوحيدة لدى الأسير، كما أنه يفتقر لمقومات الحياة الآدمية، إلى جانب سوء المعاملة ورداءة الطعام وسوء التهوية".

‏وتقوم الإدارة بحملة تفتيش للزنزانة يوميا الساعة الثانية فجرا، وتقلب مكوناتها المعدودة رأسا على عقب لساعة أو ساعتين لفرض مزيد من القهر والتنكيل على الأسير وتحرمه من النوم.  

وأضاف الأشقر ان إدارة السجون لا تكتفي بالعزل بحذ ذاته كعقوبة قاسية للأسير إنما تمارس بحق المعزولين العديد من أساليب التنكيل حيث تحرم الأسير المعزول من زيارة العائلة والمحامي، خاصّة إنّ كان عزله بأمر من المخابرات، كما تحرمهم من شراء أي غرض من الكنتين، وتحرمهم من ممارسة الرياضة وتراقب تحركاتهم عبر كاميرات مراقبة مثبتة داخل الغرف، كما تتعرض لهم بالشتم والضرب في بعض الاحيان، وسحب كل أغراضهم حتى الأوراق والأقلام.

كما تسبب العزل بإصابة عدد من الأسرى بمشاكل نفسية حادة، ولا يمكّن إنقاذهم إلا بإنهاء اعتقالهم ومتابعة أوضاعهم النفسيّة والصحيّة خارج السجون، ومنهم الأسير المقدسي الفتى أحمد مناصرة، الذي يواصل الاحتلال عزله إنفراديًا في ظروف قاسية منذ أكثر من عام ونصف، حيث أصيب بحالة نفسية صعبة ولا يستطيع التعرف على أهله وزملائه.

وأشار الأشقر الى ان أقدم الاسرى المعزولين الأسير محمد جبران خليل من رام الله، والذي فاق مجموع سنوات عزله أكثر من 15 عامًا، ويعاني من مشاكل نفسية وعصبية بسبب عزله الطويل، وهو معتقل منذ عام 2006 ,محكوم بالسّجن مدى الحياة.

التعليقات