تقرير: اعتقال 1800 مقدسي في النصف الأول من عام 2023

رام الله - دنيا الوطن
تستمر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بشكلٍ شبه يومي، وتشهد هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية، بحماية قوات الاحتلال، وشهد أسبوع الرصد اقتحام عناصر الاحتلال الأمنية مصليات الأقصى المسقوفة في يوم السبت، بشكلٍ استفزازيّ. إضافةً إلى تنظيم المستوطنين مسيرة استفزازية ليلية جالت في أزقة البلدة القديمة. 

وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم.

ورصدت النشرة الأسبوعية تقريرًا لحركة "السلام الآن" الإسرائيلية يُشير إلى تصاعد أعداد الوحدات الاستيطانية في النصف الأول من عام 2023، فقد روجت حكومة الاحتلال نحو 12855 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين. وفي سياق التقارير نصف السنوية، كشفت مؤسسات الأسرى بأن القدس المحتلة شهدت 1800 حالة اعتقال في الأشهر الماضية من عام 2023، وبلغ عدد حالات الاعتقال في مجمل المناطق الفلسطينية المحتلة نحو 3866 حالة اعتقال. 

وتسلط النشرة الأسبوعية الضوء على استمرار استهداف قطاع التعليم في القدس المحتلة، عبر ميزانيات لجذب الطلاب الفلسطينيين إلى الجامعات الإسرائيلية، وجلسة مشبوهة في "الكنيست" الإسرائيلي روجت لأكاذيب حول المعلمين في المدارس العربية في المدينة المحتلة. أما على صعيد التفاعل، تتناول النشرة استمرار التفاعل الفلسطيني مع مبادرة "الفجر العظيم".

التهويد الديني والثقافي والعمراني

تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك، ففي 12/7 اقتحم الأقصى 137 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي. وفي 13/7 اقتحم الأقصى نحو 135 مستوطنًا، تلقى عددٌ منهم شروحاتٍ عن "المعبد". وفي 15/7 اقتحمت عناصر الاحتلال الأمنية المسجد الأقصى، دنسوا خلاله مصلى باب الرحمة والمصلى القبلي. وفي 16/7 اقتحم الأقصى 110 مستوطنين بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، أدوا صلواتٍ يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 17/7 اقتحم الأقصى 119 مستوطنًا، من بينهم 14 عنصرًا من مخابرات الاحتلال، وشهد الاقتحام أداء عددٍ من المستوطنين صلواتٍ يهوديّة علنية قرب مصلى باب الرحمة. وفي 18/7 اقتحم الأقصى 176 مستوطنًا، أدوا صلواتٍ يهوديّة علنية في ساحات الأقصى بحماية عناصر الاحتلال الأمنية.

وإلى جانب اقتحامات الأقصى، ففي 18/7 نفذ عشرات المستوطنين مسيرة استفزازية جالت في البلدة القديمة، بحماية قوات الاحتلال، ورفع المستوطنون أعلام الاحتلال ورددوا هتافاتٍ عنصرية ضد المقدسيين والمقدسات.

التهويد الديموغرافي

لا تتوقف أذرع الاحتلال عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 12/7 اقتحمت قوات الاحتلال حي وادي الجوز وهدمت منشآت في الحي. وفي 16/7 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، بذريعة البناء من دون ترخيص. وفي 17/7 هدمت جرافات الاحتلال بلدة السواحرة الشرقية، وهدمت بركسات تستخدم لتربية الأغنام في البلدة.

أما على صعيد المشاريع الاستيطانية، ففي 15/7 كشفت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية بأن أعداد الوحدات الاستيطانية التي أقرتها حكومة الاحتلال في الأشهر الماضية من عام 2023 سجلت رقمًا قياسيًا، وبحسب الحركة فقد روجت حكومة الاحتلال نحو 12855 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

ولم تشهد الأشهر الماضية تصاعدًا في أعداد الوحدات الاستيطانية فقط، بل شهدت استمرارًا في التضييق على الفلسطينيين والتنكيل بهم، فقد أصدرت مؤسسات الأسرى تقريرًا عن الأشهر الماضية من عام 2023، كشفت بأن هذه الأشهر شهدت 3866 حالة اعتقال، من بينها 1800 حالة اعتقال من القدس المحتلة، وبلغ عدد المعتقلين من الأطفال نحو 568 طفلًا، وشهد شهر نيسان/ أبريل نحو ألف حالة اعتقال، وهو الرقم الأعلى منذ بداية عام 2023. وبحسب مؤسسات الأسرى، تشابه الأرقام الحالية ما سجلته من أرقام في عام 2022، إلا أن هناك تصاعدًا في عدد أوامر الاعتقال الإداريّ، إذ بلغت هذا العام نحو 1608 قرار، في مقابل 862 قرار في النصف الأول من عام 2022.

قضايا

تعمل أذرع الاحتلال على تهويد المجتمع المقدسي، وإقرار المزيد من المشاريع لاستهدافه، ففي 13/7 كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية بأن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار سعى لكي يقنع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لألا يلغي ميزانية مخصصة لتشجيع التحاق الشبان الفلسطينيين من القدس المحتلة بالمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، وتم تخصيص هذه الميزانية في عام 2018 ضمن الخطة الخمسية التي أقرت حينها، فقد أقر حينها مبلغ 450 مليون شيكل (نحو 125 مليون دولار أمريكي)، لتمويل مِنح جامعية للطلاب الفلسطينيين. وتُشير المصادر الإسرائيلية بأن سموتريتش يريد إلغاء هذا البند، فيما يضغط كل من "الشاباك" وبلدية الاحتلال في القدس لبقائه.

وفي سياق متصل باستهداف قطاع التعليم، ففي 13/7 عقدت لجمة التعليم في "الكنيست" الإسرائيلي جلسة بحضور لارا مباريكي رئيسة ما يسمى "قسم المعارف العربية" في "شرق القدس"، وشهدت الجلسة مشاركة فتى ادعى أنه طالب في واحدةٍ من المدارس العربية في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، وقال بأنه المعلمين في هذه المدارس يحرضون الطلاب على المشاركة في عمليات رشق الحجارة، مدعيًا بأنّ عددًا من المعلمين كانوا سجناء أو قيادين في فصائل المقاومة. وأشارت مصادر مقدسية إلى أن هذه الجلسة محاولة من قبل أذرع الاحتلال لفرض المزيد من التضييق على قطاع التعليم في القدس المحتلة، من باب المدرسي وما يبثونه من قيم ومثل، وهي سياسة جديدة تأتي بالتوازي مع استهداف المنهاج الفلسطيني، ودفع المزيد من المدارس في القدس المحتلة على تبني المنهاج الإسرائيلي.

التفاعل مع القدس

في 14/7 شاركت أعداد كبيرة في صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، على الرغم من محاولات قوات الاحتلال عرقلة وصول المصلين إلى الأقصى، في سياق استمرار التفاعل مع مبادرة "الفجر العظيم". وشارك مصلون من القدس المحتلة، والأراضي المحتلة عام 1948، ومن استطاع الوصول إلى المسجد من الضفة الغربية، وبقيت أعداد كبيرة منهم في ساحات المسجد، ضمن حلق الذكر وقراءة القرآن.