هذه فتح يا جهلة

هذه فتح يا جهلة
بقلم: اللواء عبد الإله الأتيره
عضو المجلس المركزي والمجلس الثوري لحركة فتح
انطلاقة الثورة الفلسطينية كانت بمثابة انطلاقة الشعب الفلسطيني من جديد من خلال توحيد كل القوى الفلسطينية وتوجيه بوصلتها الوجهة الصحيحة من خلال لملمة كل الجهود واستنهاض كل الطاقات الكامنه من اجل الهدف الاسمى والانقى وهو النضال بشتى السبل والوسائل المشروعة لتحرير فلسطين وتمكين شعبنا من تقرير مصيره بنفسه وبإرادته الحرة .
وقد رسخت الثورة الفلسطينية بقيادة حركة فتح هذا النهج بالفكر والاسلوب والممارسة ضمن البيت الفلسطيني الجامع للداخل والشتات المتمثل بمنظمة التحرير الفلسطينية .
من اجل ذلك خاضت الثورة الفلسطينية اشرس المعارك واصعبها سواء بالكفاح المسلح او بالنضال المتواصل لتثبيت الهوية الوطنية الفلسطينية ، وقدمت في ذلك الشهداء العظام من الفدائيين والمفكرين والكتاب واعضاء اللجنة المركزية والتنفيذية ، وخرجت من كل الاعاصير التي حاولت سحقها واسقطت كل المؤامرات .
فالنضال الفلسطيني ليس عملا موسميا ولا ربحياً ولا مصلحيا ولا حزبيا ضيقا ،. ولكنها ثورة وطنية بكفاح مستمر وبأشكال متعددة وطويل الامد ،، متنقل من ساحة الى اخرى حيثما تسمح الظروف ،،محددة بكل مرة ساحة المعركة وتوقيتها واسلوبها .
ان المقاومة الشجاعة التي يخوضها شعبنا الفلسطيني البطل بكل القرى والمدن والمخيمات ما هي الا استمرار لهذا النهج الفتحاوي ، الذي لا يستعجل قطف الثمار قبل نضوجها ، وما تركيز العمل الكفاحي في كل من نابلس جبل النار وطولكرم الاحرار وجنين القسام الا جزء من هذا المشوار الطويل .
لقد خاضت جنين مع مخيمها وبلداتها برجالها الاوفياء اصعب المعارك دفاعا عن كرامة وحرية هذه الامة وتصدت للعدوان المستمر على شعبنا بكل بسالة وشموخ ، ومع ذلك لم تكن معركة جنين التي فرضت على شعبنا اولى تلك المعارك ولن تكون اخرها ما دام الاحتلال مستمر في عدوانه واحتلاله وتماديه بالبطش والتنكيل بابناء شعبنا بكل اساليب القمع الهمجية ، وبالوقت الذي يسطر فيه الفدائيين في جنين القسام ويرسمون صفحة مشرفة لنضال شعبنا ، تأبى فئة ضالة ومُضَلِّله باعت نفسها رخيصة بدراهم معدودة متآمرة بذلك على شعبنا منتهجة اسلوب التشويه والتخوين والتحريض وزرع الفتن وبث الاشاعات لتخدم مصالح قوى اخرى مقابل مصالحها الحزبية والمادية وتقبض الثمن نقدا عبر مقايضتها لكرامتها بالدولار ، حتى وصل بها الامر لتفسد فرحة ونشوة شعبنا بصد العدوان عن جنين القسام وتقوم بمهاجمة مقرات السلطة الوطنية بلا شرف ولا اخلاق ومن ثم محاولة الاعتداء على اهم الرموز الوطنية والنضالية ( الاخ ابو جهاد العالول نائب رئيس حركة فتح واخوته المناضلين ) .
الاخ ابو جهاد العالول القائد الوطني ابن جبل النار الفدائي العنيد الذي خاض كل معارك الثورة ، وقدم ابنه شهيدا ، هذا الرجل الذي يحظى بإجماع كل حر وشريف على وجه الارض لما يحمل من روح وطنية وثورية وانسانية وقامة اخلاقية عالية .
ان هذا العمل الشنيع المقزز المخطط له مسبقا يرقى الى مستوى الخيانة
فتغطية عوراتهم وتخاذلهم وتحالفهم وتساوقهم مع الاحتلال وتفاهمهم معه دفعهم للقيام بهذا العمل الرخيص غير آبهين لدماء الشهداء التي لم تجف .
ان هذا العمل وفي حضرة الشهداء وعلى مسمعهم وامام لحود قبورهم يرقى بقذارته الى قذارة الاحتلال ، وعلى الذين حرضوا وخططوا ونفذوا الاستعداد لدفع الثمن ، فنحن حركة دعاة وحدة ولا نتلاعب بالكلمات وانما الوحدة الوطنية هي نهجنا واسلوبنا وفكرنا واخلاقنا وتحملنا الكثير من اجل ذلك ونتحمل حتى الخلاص من الاحتلال ، ولكننا بنفس الوقت لسنا قاصرين عن قطع الالسن التي حرضت ، ولا بقطع ايادي العابثين .
فيا ايها الظلاميين نقول لكم لقد تماديتم وصبرنا على مراهقتكم اعتقادا منا انكم سوف يأتي اليوم الذي تكبرون وتتجاوزوا المراهقة والعبث ، ولكنكم انغمستم بالفتنة اكثر ونعدكم ان يكون عقابكم اكبر واقسى .
وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب سينقلبون ....
وانها لثورة حتى النصر
التعليقات