صور.. المعلمة راوية الراعي تُبدع في مبادرتها الصف الوطني

صور.. المعلمة راوية الراعي تُبدع في مبادرتها الصف الوطني
ليست كلمة تقال أو شعر يتغنى ويتغزل به لا بلهو عمل وفعل يعمل به، فحين نقول الوطن جميل يجب أن نحافظ على جماله ونزيد من روعته، وحين نقول الوطن أغلى من أرواحنا، يجب أن ندافع عنه لآخر قطرة دم وآخر يوم في العمر، فالإنسان بلا وطن كالجسد بلا روح، وما من شيء أغلى على الإنسان من وطنه وهويته وفخره وانتماؤه.

ولأن الأبناء هم الجيل القادم الذي سيكمل مشوار التطور ويحمي الحدود ويرفع البناء، لذا يجب أن يكونوا محصنين جيداً بحب الوطن واحترامه والدفاع عنه وعن أرضهم وقادتهم وشعبهم.

وعلى عتبات صرح التعليم في فلسطين الذي أبدع في الآونة الأخيرة بتتويج قامات عالية من المعلمين والمعلمات الذين أجادوا صعود سلم التميز في تطوير آلية تطبيق استراتيجيات وتقنيات حديثة عملت على توجيه البوصلة باتجاه الطالب بشكل يحقق نتاج خصب وفعّال.لكنَّ ثَمّةَ فجوةٍ بقيت بين الطالب ووطنه وما يجري حوله من أحداث في ظل احتلال يفتك بالعقول ويحاول طمس هويته ووطنيته... أخذت هذه الفجوة تتسع مع الزمن إلى أن وصل الطالب إلى مراحل دراسية متقدمة تصل إلى الجامعة وأكثر وهو يجهل تاريخ وطنه وحدود وطنه يتعدى الأمر ذلك إلى حدود قريته أو مدينته كما يجهل مناسباته الوطنية ومدن وقرى ومخيمات وطنه .... من هذا الواقع المرير ومن عنق الزجاجة قررت المعلمة راوية الراعي من مخيم الفوار جنوب الخليل والتي تعمل في مدرسة الشهيدة دلال المغربي الأساسية بإدارة أ.فاطمة السليمي في بلدة بيت عوا غرب مدينة دورا أن تسد هذه الثغرات وتصقل الطالب بطابع وطني منذ نعومة أظفاره

فهوالآن لديها  في الصف الثاني الأساسي يعرف اسم وطنه وعاصمته وحدوده وحدود قريته ويتلاعب بالأرقام مكونا عدداً دالاً على مناسبة وطنية ويركب الحروف مشيراً إلى رموزٍ وطنيةٍ هامة.

هنا بدأت الراعي بمبادرة الصف الوطني الفلسطيني الذي يحوي داخله الوطن بشكل مصغر.. إذا تجولت هو جدت في جعبته شيئاً من الوطن الجميل.

وهنا ربطت المعلمة المنهاج بالوطن فأدخلت الأرقام الحسابية بين حدود الوطن ومناسباته، وتوّجت حروف العربية برموز الوطن ومدنه ومقدساته، وعزّزت الطالب المجتهد بلوحات شرفٍ وطنية يُتَوّجُ عليها اسمه، ورسمت الراعي الوطن في قلوب الصغار حدوداً وحُبّاً وأعطت للطالب ريشته كي يلوّن مشاعره فيه، وعملت زوايا وطنية ،عملت لوحة شرف تحوي خريطة فلسطين حيث يتواجد الطلبة في بيت عوا مكان سكنهم وعليهم السير نحو القدس مرورا بدور اثم الخليل ثم بيت لحم ثم القدس حيث يعتمد خط سيرهم على مدى تميزهم في الإجابات وتفوقهم التعليمي وحال دخول طالب القدس حيث حصوله على النجوم والتكريم، وتم إنشاء زوايا تحوي تراثنا الفلسطيني مثل دمى ترتدي الثوب الفلسطيني والقمباز، وظّفت رموز الوطن (الكوفية –العلم) في مسابقات تعليمية، وصنعت صور المدن الفلسطينية مثل يافا –عكا –القدس حيث يدخلها الطالب في ظل نشاطات تعليمية معينة.فمثلا يدخل يافا ليقطف لنا البرتقال ضمن نشاط في مادة الرياضيات

ابنة المخيم ماضية في رسالتها ومبادرتها حتى الرمق الأخير في حياتها موجهة رسالة لزميلاتها وأولياء الأمور مفادها : اغرسوا في طلابكم وأبناءكم حب الوطن، أخبروهم أن النشيد الوطني ليس فقط نشيدا نردده كل يوم فيالطابور الصباحي في المدرسة؛ بل هو حب وانتماء، فسّروا لهم معاني النشيد الوطني حتى يعوا ويدركوا أهمية الوطن، أخبروهم أن يوم النكبة هو يوم حزين للوطن، وأن يوم الشهيد هو يوم تضحية وبذل الروح، افتحوا قنوات حوار مع أبنائكم عن الوطن، أخبروهم كيف كناّ وكيف أصبحنا وكيف بنُي هذا الوطن وما التضحيات التي قُدمت، أخبروهم أن هناك شهداء قدموا أرواحهم للوطن حتى نكون أنا وأنت بخير، علموهم من هجرنا وسلبمدننا وقرانا ،عرفوهم بأسماء المدن والقرى المهجرة ، ازرعوا في عقولهم أن حق العودة مقدس لا تنازل عنه.