مركز فلسطين: الإهمال الطبي سيف يذبح الأسرى بشكل بطيء

مركز فلسطين: الإهمال الطبي سيف يذبح الأسرى بشكل بطيء
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
اعتبر مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أن جريمة الإهمال بمثابة سيف مسلط على رقاب الاسرى لذبحهم بشكل بطيء بالسماح للأمراض تفتك في أجسادهم دون رحمة لينعدم الأمل فى شفائهم مع مرور السنين الامر الذي أدى لارتقاء العشرات من الاسرى داخل السجون وخارجها.

وأوضح مركز فلسطين بأن جريمة الإهمال الطبي التي يستخدمها الاحتلال سبب رئيس في استشهاد 80 اسيراً في السجون منذ عام1967، كان آخرهم الشهيد "خضر عدنان" الذي تعرض لعملية قتل متعمدة بتركه وحيداً في زنزانة انفرادية بسجن الرملة دون متابعة طبية رغم خطورة وضعه الصحي بعد مرور 86 يوماً على إضرابه المفتوح عن الطعام.

الباحث "رياض الأشقر" مدير المركز أوضح أن سلطات الاحتلال وادارة سجونها تستخدم الاهمال الطبي المتعمد كسلاح فتاك تحارب به الأسرى جسدياً ونفسياً وتضرب بعرض الحائط كل القوانين الإنسانية التي تجبر الدول المحتلة على تقديم رعاية طبية للأسرى بشكل دوري وفحص مبكر لاكتشاف الأمراض في بدايتها، وتقديم العلاج المناسب.

وأشار الأشقر الى أن الاحتلال أقر في الفترة الأخيرة العديد من السياسات والقرارات التي تنتقص من حقوق الاسرى المرضى وتعرضهم حياتهم للخطر منها قرار الكنيست بالقراءة التمهيدية في فبراير الماضي بحرمان الأسرى من العلاج والعمليات الجراحية وما يعدونه علاجات طبية غير أساسية، كذلك ما اقره وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير مؤخراً بتدفيع الأسرى ثمن علاج أسنانهم ومنعهم من التمتع بعلاجها مجانًا، ومنع أطباء من الخارج معاينة الاسرى المرضى ، ومنع عائلة الأسير المريض من الحصول على ملفه الطبي وغيرها من القرارات التي تدفع باتجاه موت الأسير وانعدام إمكانية شفائه او التخفيف من آلامه .

وبين "الأشقر" أن الاحتلال يهدف من سياسة الإهمال الطبي المتعمد والمبرمج زيادة وتفاقم معاناة الأسرى وقتلهم ببطء وانعدام الامل في شفائهم، أو تحويلهم لأجساد فارغة هشة مريضة و عالة على أسرهم وشعبهم بعد التحرر، بعد أن فشل الاحتلال من إفراغهم من محتواهم الوطني والثوري من خلال الاعتقال.

وعزا "الاشقر" وجود مئات الأسرى المرضى في سجون الاحتلال للأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى، والتي تفتقد للحد الأدنى من المقومات المعيشية والصحية السليمة، اضافة الى ظروف التحقيق القاسية بداية الاعتقال، ثم ما يتعرضون له من بعد ذلك من إهمال طبي متعمد، حيث يعانى الأسير من أعراض مرضية بسيطة بداية الامر، يمكن علاجها بسهولة، ولكن نتيجة المماطلة لفترة طويلة في الكشف الطبي، وإجراء التحاليل الطبية والتسويف في تقديم العلاج، تتفاقم الأعراض و يستفحل المرض ويتحول لمرض مزمنة و خطير يصعب علاجه.

وكشف الأشقر إصابة أكثر من (700) أسير بأمراض مختلفة، بينهم حوالى (140) اسير يعانون من أمراض مصنفة خطيرة كأمراض السرطان والقلب والفشل الكلوي والسكري والشلل النصفي، وهناك حالات عديدة مصابة بأمراض عصبية ونفسية وعدد من الجرحى والمصابين بالشلل والمبتورة أياديهم أو أقدامهم، وهؤلاء جميعاً لا يتلقون الرعاية الصحية المناسبة.

وتعتبر حالة الأسير وليد دقة من أصعب الحالات المرضية داخل السجون ويرفض الاحتلال إطلاق سراحه رغم انتهاء محكوميته البالغة 37 عاماً، إضافة للأسرى " عاصف الرفاعي وموسى صوفان وعلى الحروب وجميعهم مصابين بمرض السرطان.

وطالب "الأشقر" كافة المؤسسات الدولية الطبية بضرورة القيام بمسئولياتها وإرسال وفود طبية إلى سجون الاحتلال للاطلاع على سياسة الإعدام البطيء للأسرى المرضى، والوقوف على حقيقة ادعاءات الاحتلال بتقديم خدمات طبية كافية للأسرى.

 

التعليقات