صور وفيديو.. أستاذ علوم بيئية وبحرية يكشف تفاصيل زيارة الفقمة الراهب المتوسطية لسواحل القطاع

صور وفيديو.. أستاذ علوم بيئية وبحرية يكشف تفاصيل زيارة الفقمة الراهب المتوسطية لسواحل القطاع
الفقمة الراهب المتوسطية التي وصلت سواحل القطاع
رام الله - دنيا الوطن
كشف أستاذ العلوم البيئية والبحرية في الجامعة الإسلامية، بغزة، أ.د. عبد الفتاح نظمي عبد ربه اليوم الجمعة، القصة الكاملة الموجزة لزيارة الفقمة الراهب المتوسطية للسواحل البحرية والشواطئ في القطاع.

وقال عبد ربه في تصريحات خاصة لـ "دنيا الوطن" نسخة عنه، إن الفقمة الراهب المتوسطية (Mediterranean Monk Seal = Monachus monachus Hermann 1779) حلت خلال ثلاثة أيام تقريباً ضيفا في المياه الساحلية (Coastal Water) والشواطئ الرملية الصفراء (Yellow Sandy Beaches) في قطاع غزة.

وأضاف: أن ذلك جاء بعدما أشارت الإدارة العامة للثروة السمكية قبل أسبوع تقريبا بأن عينة من الفقمة الراهب المتوسطية مثبت عليها جهاز تتبع لها مرتبط بالأقمار الصناعية (Satellite Tracking Device) ستزور قطاع غزة قريبا. 

وتابع عبد ربه: تخضع هذه الفقمة لدراسة دولية تشارك فيها تركيا واليونان وإيطاليا لبحث بيئتها السلوكية (Behavioral Ecology) وحركتها وخط سيرها. 

وأشار إلى أن الفقمة تأخرت في وصولها بضعة أيام، ولكنها شوهدت لأول مرة من قبل مجموعة من صيادي الأسماك يوم الأربعاء الـ 31 آيار/مايو الماضي، في تمام الساعة 11 صباحا مقابل فندق المتحف في محافظة شمال غزة في المياه البحرية على بعد 70-80 مترا من الشاطئ. 

وأردف عبد ربه: أن الصيادين انتبهوا لها وأبعدوها في مياه البحر دون تصوير أو توثيق خوفا من أن تتعرض لأذى من قبل المصطافين على الشاطئ. 

وتابع أستاذ العلوم البيئية والبحرية في الجامعة الإسلامية، بغزة: مساء ذات اليوم الـ 31 آيار/مايو الماضي، تواصل صيادون من دير البلح وسط قطاع غزة وأكدوا بأنهم شاهدوا في ساعات متأخرة من مساء الأربعاء جسما ممدداً قرب الشاطئ اعتقدوا للوهلة الأولى بأنه قد يكون رجلا وما أن اقتربوا من ذلك الجسم حتى هربت الفقمة إلى مياه البحر بسرعة ولم يستطع أحد تصوير المشهد في الظلام ولسرعة هروب الفقمة. 

وأكد عبد ربه أنه في صبيحة اليوم الجمعة الثاني من حزيران/يونيو وفي تمام الساعة 6:20 صباحا، توجه الصياد / يوسف عاشور إلى مكان عمله على شاطئ البحر في رفح جنوب قطاع غزة، في مسافة تبعد حوالي 1000 مترا إلى الشمال من الحدود المصرية، وما أن اقترب من صخرة على الشاطئ حتى سمع أنفاسا قوية، فالتفت على إثرها فوجد الفقمة خلف الصخرة ممددة لتستريح ولتحمي نفسها. 

وقال: شعرت الفقمة بوجود الصياد يوسف وزميله فلاذت بالهرب مسرعة إلى مياه البح، ولحسن الحظ تم توثيق ذلك المشهد بفيديو قصير جدا وبصورة سريعة. 

وأكد الصياد يوسف عاشور، وفق تصريحات عبد ربه، أن الفقمة كانت صحتها جيدة جدا وسريعة الحركة على الشاطئ وفي الماء لدرجة أنه بالكاد التقط لها صورة ومقطع فيديو. 

وأوضح أستاذ العلوم البيئية والبحرية في الجامعة الإسلامية، بغزة، أن طول الفقمة يبلغ حوالي 2 مترا، وهي شقراء اللون يشوبه لون داكن في منطقة الظهر. 

وأكد أن الصياد لاحظ مكان زرع الجهاز المرتبط بالأقمار الصناعية على الجهة الظهرية خلف الرقبة في الفقمة مما يؤكد ربما أنها ذات العينة التي نوهت لوصولها الإدارة العامة للثروة السمكية قبل أسبوع تقريبا من خلال تواصلها المستمر مع الفريق البحثي الدولي ومركزه إيطاليا. 

وشدد عبد ربه أنه يبدو بأن الفقمة الراهب المتوسطية كانت ضيفا خفيفا لمدة ثلاثة أيام على الأقل في مياه وشواطئ قطاع غزة، وأنها ربما تكمل بعد ذلك إبحارها إلى السواحل المصرية. 

وتابع: تضيف زيارة الفقمة هذه الكثير لقطاع غزة الذي لم يُسجل فيه حدوث أو مرور هذا النوع النادر والمعرض للانقراض (Critically Endangered) عالميا من قبل. 

وأكد عبد ربه أن بضع مئات فقط من الفقمة الراهب المتوسطية تعيش في كهوف ساحلية (Coastal Caves) في سواحل تركيا واليونان وقبرص وإيطاليا وألبانيا وموريتانيا ودول أخرى.


 




التعليقات