إسرائيل وسيناريو الحرب الأهلية

إسرائيل وسيناريو الحرب الأهلية
د. علي الأعور
نتنياهو "الإصلاح القضائي لم يمت"

إسرائيل وسيناريو  الحرب الأهلية

بقلم: د. علي الأعور

بعد ستة ايام من تنصيب الحكومة الاسرائيلية الحالية السابعة و الثلاثتين  بزعامة نتنياهو ، تم عرض خطة الاصلاح القضائي  في الكنيست من خلال مهندسها المقرب جدا من نتنياهو " ياريف ليفين " و التي اعلن من خلالها ان اسرائيل بحاجة الى تغيير النظام القضائي بالكامل وخاصة تغيير قضاة محكمة العدل العليا واضاف بان الشعب اختار خطة الاصلاح القضائي من خلال انتخابات الكنيست الاخيرة بينما المعارضة ترى في خطة الاصلاح " انقلاب على الديموقراطية"

وامام رفض وزير الدفاع يؤاف جالانت خطة الاصلاح ومعه رئيس الشاباك السابق من الليكود " افي ديختر" وخروج نصف مليون متظاهر اسرائيلي" وفقا لتقديرات المعارضة" بينما يديعوت احرنوت ذكرت" ربع مليون متظاهر اسرائيلي خرجوا الى الشوارع  ضد اقالة جالانت وضد خطة الاصلاح ، مما اجبر نتنياهو على تجميد" تعليق"  خطة الاصلاح القضائي وعدم عرضها على الكنيست امام اعلان عدد من الجنود في سلاح الجو وعدد كبير من الضباط في الجيش الاسرائيلي رفضهم لخطة الاصلاح القضائي .

وهنا يبقى السؤال الكبير" ما هي تداعيات خطة الاصلاح القضائي على المجتمع الاسرائيلي ؟ وما هي تداعيات خطة الاصلاح القضائي التي يدعمها بن غفير وسموتريتش على المجتمع الفلسطيني و الاراضي الفلسطينية المحتلة؟

يوم امس الاول وللاسبوع الحادي و العشرين مازالت المظاهرات مستمرة في جميع انحاء اسرائيل ولم تنحج المفاوضات في بيت الرئيس " هرتسوغ " في ايجاد مخرج للازمة و بعد اسبوعين سوف يتم تعيين لجنة اختيار القضاة والتي سوف يسيطر على تعيين اعضائها الائتلاف الحكومي و في سؤال لنتنياهو " حول ما اذا كانت خطة الاصلاح القضائي قد ماتت في اسرائيل؟ اجاب لم تمت"

وبالتالي سوف يستمر الانقسام في اسرائيل و اسوأ انقسام سوف تشهده اسرائيل هو انقسام في المؤسسة الامنية التي قامت اسرائيل على اكتافها ممثلة في " جهاز الموساد وجهاز الشاباك و الجيش والوية في الجيش الاسرائيلي وخاصة سلاح الجو"

وفي تقديري اذا استمر نتنياهو- ليفين في خطة الاصلاح القضائي و عرضها على الكنيست للمصادقة سوف تشهد اسرائيل انقسام كبير على مستوى الجيش و الامن و انقسام على مستوى المجتمع بين العلمانيين من اليسار و اليمين على اعتبار ان هناك شريحة واسعة من الليكود وحزب جدعون ساعر وبيني غانتس وليبرمان من اليمين وجزء من المتدينيين  في مواجهة الصهيوينة الدينية و اليمين المتطرف .

وبالتالي هذا الانقسام وفقا لتصريحات المعارضة و تاكيدها بان خطة الاصلاح القضائي في اسرائيل لن تمر ، سوف تقود اسرائيل الى تفكك المجتمع و المؤسسة الامنية وربما تقود الى حرب اهلية و سفك الدماء في داخل المجتمع الاسرائيلي.

اما على الصعيد الفلسطيني سوف تكون تداعيات خطة الاصلاح القضائي اذا تمت المصادقة عليها سوف تمثل نكبة ثانية للشعب الفلسطيني وسوف يبرز " بن غفير على التوك توك ومعه سموتريتش في عرض مئات القوانيين لتشريعها في الكنيست الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضد الارض الفلسطينية و في مقدمتها ترحيل الفلسطينيين او القبول بالاحتلال و الاستيطان " اما قوانيين سموتريتش التي تنتظر الاراضي الفلسطينية المحتلة فهي " ضم مناطق "ج" بالكامل الى اسرائيل وينتهي حلم الدولة الفلسطينية بالاضافة الى تشريع اعدام الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ عمليات ضد اسرائيل ومنح الحرية الكاملة للمستوطنين بالعربدة ضد الفلسطينيين .

اعتقد ان خطة الاصلاح لم تموت ولكنها ايضا لن تمر لان الاب الروحي لاسرائيل " الولايات المتحدة الامريكية " سوف تمنع تمرير خطة الاصلاح للمصادقة عليها في الكنيست وسوف ترفض تحول اسرائيل من دولة ديموقراطية الى دولة ديكتاتورية كما انها ترفض ان تتبنى اسرائيل الثقافة الشرقية في نظام الحكم و السلوك و العلاقات الاجتماعية على اعتبار ان القيم والديموقراطية هي التي تحكم العلاقة مع اسرائيل ودعمها عسكريا وسياسيا وماليا خاصة بعد المصادقة على موازنة حكومة نتنياهو 130 مليار دولار  و الاموال قادمة من امريكا وبرنامج  التجسس بيغاسوس  الذي تحتاجه الانظمة العربية.

*استاذ الصراعات الاقليمية و الدولية في جامعة تل ابيب  


التعليقات