ندوة في "مدار" حول إنكار النكبة إسرائيلياً والشواهد عليها في التوثيقات العسكرية

رام الله - دنيا الوطن
نظم المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" في رام الله، أمس، ندوة تحت عنوان "النكبة في التوثيقات العسكرية وفي الوعي الإسرائيلي"، تحدث فيها المؤرخ جوني منصور، والباحث والناشط عمر اغباري، وأدارها الكاتب أكرم مسلّم.

وفي مشاركة تركّزت على "النكبة والطرد: توثيق النكبة بعدسات القوات الإسرائيلية" قدّم منصور مدخلاً نظرياً حول الصورة وموقعها من الصراعات وكيفية قراءتها كنص تاريخي متجدد وكيفية تفكيكها.

واستذكر منصور الثروة الفوتوغرافية الفلسطينية المسروقة منذ النكبة، كما تحدث عن كميات هائلة من الصور نقلت وقائع النكبة بعدسات مرتكبيها، ومن زاويتهم، لكنها أيضاً وثّقت من حيث لا تريد الكثير من الوقائع المريعة والسلوكيات القاسية.

واستعرض منصور مجموعة من الصور أرّخت لوقائع التعامل مع المدنيين العزل بعد انتهاء الاشتباكات العسكرية وتجميعهم في غيتوهات وترحيلهم عبر شاحنات معدّة سلفاً.

من جانبه قال الباحث والناشط عمر اغباري في مشاركة تحت "النكبة والعودة في مواجهة الإنكار الاستعماري" إن إسرائيل تعيش حالة هوس دائمة من النكبة تتمثل بجهود إنكار وجودها وطمس آثارها عبر التدمير والتهويد والعبرنة.

وفي تفنيد الإنكار، استعرض اغباري مجموعة وثائق مهمة منها منشور عسكري وزع على أهالي الطيرة واستخدم مفردة نكبة في تهديده لهم ومطالبتهم بالاستسلام، كما كشف عن وثيقة تم تزييفها تتعلق باغتصاب 4 نساء فلسطينيات، واستعرض أوامر عسكرية تطلب على نحو مباشر مهاجمة قرى عاد أهلها العزل إليها خلال النكبة وبعدها بقليل وقتل عدد من رجالها وتفجير بيوت وحرق أخرى لإرغام العائدين على الرحيل مجدداً.

واستعرض اغباري تجربته مع مؤسسة "ذاكرات" وما تقوم به من مواجهة للجمهور الإسرائيلي المُستعمِر باستخدام اللغة العبرية حول حقائق النكبة، إلى جانب التوثيق وإعادة بناء خارطة القرى والمدن الفلسطينية المدمرة، والمطالبة بالاعتراف وتحمل المسؤولية عن الترانسفير الممنهج، والبحث في كيفية تجسيد حق العودة، موضحاً أن شظايا النكبة رغم جهود الطمس موجودة في كل مكان، لكن قراءتها إسرائيليا تتطلب قراءة الحيز بطريقة جديدة.