جائزة الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية تمنح وسام المعلوماتية لرائد إنترنت أمريكي

رام الله - دنيا الوطن
أماطت جائزة الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية اللثام عن قرار مجلس أمنائها بمنح أعلى جائزة تقديرية (وسام المعلوماتية) في نسختها السادسة عشرة إلى الشخصية العالمية المتميزة في عالم الشبكة المعلوماتية وفضاءات الإنترنت الدكتور فينتون سيرف رائد الإنترنت ؛ لدوره الكبير في الإسهام بتطوير بروتوكول التحكم بنقل البيانات (بروتوكول الإنترنت)IP  / TCP الذي يعد أحد أسس البنية الفنية لشبكة الإنترنت، والذي تحقق من خلاله انعطاف رقمي تاريخي ينعم العالم بنتائجه اجتماعيا واقتصاديا وفي شتى المجالات الأخرى.

جاء ذلك في التصريح الصحفي الذي أفادت به الشيخة عايدة سالم العلي الصباح رئيس مجلس الأمناء وأضافت أن الدكتور سيرف فاز بهذا الوسام العالمي تقديراً لمسيرته الحافلة بالإنجازات التي أسهمت بخدمة البشرية في مجال الإنترنت ؛ فقد أدى دورا متميزا في تطوير السياسة العالمية وتطوير معايير الإنترنت وانتشارها، علاوة على اشتهاره عالميا بأنه رائد الإنترنت ؛ لما قام به من إسهام كبير في تطوير بروتوكول التحكم بنقل البيانات (بروتوكول الإنترنت)IP  / TCP الذي يعد أحد أسس إنشاء وتشغيل شبكة الإنترنت، وتصميم بنيتها الرقمية، وتحقق به انعطاف رقمي تاريخي ينعم العالم حاليا بنتائجه.

ويخبرنا تاريخ هذا المبدع أنه ولد في نيو هيفن بولاية كونيتيكت بالولايات المتحدة الأمريكية 23 يونيو 1943 وحقق عبر مسيرته العلمية كثيرا من الإنجازات، ومن أهمها: الإسهام في تطوير السياسة العالمية لتوحيد معايير الإنترنت وانتشارها من خلال عمله نائبا للرئيس وكبير مبشري الإنترنت لشركة جوجل منذ أكتوبر 2005، والمشاركة في تصميم بروتوكول TCP / IP وهيكل الإنترنت، ودوره الرئيسي في تطوير تقنيات الإنترنت ونقل البيانات المتعلقة بالحزم والأمان من خلال عمله من 1976 إلى 1982 مع وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية DARPA، وقيادة هندسة MCI Mail وهي أول خدمة بريد إلكتروني تجارية يتم توصيلها بالإنترنت بصفته نائب رئيس MCI Digital Information Services من 1982 إلى 1986.

ومما ساعده على تحقيق هذه الإنجازات نهوضه بكثير من المناصب والمسؤوليات المهمة، ومن أبرزها: مستشار للعديد من الوكالات الحكومية الأمريكية بما في ذلك مؤسسة العلوم الوطنية والإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء ووزارات الدفاع والطاقة والتجارة الأمريكية ، ورئيس جمعية ماركوني وعضو في المجلس الاستشاري العلمي لـ CosmosID ، ورئيس مؤسس لجمعية الإنترنت الدولية الآيزوك من 1992-1995 ، وعضو اللجنة الاستشارية الرئاسية الأمريكية لتكنولوجيا المعلومات PITAC)) من عام 1997 إلى عام 2001 وعمل في العديد من اللجان الوطنية والصناعية التي تركز على الأمن السيبراني ، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة ICANN) الآيكان من 2000-2007 ، ورئيس جمعية ماكينات الحوسبة ACM  من 2012-2014 ، والعمل في المجلس الوطني للعلوم لمدة ست سنوات بقرار من الرئيس أوباما ، والرئيس الفخري لمنتدى IPv6 المخصص لزيادة الوعي وتسريع إدخال بروتوكول الإنترنت الجديد، وعضو في مجلس إدارة سجل الأمريكتين لأرقام الإنترنت ARIN ، وشغل منصب رئيس مجلس الإدارة حتى عام 2016.

ونظرا لأعماله المتميزة ومكانته العالمية في مجال الإنترنت فقد حاز على كثير من الجوائز والتكريمات، ومن أهمها: الميدالية الوطنية الأمريكية للتكنولوجيا التي قدمها له ولزميله روبرت خان الرئيس كلينتون في ديسمبر 1997 ؛ وجائزة ACM Alan M. Turing في عام 2004 مع زميله روبرت خان؛ ووسام الحرية الرئاسي الذي قدمه له ولزميله روبرت خان في نوفمبر 2005 الرئيس جورج بوش. ويعد هذا الوسام أعلى وسام مدني تمنحه الولايات المتحدة لمواطنيها ، وجائزة اليابان المرموقة مع زميله خان في أبريل 2008 ، وجائزة الملكة إليزابيث في الهندسة مع خان وثلاثة آخرين عام 2013 ، وميدالية الشرف من IEEE ، والميدالية الفضية للاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية ، وميدالية IEEE Alexander Graham Bell ، وجائزة ACM للبرمجيات والأنظمة.

ويتشرف الدكتور سيرف بتسلم وسام المعلوماتية خلال الحفل السنوي الذي ستقيمه الجائزة برعاية كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد - حفظه الله ورعاه - في قصر بيان العامر.

ويعتبر "وسام المعلوماتية" واحداً من المحطات المهمة في تاريخ الجائزة ، وأحد أبرز معالم مسيرتها الممتدة منذ عام 2001؛ حيث سجلت من خلاله حضورها العالمي باعتبارها واحدة من أكبر الجهات العربية والعالمية غير الربحية التي تمنح جائزة تقديرية لصاحب أكبر الإنجازات، وأهم الأنشطة التقنية على مستوى العالم سواء كان شخصية عامة أو اعتبارية.

هذا، وقد نجحت شخصيات عامة واعتبارية مثلت مؤسسات وجمعيات تقنية عربية وعالمية في تدوين أسمائها في لوحة شرف الفائزين بوسام المعلوماتية على مدار الدورات الخمسة عشرة السابقة ؛ ففاز بهذا الوسام العالمي          6 شخصيات عامة واعتبارية عربية، فضلا عن 9 مؤسسات وشخصيات عالمية؛ حيث منح الوسام في الدورة السابعة إلى الأستاذ الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء في جمهورية مصر العربية آنذاك ، كما تم منحه في الدورة الثامنة إلى مكتبة الإسكندرية في جمهورية مصر العربية، وفي الدورة التاسعة منح إلى المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات)، أما في الدورة العاشرة فقد منح إلى مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية ، وفي الدورة الحادية عشرة منح الوسام إلى هيئة الإنترنت والأسماء والأرقام المخصصة (الآيكان)، وفي الدورة الثانية عشرة منح الوسام إلى مخترع نظام الملاحة الذي بني عليه النظام العالمي لتحديد المواقع GPS السيد روجر إيستون الأب، وفي الدورة الثالثة عشرة منح الوسام إلى جمعية الإنترنت العالمية، وفي الدورة الرابعة عشرة إلى مخترع الكاميرا الرقمية ستيفن ساسون الحاصل على براءة هذا العمل المتميز عام 1978؛ أما في الدورة الخامسة عشرة فقد منح هذا الوسام إلى السيد بيل جيتس اللاعب الرئيسي في مضمار المعلوماتية، ورائد الإبداعات التي أطلقت ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وانتشار الحاسوب في العالم.

وفي الدورة السادسة عشرة 2016 منح إلى أشهر معهد لإنتاج التقنيات المبتكرة في العالم معهد ماساتشوتس للتقنية MIT الذي يعد من أكبر معاهد التكنولوجيا في العالم. أما في الدورة السابعة عشرة 2017 فقد فازت به (دبي الذكية) تقديراً لريادتها في مواكبة التحولات التقنية العالمية، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تطوير الخدمات ودعم البنى التحتية واستدامة التنمية. وفي الدورة الثامنة عشرة (2018) فاز به الاتحاد الدولي للاتصالات تقديراً لمسيرته العريقة والحافلة بالإنجازات في عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. 

وفي الدورة التاسعة عشرة (2019) منح للعالم العربي الأستاذ الدكتور بلقاسم حبة تقديرا لمسيرته الحافلة بالاختراعات التي أسهمت في خدمة المجتمعات العالمية في مجال الإلكترونيات والتقنيات الدقيقة. وفي الدورة العشرين (2020) منح وسام المعلوماتية الفخري لشخصية عالمية استثنائية حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -طيب الله ثراه- عرفانا بريادته التقنية وإنجازاته الكبرى التي أسست للنهضة الرقمية في دولة الكويت الغالية. 

وفي الدورة الواحدة والعشرين (2021) حظيت به وزارة الحج والعمرة ؛ وذلك لعظم الخدمات الإلكترونية التي تقدمها لزوار الحرمين الشريفين من حجاج ومعتمرين.