القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية يتقاعس دوليًا عن المبادرات الخضراء – Metin Mitchell and Co. بحث جديد أنجزته شركة البحث التنفيذي

رام الله - دنيا الوطن
يُقال إن رجل دولة سعودي, منذ نصف قرن تقريبًا, قال عن المملكة, إنها " لحظة فارقة في تاريخ البلاد".  وهكذا, لا بد أن الأمر بدا في ذلك الوقت, كالسبعينيات عندما جلبت أسعار النفط المرتفعة ثروة تحويلية لأمته ولكن اليوم, فإن أولئك الذين حصلوا منا على امتياز أن يكونوا زوارًا منتظمين للمملكة العربية السعودية مندهشون من الوتيرة المذهلة للتغيير الاجتماعي والطموح الوطني والفخر. تبدو التحولات الجارية اليوم أكثر أهمية بكثير من أي شيء معروف حتى الآن. و بالنسبة للشباب السعودي أن هذه هي "لحظتهم الفارقة في تاريخ البلاد".  والزوار من شتّى بقاع العالم قادمون لزيارة واكتشاف جمال الأرض وحفاوة شعبها.  هذه أوقات مثيرة وهناك الكثير للاحتفال به.

ومع ذلك, لكي تحتل المملكة العربية السعودية مكانها بين الدول, في النضال الذي يربط البشرية جمعاء و هوا الكفاح من أجل بيئة مستدامة, فهناك الكثير مما يتعين القيام به, وبأسرع بكثير مما كان عليه الحال حتى الآن.  في عام ٢٠٢١, أطلقت قيادة البلاد "المبادرة الخضراء السعودية" الجريئة.  كانت الرؤية التي تم تحديدها واضحة وضوح الشمس: تقليل الانبعاثات , تخضير البلاد , حماية الأرض والبحر. غير أن تحقيق ذلك لا يحتاج إلى مشاركة الشباب فحسب, بل إلى قيام الشركات بلعب أدوارها أيضا.  في الوقت الحالي, تشير أبحاث شركة MM&Co إلى أن الشركات السعودية, مع بعض الاستثناءات الملحوظة (مثل شركة العليان السعودية القابضة وشركة العليان للتمويل) لا زالت متخلفة عن نظيراتها في الإمارات العربية المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة.

باستخدام مقياس بسيط, أي النسبة المئوية للشركات السعودية التي لديها مدير الاستدامة المناسب (CSO), مقارنة مع مجموعة من الدول النظيرة في العالم, يصبح حجم التحدي اليوم أكثر جلاء. إليك ما يُظهره بحث شركة Metin Mitchell & Company (MM&Co.):

النسبة المئوية للشركات السعودية التي لديها مدير الاستدامة َ[[1]1]

المملكة العربية السعودية مُدرجة

عائلة المملكة العربية السعودية

الامارات العربية المتحدة مُدرجة

عائلة الامارات العربية المتحدة

أوروبا (بما فيها المملكة المتحدة) مدرجة

الولايات المتحدة الأمريكية مُدرجة

33.33 %

15.79 %

44 %

37.5 %

92.5 %

100 %

في هذا المفترق, من المنطقي التفكيرفي الأسباب المنطقية لتعين  مدير الاستدامة المناسب في الشركات  لتسيير المبادرات البيئية والاجتماعية والحوكمية (ESG).  أول شيء يجب التأكيد عليه هو أن مدير الاستدامة ليس مجرّد موضة تتبعها الشركات هذا العام.  وليست مجرد وسيلة للتخفيف من وعي ضميرنا من أجل أطفالنا وأحفادنا. إنّه أمر حتمي.  في أفق الغاية النهائية يجب, في رأيي, طرد الرؤساء التنفيذيين الذين لا يرغبون في توظيف مدير الاستدامة, فهم بذلك يساهمون في تخيب أمل مساهميهم.  و بالفعل في الولايات المتحدة, رفع بعض المساهمين دعوى قضائية ضد الإدارة لفشلها في المبادرات البيئية والاجتماعية والحوكمية ESG.  من الواضح جدًا أن معظم الشركات التي تديرُ الاستدامة بشكل صحيح يمكن أن تتوقع زيادة في الأرباح.

يُظهر تقرير McKinsey & Co الممتاز: "خمس طرق تخلق بها ESG قيمة" بكتابة Witold Henisz و Tim Koller و Robin Nuttall (2019) أن استراتيجية ESG الصحيحة يمكن أن تعزز النتيجة النهائية بالطرق التالية:

النموالايجابي من خلال المستهلك وأولولية المجتمع مقابل المنافسين؛ تخفيض التكاليف - نفايات أقل؛ الدعم الحكومي; زيادة الإنتاجية من خلال زيادة مشاركة الموظفين - فالجيل Z يريد أن يفعل شيئًا ذا مغزى؛ وعوائد استثمارية أفضل.

ما قصده الدكتور ميتشل  بمدير الاستدامة المناسب 'CSO' هو المدير التنفيذي الذي يتمتع بالسمات التالية: التمكين, المصداقية, التأثير, مهارات التدريب,  و بشكل أكثر جذرية - خط الإبلاغ المباشر إلى الرئيس التنفيذي أو, بشكل شامل, إلى مجلس الإدارة على طريقة كبير المدققين الداخليين.

التمكين والإبلاغ:  لا طائل من وراء مدير الاستدامة الذي لا يمتلك سلطة العمل عبر الشركة وداخلها.  القدرة على إحداث التغييرأتية جزئيًا, من خلال التسلسل الهرمي لمدير الاستدامة - إما من خلال خط الإبلاغ المباشر إلى الرئيس التنفيذي أو إلى المجلس.  حق الوصول الى مراتب عليا والوصول إلى الرئيس التنفيذي و/أو المساهمين يجب أن تسمح لمديرالاستدامة بالعمل مع رؤساء الوظائف والأقسام لتوجيه استراتيجية المبادرات البيئية والاجتماعية والحوكمية للمؤسسات على مستوى الشركة.

المصداقية:  ليس بالضرورة أن يكون الفرد المعين متخصصًا في ESG - لكن عليه أن يدرك الموضوع وبشغف وأن يأتي من وظائف تعرف تدبير الأعمال حق المعرفة.  وبالتالي, فإن المديرين التنفيذيين للتمويل والتسويق والتشغيل, الذين لديهم سجل حافل بالنجاح, يمكنهم أن يكونوا مديري استدامة جيدين.

التأثير والتدريب:  لا ينبغي أن يكون عمل ESG كوظيفة شرطة المراقبة ولكن وظيفة تمكينية لمساعدة الشركة ومديريها التنفيذيين على تحقيق أهدافها البيئية.  مهارات المدرب والمؤثر الحقيقي مطلوبة لرعاية الأداء والتشجيع على تغيير الروح والسلوك بدلاً من ضمان الامتثال الصارم لإجراءات كتاب القواعد الجافة التي تجعل الجميع يعاني دون جدوى, لتبث في النهاية أنها تأتي بنتائج عكسية.

إليك ما يمكن أن يقوم به مدير الاستدامة من أجلك:  تصميم وتنفيذ مبادرات الاستدامة؛ قيادة فريق الاستدامة؛ إدارة ميزانية الاستدامة؛ البقاء على اطلاع دائم على مبادرات الحوكمة وخططها ولوائحها؛ تدريب وتعليم الزملاء بشأن تحقيق نتائج إيجابية للبيئة وللمنظمة؛ وتتبع الأثر البيئي وزيادة الربحية من خلال مبادرات ESG.

و لكن, لا يمكن لمدير الاستدامة القيام بذلك بمفرده, فعلى المنظومة بأكملها المشاركة والقيام بدورها, فيحتاج كل موظف إلى المساهمة في الانضباط المرتبط بالاستدامة. وكما يُقال, "لا وجود لكوكب بديل عن الأرض".

تمتلك المملكة القيادة والموارد والطموح لتكون نموذجًا إقليميًا يحتذى به في الكفاح الوجودي من أجل الاستدامة - غير أنّ مجتمع الأعمال بحاجة إلى التحرك بشكل أسرع.   يعد تعيين مدير فعال للاستدامة الخطوة الأولى في هذه المرحلة الدّقيقة من المهمة.