هل تمكن الذكاء الاصطناعي من فهم لغة الحيوانات؟

هل تمكن الذكاء الاصطناعي من فهم لغة الحيوانات؟
تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن
يرى فريق من العلماء، أنّه بدلًا من محاولة معرفة ما إذا كانت الحيوانات تستطيع التخاطب بلغة البشر، فإنّه من الأجدى فهم طريقة تواصل هذه الكائنات مع بعضها البعض

وقالت الباحثة في جامعة بريتيش كولومبيا، كارين بيكر، "إنّه منذ منتصف القرن العشرين، جرت محاولات عدّة لتعليم لغة البشر إلى فصائل غير بشريّة، مثل الرئيسيّات، كالغوريلا كوكو، وكانت الفكرة آنذاك هي محاولة تقييم أنماط الذكاء غير البشري، عن طريق تعليم الحيوانات كيفية التحدث مثل البشر." وفق( عرب ٤٨).

وترى بيكر المتخصّصة في علم الصوتيّات الحيويّة الرقميّة، أنّه من الأفضل التفكير بشأن قدرة هذه المخلوقات على الانخراط في أساليب تواصل مركّبة خاصّة بها، وتقول "نحن لا يمكننا ان نتوقّع من نحل العسل أن يتحدّث بلغة البشر، على سبيل المثال، بحسب التقرير.

ويرى فريق من العلماء، أنّه بدلًا من محاولة معرفة ما إذا كانت الحيوانات تستطيع التخاطب بلغة البشر، فإنّه من الأجدى فهم طريقة تواصل هذه الكائنات مع بعضها البعض.

ويستخدم العلماء في الوقت الحاضر، الذكاء الاصطناعي للتواصل مع الحيوانات وفكّ شيفرة التخاطب بينها.

وهذا الطرح العلميّ، لا يتعلّق بقدرة الحيوانات على التحدّث مثل البشر، بقدر فهم طريقة تناقل الحيوانات لمعلومات مركّبة بين بعضها البعض.

ويعتمد على استخدام مسجّلات رقميّة صغيرة تشبه المايكروفونات، لكنّها خفيفة الوزن. ويقوم العلماء بتركيبها في مختلف الأماكن البريّة، ويمكن كذلك تثبيتها على أصداف السلاحف أو ظهور الحيتان، بهدف تسجيل الأصوات التي تطلقها هذه الحيوانات، في أماكن يتعذّر الوصول إليها من قبل علماء.

وبعد أن أصبح لدى الباحثين قواعد بيانات هائلة من الأصوات، فإنّه من الممكن للعلماء استخدام معادلات خوارزميّة لتحليل هذه الأصوات وترجمتها، على غرار بعض تطبيقات الترجمة المعمول بها حاليًّا، مثل "غوغل ترانسليت"، وذلك في محاولة منهم لاكتشاف أنماط الحوار غير البشريّة.

وتطرّقت بيكر في كتابها "أصوات الحياة: كيف تقرّبنا التكنولوجيا الرقميّة من عالم الحيوانات والنباتات"، إلى فصيلة خفافيش الفاكهة المصريّة، حيث عكفت مع فريقها البحثيّ على مراقبة جماعة تزيد عن عشرين من هذه الثديّات الطائرة على مدار شهرين ونصف، حيث قامت بتسجيل نحو 15 ألف مقطع صوتيّ، وأخضعتها للتحليل عن طريق معدّلات الذكاء الاصطناعي مع ربط بعض هذه الأصوات بمقاطع فيديو مسجّلة، مثل معركة بين اثنين من الخفافيش على الغذاء.

اقرأ/ي أيضًا | جوجل والذكاء الاصطناعي... من الحرائق والفيضانات إلى الموسيقى

واستطاع الفريق البحثيّ، تصنيف غالبيّة الأصوات التي تطلقها الخفافيش، حيث توصّلوا إلى أنّ هذه الخفافيش تستخدم لغة أكثر تعقيدًا ممّا كان يعتقد من قبل، فالخفافيش تتجادل بشأن الغذاء، كما تميّز بين الأجناس في أثناء التخاطب، ولها أسماء خاصّة بها، وتطلق صيحات للتنادي فيما بينها، بحسب التقرير المنشور.

وقالت بيكر، إنّ الخفافيش الأمّهات تتحدّث إلى صغارها بنبرة "أموميّة"، مؤكدة على أنّ الخفافيش تنخرط في عمليّات التعليم الصوتيّ. وأضافت بيكر، أنّ أحد أعضاء فريقها البحثيّ، نجح في ابتكار "نحلة روبوتيّة"، وقام بتغذيتها بكافّة شفرات التواصل التي تمّ استخلاصها من لغة النحل، وبعد اختبار عدد من النماذج الأوليّة، تمّ تصنيع نحلة يمكنها الدخول إلى خليّة النحل، وتوجيه أوامر يستجيب لها أفراد الخليّة.

التعليقات