مختصون يوصون بنشر الوعي المعلوماتي لمحاربة الشائعات عبر الإعلام الرقمي

رام الله - دنيا الوطن
اتفق مختصون وأكاديميون على أهمية تضافر الجهود الرسمية والشعبية في محاربة الشائعات التي تنتشر عبر وسائل الإعلام الرقمي، مشددين على ضرورة وضع برامج توعوية تستهدف كل شرائح المجتمع في الوطن العربي.

وأوصى المختصون، الجهات المسئولة والرسمية في العالم العربي، بأهمية الافصاح عن المعلومات التي تهتم بالشأن العام، وإقرار الحق في الحصول على المعلومات، والأخذ على عاتقها تنفيذ القرارات والقوانين التي تنص على مكافحة الشائعات.

جاء ذلك خلال ندوة علمية نفذت عبر تطبيق جوجل ميت، مساء أمس، حول الشائعات والبحث المتقدم للمعلومات عبر وسائل الاعلام الرقمي، نفذتها كلية الإعلام، وطلاب ماجستير الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة الأقصى ضمن فعاليات مساق الاعلام الرقمي.

وشارك في الندوة عددا من الأكاديميين والمختصين والمهتمين في الإعلام الرقمي، من مختلف الدول العربية، بالإضافة إلى طلبة ماجستير الإعلام بجامعة الأقصى، وأدارها الاستاذ الدكتور ماجد تربان، أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال، ورئيس لجنة الدراسات العليا فيها، الذي افتتح الندوة ورحّب وأشاد بالحضور والمشاركين فيها.

وتحدثت د. بتول السيد مصطفى أستاذة الإعلام الرقمي في جامعة الجنان في بيروت، عن تعريف الشائعات وارتباطها بالإعلام الرقمي، والفرق بينها وبين الإشاعات، والتأثيرات التي تحدثها الشائعات على الجمهور، موضحة أن هذه التأثيرات لها ثلاث أنواع وهي المعرفية والوجدانية والسلوكية.

واستعرضت مصطفى أنواع وأهداف وخصائص الشائعات ومراحل انتشارها، والعوامل المحفزة لانتشارها عبر الإعلام الرقمي، المتمثلة في التفاعلية وسرعة التداول والتطور المستمر، ولفتت إلى أن أهم أسباب نتشار الشائعات يقع في ضعف ثقة الجمهور في وسائل الإعلام الرسمية.

وأكدت على أن الوعي المعلومات هو السبيل الأمثل للقضاء على الوباء المعلوماتي، والمتمثل في الشائعات والأخبار الكاذبة، مطالبة بالتركيز على محاربة الشائعات وطرق مكافحتها من خلال تكذيبها أو تجاهلها، أو التقليل من شأنها قدر الإمكان.

بدوره، اعتبر د. عبد الكريم الدبيسي أستاذ الإعلام في جامعة الشرق الأوسط في الأردن، أن الإعلام الرقمي سببٌ أساسي لانتشار الشائعات، وهذا الأمر بات مشكلة دولية بسبب انتشار برامج الذكاء الاصطناعي، معتقدا أن القضاء عليها يكون بظهور تكنولوجيا جديدة تساعد في القضاء على الشائعات.

أما د. إيمان رزق الاستاذة بالجامعة اللبنانية فشددت على أن برامج التوعية من خلال المدارس والأهالي، هي الرادع الأهم في مكافحة الشائعات على المستوى البعيد، وقالت في مداخلتها أن المسئولية تقع على المسئولين والمختصين في برامج التعليم والتدريس والإعلام في وضع برامج توعوية بخطورة الاشاعات على المجتمعات.

من جانب آخر، وفي مداخلة د. غسان حرب عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى، التي تلخصت حول الحل الأمثل لمحاربة الشائعات، من خلال إقرار الحق في الحصول على المعلومات المتعلقة بالشأن العام، وأن غياب الرؤية الرسمية هو السبب الرئيسي في انتشارها.

وبين حرب أن هناك علاقة طردية بين الشائعات وانتشارها وقت الأزمات، مشيرا إلى أن الجمهور العربي بحاجة للمعلومات التي تتكوّن حول قضية معينة، وعند غياب هذه المعلومات تطفو الشائعات عبر وسائل الإعلام الرقمي بشكل خاص.

 ودعا الجهات المسئولة والحكومات في العالم العربي إلى ضرورة الإفصاح عن المعلومات والحقائق حول القضايا والأخبار العامة، منعاً للغموض الذي قد يوصل لنشر شائعات وأخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة.

في ختام اللقاء تم فتح باب النقاش والمداخلات من الحضور، وتنوعت الأسئلة حول أهمية محاربة الشائعات والحد من انتشارها، عبر وسائل الاعلام الرقمي، وأوصى المشاركون بنشر الوعي المعلوماتي عبر الإعلام الرقمي، لأهميته وسرعة تفاعله وانتشاره وقت الأزمات ومساهمته في مكافحة الشائعات.