ما هو حكم مس الحائض المصحف؟

تابعنا أيضا عبر فيسبوك facebook.com/alwatanvoice

وأضاف: ذهب الحنفية والشافعية والحنابلة إلى تحريم قراءة الحائض والنفساء للقرآن الكريم [المبسوط للكاساني 3/152، المجموع شرح المهذب 2/356، المغني لابن قدامة 1/106]، وذهب الإمام مالك، وأحمد في رواية، وبعض الصحابة والتابعين وابن تيمية إلى جواز ذلك [عيون الأدلة في مسائل الخلاف لابن القصار 1/314، المغني لابن قدامة 1/197]، واستدلوا بما ورد عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «فَافْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي» [صحيح البخاري، كتاب الحيض، باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت]، وقال ابن تيمية: "ومعلوم أن النساء كن يحضن على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولم يكن ينهاهن عن قراءة القرآن، كما لم يكن ينهاهن عن الذكر والدعاء، بل أمر الحيّض أن يخرجن يوم العيد، فيكبرن بتكبير المسلمين" [مجموع الفتاوى: 21/460].

وتابع: بالنسبة إلى مس الحائض للمصحف، فقد ذهب الجمهور في المذاهب الأربعة إلى تحريم مس المصحف لمن به حدث أصغر أو أكبر (الجنب، أو الحائض، أو النفساء) [المبسوط للسرخسي 3/195، عيون الأدلة في مسائل الخلاف لابن القصار 1/ 314، المجموع شرح المهذب للنووي 2/358، المغني لابن قدامة 1/186]، لقول الله تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: 79]، وذهب بعض العلماء إلى جواز ذلك، وروي هذا القول عن الحكم بن عتيبة، وحماد بن سليمان، واستدلوا بأن المقصود بـ(الْمُطَهَّرُونَ) في الآية هم الملائكة [الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف 2/103، حاشية البجيرمي 1/358]، وبقوله، صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ المُؤْمِنَ لاَ يَنْجُسُ» [صحيح البخاري، كتاب الغسل، باب الجنب يخرج ويمشي في السوق وغيره].

ورجح مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين في قراره رقم: 2/109 بتاريخ 19/9/2013م: جواز قراءة الحائض والنفساء للقرآن من غير مس للمصحف، صيانة لكلام الله تعالى.

 وعليه؛ فلا يجوز لك مس المصحف أثناء الحيض، والله تعالى أعلم.