ضربة جديدة للاقتصاد.. ما تداعيات انهيار ثلاثة بنوك أميركية أساسية؟

ضربة جديدة للاقتصاد.. ما تداعيات انهيار ثلاثة بنوك أميركية أساسية؟
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
انهارت ثلاثة بنوك أمريكية، في أقل من أسبوع، بأصول تبلغ قيمتها 333 مليار دولار، في أزمة هي الأكثر حدة منذ 15 عاماً، فيما لا تزال الولايات المتحدة تكافح لتجنب تأثير انهيار بنك (سيليكون فالي) على بقية النظام المصرفي الأمريكي.

وأدت توابع انهيار بنك وادي السيلكون (سيليكون فالي SVB) إلى استمرار خسائر أسهم البنوك العالمية.

وﺑﻌﺪ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ إﻏﻼق (ﺳﻴﻠﻴﻜﻮن ﻓﺎﻟﻲ) ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺴﺤﺐ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻋﻤﻼؤه ﻷﻣﻮاﻟﻬﻢ، ﺗﺤﺮﻛﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، اﻷﺣﺪ الماضي، ﻹﻏﻼق ﺑﻨﻚ (ﺳﻴﻐﻨﺘﺸﺮ) اﻟﺬي ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﻣﻘﺮا ﻟﻪ.

ويأتي قرار الإغلاق ﻓﻲ ﺧﻄﻮة ﻟﺘﻔﺎدي ما حدث مع (ﺳﻴﻠﻴﻜﻮن ﻓﺎﻟﻲ)، ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮض "ﺳﻴﻐﻨﺘﺸﺮ" ﻟﻠﻀﻐﻮط ﺧﻼل اﻷﻳﺎم اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ إﻓﻼس ﺑﻨﻚ "ﺳﻴﻠﻔﺮﻏﻴﺖ" ﻟﻠﻌﻤﻼت اﻟﻤﺸﻔﺮة ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ أذار/ ﻣﺎرس وإﻋﻼﻧﻪ اﻟﺘﺼﻔﻴﺔ اﻟﻄﻮﻋﻴﺔ.

وأصدرت وزارة الخزانة الأمريكية والاحتياطي الفيدرالي والمؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC) بياناً مشتركاً يحدد إجراءات حماية المودعين في (سيغنتشر بنك) و(سيليكون فالي).

بدوره، ﺗﻌﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺟﻮ ﺑﺎﻳﺪن بمحاسبة اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻋﻦ إﻓﻼس (ﺳﻴﻠﻴﻜﻮن ﻓﺎﻟﻲ) و(ﺳﻴﻐﻨﺘﺸﺮ ﺑﻨﻚ)، ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﺑﺄن وداﺋﻌﻬﻢ ﺑﺄﻣﺎن.

ما أهمية البنوك المنهارة؟

ويعد بنك (سيليكون فالي) أكبر مقرض للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة، وفي نهاية العام الماضي احتل البنك المركز السادس عشر في ترتيب البنوك من حيث قيمة الأصول في الولايات المتحدة بأصول بلغت 212 مليار دولار.

وقدرت قاعدة ودائع البنك بـ 324 مليار دولار، وفي الثامن من آذار/ مارس الجاري زاد عملاء البنك من عمليات السحب للودائع بشكل حاد وفي ظل ذلك اتخذ البنك إجراءات طارئة وأعلن عن إصدار إضافي للأسهم "لتقوية الميزانية العمومية" لكن الخطوة جاءت بنتائج عكسية، إذ انهار سهم البنك بأكثر من 60%، وفي اليوم التالي أعلن المنظم المصرفي في كاليفورنيا إفلاس البنك ووضعه تحت الإدارة الخارجية.

وترتبط مشاكل (سيليكون فالي) أيضاً بالخسائر الناجمة عن انخفاض قيمة محفظة الأوراق المالية (استثمار البنك أموالا في سندات انخفضت قيمتها مع ارتفاع أسعار الفائدة).

كما ينشط (سيغنتشر بنك) في نفس المجال الذي عمل فيه (سيليكون فالي)، حيث استثمر في الأصول الرقمية أيضاً، وبلغت أصول البنك في نهاية العام الماضي نحو 110.36 مليار دولار، وبلغ حجم الودائع المستقطبة 88.59 مليار دولار.

وبحسب وكالة (بلومبرغ)، فقد واجه البنك أيضاً صعوبات بسبب سحب عملاء لودائعهم، لكن وضعه كان مستقراً حتى موعد الإفلاس.

فيما قدرت أصول بنك (سيلفرجيت) بـ11 مليار دولار، وينشط البنك في العمل مع بورصات العملات الرقمية ومشاريعها، وفي نهاية عام 2022 كان لدى البنك حوالي ألف عميل من ينشطون في قطاع العملات الرقمية.

كما أصدر البنك قروضاً مضمونة بأصول رقمية وأثار انهيار (سيلفرجيت) تساؤلات من وزارة العدل الأمريكية حول مدى علاقة ما يحدث بإفلاس بورصة العملات المشفرة (FTX).

التعليقات