سوريا: لجنة الإنقاذ الدولية تحذر من أنه هناك حاجة للمزيد من المساعدات لتجنب الكوارث

رام الله - دنيا الوطن
بعد أسبوع من وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، تحذر لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) من حدوث المزيد من المأساة لأولئك الذين نجوا إذا لم يتمكنوا من الوصول إلى المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة بسرعة. بينما اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمناقشة الوضع قبل يومين، تستمر لجنة الإنقاذ الدولية بالدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتوسيع وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في شمال غرب سوريا عبر جميع الطرق الممكنة.

منذ وقوع الزلزال قبل أسبوع واحد، قامت لجنة الإنقاذ الدولية بحشد الدعم لموظفينا وشركائنا والمجتمعات التي نعمل فيها. كان شمال غرب سوريا، أحد أكثر المناطق تضررًا من الزلزال، موطنًا لما يقرب من ٣ ملايين نازح. نزح العديد من المتضررين من الزلزال أكثر من ١٢ مرة خلال الصراع الذي دام ١٢ عامًا. والآن هناك تقارير تفيد بأن عشرات الآلاف قد نزحوا حديثًا في الأسبوع الماضي أثناء بحثهم عن الأمان والمأوى. الناجون في حاجة ماسة للرعاية الصحية والمأوى والمواد غير الغذائية، بما في ذلك الملابس الدافئة، إضافة إلى الأغذية التي توزع في حالات الطوارئ ومياه شرب نظيفة.

لا يمكن الوصول إليهم بالحجم المطلوب إلا من خلال المساعدة المقدمة عبر الحدود السورية التركية. في الأيام القليلة الماضية، قامت أكثر من ٥٠ قافلة تابعة للأمم المتحدة بجلب المساعدات التي تشتد الحاجة إليها عبر معبر باب الهوى الحدودي. هناك خطر حقيقي للغاية يتمثل في عدم تمكن وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها بالنطاق والوتيرة المطلوبة. ولذلك يجب استخدام جميع السبل الممكنة للوصول إلى المتضررين من الزلزال.

وفي هذا الصّدد صرح ديفيد ميليباند، الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية:

"الوضع على أرض الواقع في شمال غرب سوريا هو عبارة عن أزمة في داخل أزمة أخرى. كانت الاحتياجات بالفعل عند مستويات قياسية قبل الزلزال، مدفوعة بالصراع المستمر وتفشي الكوليرا والنزوح الجماعي ودرجات الحرارة القارسة. إن لم نرى زيادة في المساعدات بشكل عاجل، سنشهد كارثة ثانوية ستؤدي إلى تفاقم تأثير أسوأ زلزال في المنطقة منذ عقود. لقد أدى الزلزال بشكل مأساوي إلى مقتل ما يزيد عن ٣٥,٠٠٠ شخص. والأن مئات الآلاف في خطر من اعتلال الصحة والمرض ونقص الغذاء وغير ذلك من أشكال الدعم الحرج."

“نحن قلقون بشأن المستويات المنخفضة للغاية من الإمدادات الطبية، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالمستشفيات ومرافق الرعاية الصحية. كما يحتاج الناجون بشكل عاجل إلى مياه نظيفة، وسقف فوق رؤوسهم، ولوازم تدفئة للتعامل مع درجات الحرارة المتجمدة. نحتاج لدخول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى سوريا على نطاق واسع وبسرعة لتلبية الاحتياجات التي نشهدها على الأرض. وهذا يعني بأنه على المجتمع الدولي أن يكثف دعمه بشكل عاجل ويضمن وصول المساعدات إلى المنظمات غير الحكومية في الخطوط الأمامية."

لقد تُرك السوريون في الشمال الغربي لفترة طويلة جدًا، ولم تكن المساعدة التي تصلهم كافية بالفعل للتخفيف من الخسائر التي تسببت فيها الحرب على مدى عقد من الزمان. كما أوضح الأمين العام للأمم المتحدة، فإن عمليات تسليم المساعدات من داخل سوريا ليست بديلاً عن النطاق الهائل لعمليات تسليم المساعدات عبر الحدود، فإن لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة دورًا حاسمًا في توسيع وصول المساعدات عبر الحدود، ينبغي توفير المساعدة بشكل آمن يمكن التنبؤ به ويكون غير قابل للتفاوض".

التعليقات