لجنة الإنقاذ الدولية تحذر من تفاقم أزمة الصحة العامة في شمال سوريا

رام الله - دنيا الوطن
في الوقت الذي أصبح فيه التأثير المدمر لزلزال يوم الاثنين أكثر وضوحًا في جميع أنحاء تركيا وسوريا، تحذر لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) من انهيار الصحة العامة في شمال غرب سوريا.

إن الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمرافق الصحية والبنية التحتية الحيوية مثل الطرق والجسور التي تعاني في الأصل من الإرهاق، تعني أن النظام الصحي الذي تعرض للدمار بالفعل بعد ١٢ عامًا من الصراع أصبح الآن يتراجع بسبب ازدياد الاحتياجات.

وفقًا للسلطات المحلية، تم الإبلاغ عن أكثر من ٢,٠٠٠ حالة وفاة و ٥,٠٠٠ إصابة في شمال غرب البلاد في أعقاب الزلزال. مع توقع ارتفاع عدد المصابين، هناك مخاوف من أن النظام الصحي في المنطقة لن يتكيف ببساطة. حتى قبل وقوع الزلزال، كانت ثلث المستشفيات وما يقرب من نصف مراكز الرعاية الصحية الأولية داخل سوريا لا تعمل.

لا يزال من غير الواضح عدد المرافق الصحية التي تضررت في الكارثة وإلى أي مدى. ولكن مع ورود تقارير عن تدمير أكثر من ٢,٠٠٠ مبنى في شمال غرب سوريا بالكامل وإلحاق أضرار جسيمة بالعديد منها، فإن التأثير المحتمل على النظام الصحي في البلاد حقيقيًا وخطيرًا.

أفادت مجموعة الصحة بأن المرافق تنفد الآن من الإمدادات الطبية الحيوية مثل الأمصال وضمادات الشاش ومسكنات الألم والجبس الطبي وأكياس الدم، مع الاحتياجات العاجلة الأخرى بما في ذلك الوقود للمولدات وأكياس الدفن. وسجل ما لا يقل عن ٢٠ مستشفى طلبًا لوحدات الدم بعد الكارثة، بينما ورد أن مستشفيين على الأقل هما خارج الخدمة في محافظة إدلب، وهي المنطقة التي يُعتقد أن ما يقرب من ٣ ملايين شخص تأثروا بشكل مباشر بالزلزال.

وفي هذا الصّدد يقول منسّق شؤون الصحة لدى لجنة الإنقاذ الدّولية في سوريا، الدكتور جاسم:

"لقد كان الوضع وخيمًا. كان نظام الرعاية الصحية يعاني في الأصل تحت وطأة أكثر من اثني عشر عامًا من الأعمال العدائية وأزمات الصحة العامة المتعددة مثل فيروس كورونا (كوفيد-١٩) وفي الآونة الأخيرة تفشي الكوليرا. أثر النزاع الذي دام أكثر من عقد من الزمان بشدة على توافر القوى العاملة الصحية المؤهلة والإمدادات الطبية والخدمات داخل سوريا. غالبًا ما تكون الخدمات الموجودة غير قادرة على التعامل مع حجم ونوع الإصابات التي نراها الآن. كثير من الناس لا يملكون حتى الوسائل للوصول إلى مراكز الرعاية الصحية لتلقي العلاج بسبب الأضرار التي لحقت بالطرق والمباني. سيزداد عدد المرضى سوءًا لأن أولئك الذين نجوا من هذه الكارثة يُتركون في درجات حرارة شديدة البرودة جراء تدمير منازلهم. ما لم نحصل على المزيد من التمويل والإمدادات والوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية بشكل عاجل، فقد تكون النتائج كارثية."

تطلق لجنة الإنقاذ الدولية استجابة طارئة سواء ليتم تنفيذها بشكل مباشر، إضافة مع شركائنا لدعم خدمات الرعاية الصحية الأساسية، بما في ذلك المستشفيات المتضررة من الزلزال. سنساعد في إعادة تأهيل مرافق الرعاية الصحية المتأثرة وسنعمل على ضمان تأمين الإمدادات الطبية الضرورية خلال هذا الوقت الحرج.

التعليقات