رام الله: طالع البيان الختامي لمؤتمر "فلسطين إلى أين"

رام الله - دنيا الوطن
اختتمت أعمال مؤتمر "فلسطين 2023، إلى أين؟" الذي نظمه (معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي)، بمشاركة مجموعة من القيادات السياسية الفلسطينية، ودبلوماسيين وأكاديميين وخبراء وباحثين، فلسطينيين وعرب.

وناقش على مدى ثلاثة ايام ثلاثة محاور، وهي: التحولات والتغيرات الجيواستراتيجية في البيئة الخارجية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية، والمحور الثاني الغايات الوطنية والتوجهات والأولويات الإستراتيجية، والمحور الأخير واقع ومؤشرات الوضع الفلسطيني الداخلي واستراتيجيات المواجهة.

خرج المؤتمر عبر جلساته بمجموعة من التوصيات:

 

على الصعيد الفلسطيني الداخلي

-       ضرورة بناء إستراتيجية وطنية موحدة، لمواجهة التحديات وإدارة الصراع مع الاحتلال، وتوسيع المقاومة الشعبية في كل مجالاتها، وعلى أهمية تحقيق المصالحة، بعد ان فشلت كل المحاولات السابقة في تحقيق الوحدة الوطنية.

-       عدم التفريط بالمنجزات الفلسطينية وضرورة المراكمة عليها، وإعادة ضبط العلاقة بين السلطة الفلسطينية وبين منظمة التحرير الفلسطينية من خلال إعادة الاعتبار للمنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

-       ضرورة العمل على تعزيز الصمود الوطني وتصليب الجبهة الداخلية عبر إيلاء الاهتمام بتعزيز ثقة المواطن بمؤسساته الوطنية وتعزيز الحوار المجتمعي وخلق آليات تشاركية وديمقراطية توافقية.

-       تعزيز صمود أهالي القدس، امام محاولات التهجير والتهويد، يجب ان تكون أولوية وفق خطة استراتيجية فلسطينية شاملة.

-       وفي المجال الاقتصادي: ضرورة تحديد السمات الجغرافية-الديمغرافية والقانونية والمؤسسية لاقتصاد وطني، وفق استراتيجيات التكيف والصمود، والانفكاك التدريجي عن اقتصاد دولة الاحتلال. مع عدم التعاطي مع الضغوط لمقايضة الحقوق الوطنية الفلسطينية، مقابل "مكاسب" اقتصادية يتم تقديمها للشعب الفلسطيني.

-       الحاجة الى قانون فلسطيني خاص بالشباب، يتواءم مع القوانين الدولية ذات العلاقة بالشباب، ويتوافق مع الخصوصية الفلسطينية.

-       عدم الانجرار خلف الأصوات المطالبة بحل السلطة، مع ضرورة البناء على الإنجازات التي تحققت بمختلف الاصعدة، لتكون أساسًا ترتقي بموجبه السلطة الفلسطينية الى دولة.

-      إبراز الخطاب الديني المعتدل، لمواجهة التطرف الفكري، وتوظيف هذا الخطاب في صياغة وعي الاجيال كبديل للخطاب التكفيري المتطرف، والذي يهدد السلم الاهلي واستقرار المجتمعات التي يتغلغل بها.

 

 على صعيد الجاليات الفلسطينية والعربية

بضرورة العمل من أجل تعزيز دور نشاط وفاعلية الجاليات الفلسطينية في كافة أماكن تواجدها، واستثمار علاقات الجاليات العربية والإسلامية داخل المجتمعات المحلية باماكن تواجدها، لخدمة القضية الفلسطينية.

 

على الصعيد العربي والاقليمي

-       استثمار رفض الشعوب العربية للتطبيع مع دولة الاحتلال، والبناء على ما ظهر دليلا على هذا الرفض خلال مونديال قطر، سواء على أرض قطر، او عبر منصات التواصل الاجتماعي

-       ضرورة تصويب العمل في البعدين القومي والإسلامي، وإعادة النظر بالعلاقات البينية إقليمياً، ودولياً دون الحاجة للانضواء في محور من المحاور بل الانفتاح على الدول ذات المواقف الداعمة لفلسطين.

 

 

على صعيد الاحتلال

-       اجمع المؤتمرون، حول كون حكومة نتنياهو الحالية، هي الأكثر خطورة على القضية الفلسطينية بتشكيلتها المتطرفة التي تضم تيارات دينية استيطانية. وعليه لا بد من العمل على تغيير الصورة الذهنية التي تحاول دولة الاحتلال تسويقها، بانها الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، من خلال فضح ممارساتها ضد ابناء شعبنا الفلسطيني.

-        ضرورة مواجهة الاستيطان وعصابات المستوطنين، والتنبه للخطر الاستراتيجي للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، والذي يتبناه اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال.

على الصعيد الدولي

-       ضرورة الاستفادة من المواقف الاوروبية تجاه الاستيطان والضم، واعتماد مبدأ حل الدولتين. مع إستمرار الضغط من خلال برلمانات ومؤسسات دول الاتحاد والأحزاب الصديقة، لترجمة مواقفهم لاجراءات فعلية، وصولاً الى تطبيق القانون الدولي ورفض تبني المعايير المزدوجة في التعامل مع فلسطين. واستثمار تأثير الجاليات العربية والإسلامية، والبناء نتائج الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، والتحولات في المجتمع الأمريكي لمد الجسور مع الشعب الأمريكي.

-        استثمار التحولات الجديدة الجارية في النظام العالمي، وظهور علامات تكوّن نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب، لإعادة بناء العلاقات والتحالفات والتأثير باتجاه الحل العادل للقضية الفلسطينية.

وفي ختام المؤتمر شكر مدير عام المعهد، اللواء المتقاعد حابس شروف، المشاركين كافة، وأكد أن هذا المؤتمر الاستشرافي، فرصة هامة لمشاركة الأفكار وإثراء النقاش بين النخب وصناع القرار، في القضايا التي تهم الكل الفلسطيني.  ايماناً بأهمية دور مراكز الفكر والدراسات، باعتبارها مختبرات لإنتاج الأبحاث والدراسات، القادرة على توصيف وتشخيص الحالة وتقديم الحلول لإضاءة الطريق نحو المستقبل المشرق والآمن للأجيال القادمة في فلسطين، التي تستحق أن تعيش بأمن وسلام على أرض السلام.