الهيئة العامة لنقابة الصحفيين توافق على تعديلات النظام الداخلي في المؤتمر الاستثنائي

الهيئة العامة لنقابة الصحفيين توافق على تعديلات النظام الداخلي في المؤتمر الاستثنائي
أثناء التصويت على التعديلات الداخلية في نقابة الصحفيين
رام الله - دنيا الوطن
شهد المؤتمر الاستثنائي للهيئة العامة لنقابة الصحفيين اليوم الأحد، التصويت بأغلبية كاملة بالموافقة على إقرار التعديلات الواردة على النظام الداخلي للنقابة.

وتم التصويت على عقد المؤتمر العام لنقابة الصحفيين في 11 آيار/مايو 2023، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد مراسلة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة.

وأقرت نقابة الصحفيين مادة في قانونها المعدل، تنص على الالتزام بمواقف وقرارات اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع مع الاحتلال، ومنع مشاركة أعضائها في أيّ نشاط تطبيعي محلي أو عربي أو دولي، وفصل أي عضو يثبت عليه المشاركة في مثل هذه الأنشطة.

وكانت أعمال المؤتمر الاستثنائي للهيئة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، "مؤتمر شهداء الصحافة الفلسطينية"، انطلقت في قاعات الهلال الأحمر الفلسطيني بالتزامن بين الضفة وغزة.

واستهل المؤتمر الذي حضره أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة فتح، والمجلس الثوري، وقيادات وطنية، ووزراء، ومثلون عن فصائل العمل الوطني، وشخصيات رسمية واعتبارية، وكتاب ومثقفون، وممثلون عن مؤسسات القطاعين العام والخاص، بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، قبل أن يعلن نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، عن اكتمال النصاب القانوني لمؤتمر "شهداء الصحافة الفلسطينية".

وفي كلمة الرئيس محمود عباس، نقل المشرف العام على الاعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، تحيات الرئيس عباس وتمنياته لمؤتمر (شهداء الصحافة الفلسطينية) بالنجاح والتوفيق، وأن يحقق الأهداف التي عقد من أجلها ولما فيها مصلحة النقابة ومصلحة جميع الصحفيات والصحفيين الفلسطينيين، ومصلحة هذه المهنة النبيلة والعظيمة.

وأكد عساف اهتمام الرئيس عباس الخاص بالصحفيين والإعلاميين واهتمامه بوسائل الإعلام الوطنية ورغبته المتواصلة في تطويرها باستمرار، تحديدا على صعيد الكادر البشري.

وقال: إن اهتمام الرئيس ينبع أساسا من إدراكه العميق بأهمية الدور الذي يقوم به الصحفيون، الذين يقفون في خط المواجهة الأول ميدانيا، وعلى صعيد صياغة الوعي الوطني وتعزيزه باستمرار، ولدورهم الهام في احداث التراكم الضروري للذاكرة الجمعية الوطنية للشعب الفلسطيني، والتي هي خزان الهوية والشخصية الوطنية الفلسطينية، كذلك دورهم الهام في صياغة ذاكرة الامة العربية وأحرار العالم أجمع.

وأضاف: "أنتم في نظر الرئيس عباس جنود الوطن للحفاظ على الرواية الوطنية الفلسطينية في مواجهة الرواية الصهيونية، فمن ينقل الحقيقة ينشر الرواية. ويسهم في صقل الانسان الفلسطيني المعرفي، الذي عبر هذه الذاكرة وهذه المعرفة يصنع صموده الصلب ومقاومته العنيدة في وجه هذا الاحتلال الغاشم والاستيطاني المتوحش.

وقال المشرف العام مخاطبا المشاركين في المؤتمر: "أنتم امتداد لصحيفة "الكرمل" وزميلاتها من الصحف التي اطلعت منذ مطلع القرن العشرين الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية على المشروع الصهيوني الاستعماري ومخاطره على فلسطين والمنطقة العربية، أنتم امتداد لغسان كنفاني وكمال ناصر وماجد ابو شرار والطيب عبد الرحيم واحمد عبد الرحمن في الاعلام الموحد، إعلام منظمة التحرير الفلسطينية، الذي ساهم في صياغة الوعي الوطني وإعادة إحياء الهوية الوطنية والثقافية الفلسطينية".

وأضاف: أنتم اليوم تواصلون تحمل المسؤولية، وتبدعون، كل على طريقته وفي موقعه، وتكملون المشوار وتصنعون ملحمتكم الوطنية الخاصة بكم أنتم يا صناع الوعي، فأنتم يوميا في مواجهة مع الآلة العسكرية المتوحشة للاحتلال الإسرائيلي في الميدان، من مراسلين ومصورين وكوادر من مختلف التخصصات، وأنتم من تسلّحون شعبكم بالمعلومة الصادقة والحقيقية.

وأكد أن رسالة الرئيس للصحفيين والصحفيات، هي الحفاظ والتمسك بحرية الرأي والتعبير، فحرية الصحافة هي الرئة التي يتنفس منها الصحفي ليقوم بمهمته على أكمل وجه، داعيا نقابة الصحفيين إلى اقتراح القوانين والتشريعات التي تحمي حرية تفكيرهم ومهنتهم ومصالحهم.

 وأشار إلى ان رسالة الرئيس الثانية للصحفيين، أنه بالقدر الذي تواجهون به الاحتلال الإسرائيلي وسياساته وممارساته، عليكم أن تلعبوا دوركم الرقابي الاستقصائي المسؤول في الداخل، في مكافحة الفساد، وكل الظواهر والمظاهر التي تعيق نهضتنا وتنمية مجتمعنا.

وأكد أن القلم الحر وحده القادر على إنتاج الرأي الحر المسؤول، الذي يسهم في تحرير الأرض والانسان ويصيغ الوعي العميق المطلوب، وهو القلم الذي يحظى بالاحترام والتقدير ويضع نفسه مع رواد الاعلام الوطني الفلسطيني.

وقال عساف مخاطبا المؤتمرين: "أنتم من يساهم في كتابة التاريخ الوطني الحقيقي، ولا مجال لمن يكتب التاريخ إلا أن يكون إنسانا وطنيا ملتزما أمينا على قضية شعبه ووطنه، لا أجندة له سوى مشروعنا الوطني أهدافه، ويحمي بقلمه قرارنا الوطني المستقل المعبر عن إرادتنا الوطنية الحرة. أنتم أمناء على الحقيقة الفلسطينية، وبإبداعكم ستنجحون بمهمتكم الوطنية العظيمة".

 وأضاف: لم نكن لنجتمع اليوم ولدينا نقابة نعتز ونفتخر بها لولا أولئك الصحفيون والاعلاميون الذين ضحوا بأرواحهم لتبقى كلمة فلسطين مرفوعة، لقد كتبوا لفلسطين بالدم ليكون بإمكاننا اليوم استخدام كل الأدوات العصرية للإعلام (غسان كنفاني، كمال عدوان، كمال ناصر، ماجد ابو شرار، حنا مقبل، شيرين ابو عاقلة، عصام التلاوي (شهيد نابلس) شهداء الاعلام الرسمي وعشرات الإعلاميين الفلسطينيين استشهدوا وهم في الميدان على رأس عملهم، ومئات جرحوا برصاص جيش الاحتلال، ومنهم من أصيب أكثر من مرة، إضافة الى عشرات الصحفيين الذين أسروا وأمضوْا سنواتٍ من عمرهم في معتقلات الاحتلال.

ودعا المشرف العام على الإعلام الرسمي، المجتمع الدولي واتحاد الصحفيين الدولي وكافة منظمات حقوق الانسان، بضرورة إنشاء آلية عملية لحماية الصحفي الفلسطيني في الميدان ومنع استسهال التعرض له ومنعه من القيام بمهمته الإعلامية وكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومحاسبته على هذه الجرائم كافة.

وتمنى عساف باسم الرئيس عباس، النجاح والتوفيق لأعمال المؤتمر الاستثنائي، وأن تحققوا عبره ما تصبون إليه، لتكون رسالتكم لشعبكم رسالة وحدة وتضامن وتكاتف.

وأشار إلى أن التزام الصحفيين والصحفيات بالمشاركة في المؤتمر يدلل على أن الصحفي الفلسطيني يدرك أهمية الدور الذي يضطلع به وأهمية نقابته، ويرسل رسالة للاحتلال الإسرائيلي، أنه كلما زاد الاستهداف وزاد التضييق عليه، زاد تمسكه بمهنته ومهمته وبنقابة الصحفيين، وأن الاحتلال مهما ارتكب من جرائم وقتل فلن يستطع أن يرهب الصحفي أو يمنعه من القيام بواجبه.

وقال نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر، في كلمته "هذا المؤتمر فاصل وتاريخي لما يمثله من حضور واسع على مستوى الجسم الصحفي الفلسطيني".

وأضاف: "ملتزمون بما نقول، وإطار النظام الداخلي لبناء نقابة الصحفيين قد انطلق، وجميع الأطر في النقابة ولجانها ستخضع لانتخابات وصولا لانتخاب المجلس الإداري والأمانة العامة لنقابة الصحفيين، لتكون لدينا نقابة حامية وحارسة للحقوق وحارسة للرواية".

وأكد أن بوصلة الصحفيين الفلسطينيين ستبقى موجهة لفلسطين، مشددا على ضرورة أن نكون جميعا في صف واحد، لبناء مؤسسة قوية تحمي حقوقنا، وحرياتنا، وتوصل الحقيقة للأجيال.

وأضاف: بدأت النقابة منذ عام التحضير لمؤتمر عادي لنقابة الصحفيين، ومن خلال التحضيرات المكثفة، وخبراتنا في العمل النقابي، أدركنا أن البناء يحتاج إلى تطوير، خاصة في البنى التشريعية والنظامية.

 وتابع: تشاورنا مع الجميع لإبداء أي ملاحظات، باعتبار أن نقابة الصحفيين هي لكل الصحفيين الفلسطينيين، والرأي العام الفلسطيني، واستفدنا من خبرات الجميع كل من موقعه، ومسؤولياته.

وأشار إلى أن النقابة أعطت للجميع حق العضوية للمشاركة في المؤتمر، وأي مشارك له الحق في إبداء رأيه بكل حرية واحترام وتقدير، مشددا على أن المؤتمر يشكل محطة تاريخية في بناء نقابة قوية يحترمها العالم أجمع.

وبين، أن نقابة الصحفيين تحتل موقع نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين الذي يضم 185 نقابة على مستوى العالم، وتمثل النقابة أنبل قضية في الكون وهي قضية شعبنا الفلسطيني.

ونوه إلى أن أمام النقابة تحديات جساما تحتاج لنظام داخلي متطور، يستجيب لكل التطورات الحاصلة في قطاع الإعلام، ولبنية قانونية وطنية، تستجيب للمعايير الدولية في البناء المؤسسي.

وأضاف: عملت الأمانة العامة للنقابة ومجلسها على مدار العام الماضي على إيجاد صيغة مقترح للنظام الداخلي، نضعه الآن بين أيديكم، لتقرروا ما هو المناسب، مع أخذ كل ملاحظاتكم ومقترحاتكم بعين الاعتبار.

وأوضح أن نظام 2023 المقترح طرح لأن النقابة تعتبر أن مسألة تعديل الأنظمة الداخلية والدساتير والقوانين من المسائل الحيوية التي تساعد على تطوير المنظمات النقابية، من قبل قيادات النقابات وهيئات أعضائها.

وأكد أن احترام حرية الإعلام والتعددية الإعلامية والدفاع عنها هي مسألة أساسية، ومن واجبات نقابة الصحفيين أن تعاهد الجميع على الحفاظ على حقوق الصحفيين.

 وذكر أن قوات الاحتلال قتلت أكثر من 55 صحفيا منذ عام 2000 وحتى اليوم، وآخرهم الشهيدتان شيرين أبو عاقلة، وغفران وراسنة، إضافة إلى ارتكاب أكثر من 8500 انتهاك بحق الصحفيين منذ عام 2013 حتى اليوم.

 واشار إلى أن النقابة بالشراكة مع الاتحاد الدولي للصحفيين ماضية بإجراءاتها حتى تتم محاكمة الاحتلال في المحكمة الجنائية الدولية.

ولفت أبو بكر إلى أن مطلب النقابة الأساسي للحكومة هو اعتماد علاوة المخاطرة، وعلاوة مهنة الصحافة.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، "إن هذا المؤتمر يعتبر شكلا من أشكال الديمقراطية لهذه النقابة المناضلة، التي قدمت الكثير للدفاع عن حقوق شعبنا، وحقوق الصحفيين، والتأكيد على الحفاظ على الحريات العامة".

وأضاف، "أن نقابة الصحفيين أحد المكونات الرئيسية للمنظمات الشعبية المنضوية تحت منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا".

وأكد أن الصحفيين يعملون على نقل جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا، رغم الاستهداف المتعمد لهم، كما حدث مع الشهيدتين شيرين أبو عاقلة، وغفران وراسنة.

وأشار إلى أن الصحفيين يخوضون معركة الحرية والاستقلال، عبر نقل الرواية الفلسطينية، ودحض الرواية الصهيونية.

ويرتكز جدول أعمال المؤتمر على إجراء تعديلات ضرورية على النظام الداخلي للنقابة، بما يمهد لعقد المؤتمر العام واجراء الانتخابات خلال الأسابيع المقبلة، وبالموعد الذي يقرره المؤتمر الاستثنائي.

وينحصر جدول اعمال المؤتمر في البنود المحددة مسبقا، التي تتضمن إضافة الى تعديلات النظام وتحديد موعد المؤتمر الانتخابي، والبحث في التوجه نحو اعداد مسودة قانون ناظم لعمل النقابة يتيح تشكيل فروع لها داخل فلسطين وخارجها، لضمان تمثيل كافة الصحفيين الفلسطينيين في بلدان الشتات، والتحول لاحقا لآلية مؤتمر مندوبي الفروع المنتخبين في كل فرع على حدة".



التعليقات