"مدى" يُدين منع الصحفيين من تغطية مسيرة نابلس والتعدي على حرية التعبير

رام الله - دنيا الوطن
أعرب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" عن بالغ قلقه واستنكاره لما ارتكبته أجهزة الأمن الفلسطينية من قمع واعتداءات استهدفت الصحافيين بمنعهم من تغطية المسيرة السلمية التي نظمت مساء الثلاثاء 10/01 وسط مدينة نابلس للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.

وفي إفادته لمركز "مدى" ذكر مصور قناة الجزيرة مباشر، محمد حمود تركمان (25 عاما) أنه كان في تغطية المسيرة السلمية التي نظمها المواطنون على دوار الشهداء لمطالبة السلطة الفلسطينية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.

وأثناء قيامه بتصوير المسيرة تقدم نحوه عدد من عناصر الأمن الوطني وطلبوا منه إيقاف التصوير بالرغم من إخبارهم بأنه صحفي، وكان حينها يرتدي ملابس الصحافة الدالة على هويته. وبعدها جاءه عناصر آخرون بلباس مدني، عرفوا عن أنفسهم أنهم من جهاز المخابرات، وقاموا بمصادرة هاتفه النقال وبطاقته الصحفية، وطلبوا من الصحفي مراجعتهم في مقر المخابرات بمدينة نابلس.

استعاد الصحفي "تركمان" هاتفه وبطاقته بعد نحو نصف ساعة، بعد أن تواصل مع نقابة الصحفيين التي بدورها تواصلت مع الأجهزة الأمنية.

ويدين مركز "مدى" هذا الاعتداء غير المبرر على الصحفي "تركمان" وكافة الصحفيين ويطالب بكف الأيدي عنهم، وعدم المساس بالحريات الإعلامية التي يجب أن تكون مُصانة، كما ويدين الاعتداء على هذا التجمع السلمي باستخدام القوة وإلقاء قنابل الصوت والغاز، الذي يندرج ضمن الحق في التعبير عن الرأي والمحمي بنص القانون الأساس الفلسطيني، ويطالب مركز "مدى" بتأمين الحماية لمثل هذه التجمعات التي يشكل قمعها والاعتداء عليها اعتداءً  فاضح لحرية التعبير.

وأفادت محافظة نابلس نقلًا عن مصدر أمني مسؤول- لم تكشف عن هويته، أنه وحفاظاً على السلم الأهلي ومنعاً لحالات الفوضى وما قد تسببها من ضرر في المصلحة العامة، فقد قامت الأجهزة الأمنية بالتعامل مع تجمع على دوار الشهداء وسط مدينة نابلس.

وقالت المحافظة عبر صفحتها على (فيسبوك) مساء الثلاثاء، إن "تحرك الأجهزة الأمنية جاء بعد دعوات من جهات مجهولة المصدر، ودون الحصول على موافقة من الجهات الأمنية ذات الاختصاص، وحرصاً منا على سيادة الأمن والنظام وتجنب الفوضى والتخريب فقد قامت الأجهزة في نابلس بالتعامل مع التجمع منذ البداية، وذلك بالتنبيه الشفوي والتفاوض".

وأضافت أن الأجهزة الأمنية طلبت أكثر من مرة إخلاء الشارع وعدم تعطيل حركة المواطنين وحياتهم الطبيعية، ولم نلقى آذان صاغية ولم يستجب المشاركين لنداء الأجهزة الأمنية مما اضطرها للتعامل وفض التجمع دون حدوث أية إصابة.