المطران حنا: نتمنى أن يكون العام الجديد أفضل من سابقه

المطران حنا: نتمنى أن يكون العام الجديد أفضل من سابقه
المطران عطالله حنا
رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن العالم بأسره يودع اليوم عام 2022 ويستقبل عام مدنيا جديدا وهو عام 2023 وهذه المناسبة ليست مناسبة كنسية او ليتورجية بل هي مناسبة مدنية عالمية يحتفي بها العالم بأسره حيث اتفق على ان يبتدأ العام المدني الجديد في الاول من يناير وبهذه المناسبة فهنالك عدة رسائل اود ان اوجهها:

اولا- نحن نتمنى بأن يكون العام الجديد افضل من سابقه ولكي يتغير العالم الى ما هو افضل يجب ان تكون البشرية اكثر انسانية وعدلا وتشبثا بالقيم الاخلاقية والحضارية والانسانية النبيلة ، فالتغيير لا يأتي من فراغ فاذا لم يكن هنالك مصلحون واناس يعملون من اجل الخير فلن يكون هنالك اي تغيير ، ولن يكون هنالك فرق بين 2022 و2023 وكأننا فقط نعد الارقام والاوقات التي تمر.

ثانيا – نتمنى ان يكون العام الجديد عام خير على شعبنا الفلسطيني والخير الذي نتمناه لشعبنا هو ان يعيش بحرية وكرامة واستقلال في وطنه وفي ارضه المقدسة.

نستقبل العام المدني الجديد في ظل استمرار للسياسات الاحتلالية الغاشمة والممارسات القمعية حيث شهداءنا يرتقون والاعتقالات هي سيدة الموقف ناهيك عما يحدث في مدينة القدس ، ونحن بدورنا نسأل الله في العام الجديد ان يتحنن على شعبنا وان يرأف بنا وان يكون عاما افضل من سابقه.

ثالثا- الكثيرون في هذا المشرق وفي فلسطين باتوا يشعرون بالاحباط واليأس والقنوط وهم يشاهدون ما يحدث على الارض ويعيشون الالام والاحزان والمظالم في كل حين وخاصة في مدينة القدس حيث التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ليس فقط من الاحتلال بل من اطراف اخرى ايضا كان من المفترض ان تكون مع شعبنا مؤازرة ومتضامنة وعاملة من اجل ان تتحقق العدالة في الارض التي غُيبت عنها العدالة.

اقول لشعبنا بأن الصورة قاتمة وهذا توصيف دقيق للحالة التي نحن فيها ولكن لا يجوز لنا كفلسطينيين ان نقبل بأن يتم اغراقنا في ثقافة اليأس والاحباط والقنوط فهذا ما يريده الاحتلال ، فلتكن معنوياتكم قوية وارادتكم صلبة لان القمع والظلم الذي يتعرض له شعبنا لا يمكن ان يبقى وان يستديم فكل ظلم في هذا العالم له بداية وله نهاية.

رابعا – القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين واتمنى ان يكون العام الجديد عام تفاعل وتعاون اسلامي مسيحي اكثر من اجل هذه القضية التي تخصنا جميعا وان نعمل معا وسويا من اجل رفض خطاب الكراهية والعنصرية ونبذ الفتن التي يسعى البعض لادخالها الى مجتمعنا خدمة للاجندات المعادية.

خامسا – الكنيسة الارثوذكسية تمر بأوضاع في غاية الدقة والخطورة فالانقسامات وحالة التشرذم والخلل موجودة في اكثر من مكان ، وقد ازدادت حدة هذه الانقسامات بسبب الوضع الكنسي الغير قانوني في اوكرانيا وبسبب الحرب في اوكرانيا والتي نتمنى ونصلي بأن تنتهي قريبا وان يكون العام الجديد عاما سلام في اوكرانيا وعام سلام في الكنيسة الارثوذكسية التي وبسبب تدخل السياسيين اصحاب الاجندات المشبوهة هي اصبحت ايضا تعاني من الانقسامات والاوضاع الغير المقبولة والغير مبررة والتي نتمنى ان يتم علاجها واصلاحها قريبا.

سادسا – أما نحن في القدس فأتمنى ان يكون العام الجديد حاملا لبوادر الخير في مدينتنا المقدسة والخير لا يأتي من فراغ بل يصنعه البشر ولذلك فإنني اتمنى من المقدسيين جميعا وخاصة من الشخصيات الدينية والوطنية والقيادية التي نحترمها ونجلها جميعا نتمنى منهم ان يعملوا من اجل مزيد من التعاون والتفاعل ، فالقدس بحاجة الى الجميع والى جهود كافة الطيبين المنتمين اليها والمدافعين عنها وعن هويتها وتاريخها وتراثها ومقدساتها واوقافها.

كل عام وفلسطين بألف خير ، كل عام وامتنا العربية ومشرقنا العربي بألف خير ، كل عام والعالم بأسره بالف خير فنحن في فلسطين نتمنى الخير لكل الشعوب والخير الذي نريد لانفسنا نريده لكل انسان في هذا العالم.