هل انتهى حلم الدولة الفلسطينية؟ الواقع الفلسطيني الإسرائيلي الحالي

الدكتور عامر السوالقه
مدير مركز شموخ الأردن للتنمية
ان الحروب الاسرائيليه على غزه منذ الانسحاب منها ولغاية اخر حرب في العام 2022 كانت لها نتائج ذات اثر كبير على الاستراتيجية الاسرائيلية حيث ترسخت لديها قناعه تامه فيما يخص نظرتها الى عموم الشعب الفلسطيني حيثما وجد سواء في حدود فلسطين التاريخية او خارجها في الشتات ومنها الدول المجاورة كالاردن ولبنان بصورة خاصة ,كما تغيرت النظره الاسرائيليه لمصير الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية بشقيها الاداري والامني ,واشيرهنا للواقع الفلسطيني والاسرائيلي الحالي والذي يمكن تلخيصه بما يلي:
أدرك الاسرائيليون ومن خلال الممارسة الفلسطينية ان لا فرق بين فلسطيني الشتات او عرب الداخل او الضفة وغزه, اي ان الفلسطيني في الناصرة و ام الفحم و الخليل و رام الله و عين الحلوة والبقعة والوحدات والشجاعية هو نفسه وهو عبارة عن مشروع ارهابي من وجهة الاسرائيلي او شهيد حسب تعبير المرحوم ياسرعرفات, وعليه فان تسليم و لو حتى شبر واحد من اراضي الضفة والقدس للفلسطينين ومع كل الكلام المعسول للرئيس محمود عباس وبعض اركان قيادته, مستحيل و محرم من زاوية العقيدة التوراتية.
ان مصير الضفة الغربية لن يكون الا اسرائيليا وهذا الامر متفق عليه من قبل اليمين والتيار المعتدل في الساحة السياسية الاسرائيلية , ولدى الاسرائيليين قناعه تامه بان الاعتماد على الاجهزة الامنية الفلسطينية بات وهما , اذ أن هذه الاجهزة اختفت تماما لحظة نزول الجماهير الفلسطينية الى الشارع مندده بالحروب على غزة وخلال الاحداث الجاريه في الضفه الغربيه , وعليه فلا يمكن لاسرائيل الاعتماد عليها لا حاليا ولا في المستقبل للجم التحركات الشعبية او استئصال العنف وخاصة المسلح علما بأن هذه الاجهزة تختلف في عقيدتها القتالية ومرجعيتها عن تلك الايام التي كانت ايام عرفات في انتفاضة الأقصى والتي دمرت اسرائيل فيها مقرات السلطه بالرغم من تعاونها المطلق مع الاسرائيليين الا ان الاعتماد عليها لا يعول عليه في حالة ارتفاع سخونة الشارع الفلسطيني من وجهة المسؤولين في اسرائيل,مع الاشاره هنا بان العنف والانتهاكات الاسرائيليه دفعت الجميع من ابناء الشعب الفلسطيني في الضفه بما فيها القدس وغزه والعاملين في الاجهزه الامنيه الفلسطينيه بعدم السكوت عن الانتهاكات والعنف ومصادرة الاراضي والاستيطان واعتداءات المستوطنيين وازدياد التشدد والتطرف في المجتمع الاسرائيلي وانسداد افق السلام.
ان الاستراتيجيه الاسرائيليه هي القضم في الضفه الغربيه والقدس ,اي ابتلاعها على مراحل حسب الظروف الدوليه والاقليميه, ولكنها في المحصله النهائيه ضم كامل الضفه مدنيا ولكن على مراحل تبدا بالمستوطنات وما عليها وما يليها ثم مناطقCو B وبعدها مناطق السلطه في حالة تدهور الامن في اراضي السلطه اما لعجز السلطه او تطور الامور داخل فتح بالذات حيث يعمل تيار نشط على تبني استراتيجيه نضاليه ومواجهة اشد مع الاحتلال وعدم الاكتفاء بطرح المواقف النضاليه التلفزيونيه والاذاعيه الحاليه تحت ادعاء ان فتح هي راعية المشروع الوطني الفلسطيني,وبالذات قد يتطورهذا الاتجاه لاحقا , ويتوقع الاسرائيليون بان هناك صراع داخل اجنحة فتح واحتماليه ان يبرز على الساحه الفلسطينيه بشكل علني بعد غياب او تغييب الرئيس الفلسطيني ابو مازن.
ان اسرائيل ومن خلال استيعابها لدروس الحروب في غزه والعمليات العسكريه في الضفه والقدس و عدم رغبتها في السماح لاهالي الضفة و القدس بامتلاك اي امكانيات تسليحية فانها مصممة على السيطرة الفعلية والمباشرة على الضفه امنيا وعسكريا, وان كل المشاريع السابقة التي تحدثت احيانا عن دولة منزوعة السلاح او اعطاء ادوار لدول اخرى كحلف الاطلسي او الاردن خاصة في منطقة الغور اضحت غير واردة ولا يمكن البحث فيها.
التقى صديق لي مع "دوري غولد" مستشار نتنياهو ومندوب اسرائيل السابق في هئية الامم المتحده وذكر الاخير بانه التقي رئيس وزراء اردني اسبق قبل عدة سنوات وتحدث معه رئيس الوزراء الاردني عن اتحاد كونفدرالي اردني فلسطيني محتمل كمخرج من وجود دوله فلسطينيه مستقله وكضمان لامن اسرائيل من قبل الكونفدراليه باعتبار ان الامن سيكون من مسوولية الاردن, وعلق "دوري" قائلا: "رغم ان ما تحدث به رئيس الوزراء الاردني لم يعدو كونه موقفا شخصيا الا ان الاسرائيليين لا يعيرونه اي اهتمام وان اسرائيل لن تتخلى عن الامن وسيادتها على الاراضي الفلسطينيه في الضفه, وان اسرائيل ومن خلال تجاربها السابقه تدرك ان الضفه ستتحول في حالة رفع اليد الامنيه الاسرائيليه عنها الى غزه كما حصل بعد الانسحاب الاسرائيلي منها, ومن خلال مراقبة الاسرائيليين لما حدث في الشارع الاردني خلال الحروب في غزه والاحداث في الضفه والقدس لا يجعلهم قادرين على تصديق تلك الطروحات, وان ما يدور في الاردن من مطالبات بين فينه واخرى تنادي بتجميد اتفاقية وادي عربه اوالغائها من قبل بعض المجموعات السياسيه والعشائريه الاردنيه سيكون لصالح اسرائيل وليس العكس,اذ ستتحلل اسرائيل من كل التزامات اتفاقية وادي عربه سواء الوصايه على المقدسات او الملحقات الامنيه وغيرها".
ان مصير السلطه الفلسطينيه من وجهة اليمين الحاكم في اسرائيل وحتى ما يعرف بالمعتدلين الاسرائيليين مرتهن بمدى قبولها واستمرارها بالدور الحالي المنوط بها وهي مرحب بها ما دامت مستمره في اداء وظيفتها الحاليه ,وانهم لن يأسفون في اسرائيل اذا قرر القائمون على السلطه بالتخلي عن دورهم حيث ستعود اسرائيل لادارة شوون الضفه الغربية , والاسرائيليون يقومون باستمرار باستمزاج قيادات فلسطينية سياسية وعشائرية للقيام بهذا الدور(روابط قرى جديده) في حالة النزق الذي قد يصيب السلطه او حال حلها وتسليم المفاتيح وان الجميع سواء فلسطينيين او اسرائيليين مقتنعين بانسداد الافق السياسي امام السلطة للتطور الى مشروع الدولة بكامل السياده.
يدرك كثير من الفلسطينيين سواء من المثقفين او السياسيين الواقعيين و القوى السياسية التقليدية بأن حل الدولتين اصبح ترفا والحديث عنه مضيعة للجهد و الوقت , و أن حل الدولة الواحدة لشعبين هو الامكانية الوحيدة القابلة للتطبيق في ظل تشرذم الضفة واتساع رقعة المستوطنات وعجز قيادة السلطة عن تحقيق اي من مشروعاتها التي جاءت لاجلها بسبب الصلف والتعنت الاسرائيلي و تمزق الساحة الفلسطينية وهشاشة مؤسسات منظمة التحرير وتمزق حركة فتح وانحسار قوة حماس والجهاد في غزة بشكل اكبر , وعليه فان التوجه لخيار الدولة الواحدة من قبل الفلسطينيين بدأ يأخذ زخما رغم الخجل المسيطر حاليا ولكنه سيستمد مزيدا من الدعم و القبول اجلا او عاجلا باعتباره الخيار الوحيد المبتقي والمنظور مع ادراكهم بانه وان حصل سيكون بدون منح اية حقوق سياسيه لاهل الضفه وغزه والقدس الشرقيه من قبل اسرائيل كذلك التمييز الكامل بين المواطن اليهودي والفلسطيني,ومع ذلك يرفض اليمين في اسرائيل خيار حل الدولتين او الدوله الواحده وينظرون الى الضفه والقدس الشرقيه بانهما جزء من الدوله اليهوديه وانه يجب ترحيل الفلسطينين الى الاردن ولبنان وسوريا وغزه,وعليه يجب على القيادتين في الاردن وفلسطين تنظيم العلاقه لتكون بين كيانين مستقلين لكل منهما هويته وارضه وشعبه والفصل بين علامات السياده لكل منهما لدفن الوطن البديل الذي يردد بين فينة واخرى بان الاردن هو وطن الفلسطينيين كذلك انهاء ما يطلق عليه الخيار الاردني مع ضرورة عدم تذويب الهويه الفلسطينيه باي هويه اخرى وخاصة الاردنيه بعيدا عن المجاملات ,واعتقد بان هذا كان مطلب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ,ولا زال مطلب جميع الفصائل الفلسطينيه وعلى راسها حركة فتح.
لا يرى الاسرائيليون في وجود التنظيمات الارهابيه مثل القاعده وداعش وغيرها اي خطر وجودي على اسرائيل بل انهم يؤكدون ان ذلك المشروع لا يتعارض والاستراتيجيه الاسرائيليه في مكافحة الارهاب والتي تتخذه اسرائيل ذريعه لمحاربة المنظمات الفلسطينيه خاصة الاسلاميه منها ,كما انها تستخدم شعارالارهاب لتحفيز غريزة حب البقاء والدفاع عن النفس لدى الدول العربيه المجاوره خاصة مصر والاردن وبشكل ما دول الخليج, وتجد اسرائيل نفسها في معسكر واحد مع تلك الدول في مكافحة الارهاب الاصولي والخطر الايراني.
يرى الاسرائيليون ان وضع السلطه الفلسطينيه غير ثابت او مستقر وانه على الاردن عدم تبني مواقف السلطه والدفاع عنها بما يضر بمصالح الاردن الاستراتيجيه ,فالمواقف الفلسطينيه غير ثابته وقاعدتها الشعبيه تتأكل وغير قابله للترميم, الا ان الاردن لا زال السند الفعلي للسلطه الفلسطينيه ويدعم الحق الفلسطيني , ويدرك الاردن خطورة الاحتلال الاسرائيلي وانعكاساته على الاردن ومصالحه.
10-لا بد من المصالحه الفلسطينيه الفلسطينيه بالرغم ان جزء كبير من الفلسطينيين يعتقدون بان المصالحه بالنسبه للسلطه ولحماس ليست موضوعا استراتيجيا والشارع الفلسطيني لديه قناعه بان هناك اطراف داخل الفصيلين فتح وحماس اضافه لاسرائيل ,تحول دون اتمام المصالحه,ويتم وضع العصا في الدواليب لاعاقتها .
11- ان دعم العرب للسلطه الفلسطينيه والفلسطينيين داخل الاراضي المحتله, سياسيا واقتصاديا ضروره من اجل الصمود والبقاء على ارضهم من اجل تحقيق الحلم الفلسطيني باقامة دولته المستقله على الاراضي التي احتلت عام 67 ,وان القدس التي تعاني من هجمه كبيره من اجل تهويدها وطرد اهلها من العرب الفلسطينيين بحاجه للدعم الفلسطيني والعربي, وبالرغم من كل ما يقال عن سلبيات اوسلو والتي اهمها تجاهل القدس والاستيطان وحق العوده وعدم تناول تأسيس دوله فلسطينيه انما حكم ذاتي موسع الا ان السلطه الفلسطينيه هي من نتاج اوسلو التي حققت العوده لما مجموعه حاليا 200 الف فلسطيني يعمل جزء كبير منهم بموسسات السلطه كما ان السلطة تمثل الفلسطينيين وتدير حياتهم وتنفق عليهم,فوجودها يعد مصلحه فلسطينيه لكن الى متى يبقى وجودها في ظل القناعه الفلسطينيه بان السلام وصل لطريق مسدود وانه لا نيه لدى اسرائيل بالتوصل لحل نهائي للصراع.
12- يتبنى اليمين الاسرائيلي الحاكم في اسرائيل شعارات الخلاص من السلطه ومن الفلسطينيين من اجل يهودية اسرائيل على كامل اراضي فلسطين التاريخيه,حيث تمكن رئيس حزب الصهيونيه الدينيه "سموتريتش" ان ينتزع من نتنياهو وعدا بفرض السياده الاسرائيليه على الضفه الغربيه وسن قانون الاعدام بحق منفذي العمليات ضد اهداف اسرائيليه "اعتقد بان نتنياهو لن يكون جديا في ضم الضفه الغربيه رغم انها طموحاته مع اليمين المتطرف, وانه يناور من اجل تشكيل الحكومه مع الجماعات اليمنيه المتطرفه ولن يعرض نفسه لضغوطات من الاداره الامريكيه والاتحاد الاوروبي حيث ان ذلك سيصعب مثل هذه القرارات",وتؤكد المؤشرات الصادره عن الائتلاف الحكومي في اسرائيل ان حكومة نتنياهو التي تشكل حاليا لن تلتزم بالقانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينيه المحتله,وقد اعلن نتنياهو قبل يومين اتخاذه قرارا باستئناف البناء الاستيطاني بالضفه واقامة بؤر استيطانيه تحت مسمى المستوطنات الفتيه ,ان افعال حكومة نتنياهو والتي من المتوقع ان يعلن عن تشكيلها رسميا خلال ايام وفي ظل عدم تجاوبها مع مطالب المجتمع الدولي بعدم اجهاض حلم الدوله والسلام , ولم تبق اسرائيل من اوسلو الا ما يخدم مصالحها, والسؤال ما هي الخيارات الفلسطينيه المتبقيه؟ اعتقد بان الجواب لدى الجانب الفلسطينيي الرسمي والشعبي في الاراضي الفلسطينيه المحتله وخاصة في ظل سياسات الحكم الاسرائيلي اليميني وعجز المجتمع الدولي في الضغط على اسرائيل لاحترام الشرعيه الدوليه فيما يتعلق بالاراضي الفلسطينيه وعدم وجود شريك سلام اسرائيلي,من المتوقع ان تشهد الاراضي الفلسطينيه مزيدا من الاشتباك وان العمليات في الضفه والقدس بتصاعد وهناك الاف العمليات في عام 2022 وحسب مركز المعلومات الفلسطيني وصل مجموع العمليات بالضفه والقدس لحوالي عشرة الاف في العام الجاري وجزء منها عمل مسلح واطلاق نار وطعن ودهس ,ولا نعرف ان كانت هذه العمليات مقدمه لانتفاضه فلسطينيه ثالثه.
مدير مركز شموخ الأردن للتنمية
ان الحروب الاسرائيليه على غزه منذ الانسحاب منها ولغاية اخر حرب في العام 2022 كانت لها نتائج ذات اثر كبير على الاستراتيجية الاسرائيلية حيث ترسخت لديها قناعه تامه فيما يخص نظرتها الى عموم الشعب الفلسطيني حيثما وجد سواء في حدود فلسطين التاريخية او خارجها في الشتات ومنها الدول المجاورة كالاردن ولبنان بصورة خاصة ,كما تغيرت النظره الاسرائيليه لمصير الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية بشقيها الاداري والامني ,واشيرهنا للواقع الفلسطيني والاسرائيلي الحالي والذي يمكن تلخيصه بما يلي:
أدرك الاسرائيليون ومن خلال الممارسة الفلسطينية ان لا فرق بين فلسطيني الشتات او عرب الداخل او الضفة وغزه, اي ان الفلسطيني في الناصرة و ام الفحم و الخليل و رام الله و عين الحلوة والبقعة والوحدات والشجاعية هو نفسه وهو عبارة عن مشروع ارهابي من وجهة الاسرائيلي او شهيد حسب تعبير المرحوم ياسرعرفات, وعليه فان تسليم و لو حتى شبر واحد من اراضي الضفة والقدس للفلسطينين ومع كل الكلام المعسول للرئيس محمود عباس وبعض اركان قيادته, مستحيل و محرم من زاوية العقيدة التوراتية.
ان مصير الضفة الغربية لن يكون الا اسرائيليا وهذا الامر متفق عليه من قبل اليمين والتيار المعتدل في الساحة السياسية الاسرائيلية , ولدى الاسرائيليين قناعه تامه بان الاعتماد على الاجهزة الامنية الفلسطينية بات وهما , اذ أن هذه الاجهزة اختفت تماما لحظة نزول الجماهير الفلسطينية الى الشارع مندده بالحروب على غزة وخلال الاحداث الجاريه في الضفه الغربيه , وعليه فلا يمكن لاسرائيل الاعتماد عليها لا حاليا ولا في المستقبل للجم التحركات الشعبية او استئصال العنف وخاصة المسلح علما بأن هذه الاجهزة تختلف في عقيدتها القتالية ومرجعيتها عن تلك الايام التي كانت ايام عرفات في انتفاضة الأقصى والتي دمرت اسرائيل فيها مقرات السلطه بالرغم من تعاونها المطلق مع الاسرائيليين الا ان الاعتماد عليها لا يعول عليه في حالة ارتفاع سخونة الشارع الفلسطيني من وجهة المسؤولين في اسرائيل,مع الاشاره هنا بان العنف والانتهاكات الاسرائيليه دفعت الجميع من ابناء الشعب الفلسطيني في الضفه بما فيها القدس وغزه والعاملين في الاجهزه الامنيه الفلسطينيه بعدم السكوت عن الانتهاكات والعنف ومصادرة الاراضي والاستيطان واعتداءات المستوطنيين وازدياد التشدد والتطرف في المجتمع الاسرائيلي وانسداد افق السلام.
ان الاستراتيجيه الاسرائيليه هي القضم في الضفه الغربيه والقدس ,اي ابتلاعها على مراحل حسب الظروف الدوليه والاقليميه, ولكنها في المحصله النهائيه ضم كامل الضفه مدنيا ولكن على مراحل تبدا بالمستوطنات وما عليها وما يليها ثم مناطقCو B وبعدها مناطق السلطه في حالة تدهور الامن في اراضي السلطه اما لعجز السلطه او تطور الامور داخل فتح بالذات حيث يعمل تيار نشط على تبني استراتيجيه نضاليه ومواجهة اشد مع الاحتلال وعدم الاكتفاء بطرح المواقف النضاليه التلفزيونيه والاذاعيه الحاليه تحت ادعاء ان فتح هي راعية المشروع الوطني الفلسطيني,وبالذات قد يتطورهذا الاتجاه لاحقا , ويتوقع الاسرائيليون بان هناك صراع داخل اجنحة فتح واحتماليه ان يبرز على الساحه الفلسطينيه بشكل علني بعد غياب او تغييب الرئيس الفلسطيني ابو مازن.
ان اسرائيل ومن خلال استيعابها لدروس الحروب في غزه والعمليات العسكريه في الضفه والقدس و عدم رغبتها في السماح لاهالي الضفة و القدس بامتلاك اي امكانيات تسليحية فانها مصممة على السيطرة الفعلية والمباشرة على الضفه امنيا وعسكريا, وان كل المشاريع السابقة التي تحدثت احيانا عن دولة منزوعة السلاح او اعطاء ادوار لدول اخرى كحلف الاطلسي او الاردن خاصة في منطقة الغور اضحت غير واردة ولا يمكن البحث فيها.
التقى صديق لي مع "دوري غولد" مستشار نتنياهو ومندوب اسرائيل السابق في هئية الامم المتحده وذكر الاخير بانه التقي رئيس وزراء اردني اسبق قبل عدة سنوات وتحدث معه رئيس الوزراء الاردني عن اتحاد كونفدرالي اردني فلسطيني محتمل كمخرج من وجود دوله فلسطينيه مستقله وكضمان لامن اسرائيل من قبل الكونفدراليه باعتبار ان الامن سيكون من مسوولية الاردن, وعلق "دوري" قائلا: "رغم ان ما تحدث به رئيس الوزراء الاردني لم يعدو كونه موقفا شخصيا الا ان الاسرائيليين لا يعيرونه اي اهتمام وان اسرائيل لن تتخلى عن الامن وسيادتها على الاراضي الفلسطينيه في الضفه, وان اسرائيل ومن خلال تجاربها السابقه تدرك ان الضفه ستتحول في حالة رفع اليد الامنيه الاسرائيليه عنها الى غزه كما حصل بعد الانسحاب الاسرائيلي منها, ومن خلال مراقبة الاسرائيليين لما حدث في الشارع الاردني خلال الحروب في غزه والاحداث في الضفه والقدس لا يجعلهم قادرين على تصديق تلك الطروحات, وان ما يدور في الاردن من مطالبات بين فينه واخرى تنادي بتجميد اتفاقية وادي عربه اوالغائها من قبل بعض المجموعات السياسيه والعشائريه الاردنيه سيكون لصالح اسرائيل وليس العكس,اذ ستتحلل اسرائيل من كل التزامات اتفاقية وادي عربه سواء الوصايه على المقدسات او الملحقات الامنيه وغيرها".
ان مصير السلطه الفلسطينيه من وجهة اليمين الحاكم في اسرائيل وحتى ما يعرف بالمعتدلين الاسرائيليين مرتهن بمدى قبولها واستمرارها بالدور الحالي المنوط بها وهي مرحب بها ما دامت مستمره في اداء وظيفتها الحاليه ,وانهم لن يأسفون في اسرائيل اذا قرر القائمون على السلطه بالتخلي عن دورهم حيث ستعود اسرائيل لادارة شوون الضفه الغربية , والاسرائيليون يقومون باستمرار باستمزاج قيادات فلسطينية سياسية وعشائرية للقيام بهذا الدور(روابط قرى جديده) في حالة النزق الذي قد يصيب السلطه او حال حلها وتسليم المفاتيح وان الجميع سواء فلسطينيين او اسرائيليين مقتنعين بانسداد الافق السياسي امام السلطة للتطور الى مشروع الدولة بكامل السياده.
يدرك كثير من الفلسطينيين سواء من المثقفين او السياسيين الواقعيين و القوى السياسية التقليدية بأن حل الدولتين اصبح ترفا والحديث عنه مضيعة للجهد و الوقت , و أن حل الدولة الواحدة لشعبين هو الامكانية الوحيدة القابلة للتطبيق في ظل تشرذم الضفة واتساع رقعة المستوطنات وعجز قيادة السلطة عن تحقيق اي من مشروعاتها التي جاءت لاجلها بسبب الصلف والتعنت الاسرائيلي و تمزق الساحة الفلسطينية وهشاشة مؤسسات منظمة التحرير وتمزق حركة فتح وانحسار قوة حماس والجهاد في غزة بشكل اكبر , وعليه فان التوجه لخيار الدولة الواحدة من قبل الفلسطينيين بدأ يأخذ زخما رغم الخجل المسيطر حاليا ولكنه سيستمد مزيدا من الدعم و القبول اجلا او عاجلا باعتباره الخيار الوحيد المبتقي والمنظور مع ادراكهم بانه وان حصل سيكون بدون منح اية حقوق سياسيه لاهل الضفه وغزه والقدس الشرقيه من قبل اسرائيل كذلك التمييز الكامل بين المواطن اليهودي والفلسطيني,ومع ذلك يرفض اليمين في اسرائيل خيار حل الدولتين او الدوله الواحده وينظرون الى الضفه والقدس الشرقيه بانهما جزء من الدوله اليهوديه وانه يجب ترحيل الفلسطينين الى الاردن ولبنان وسوريا وغزه,وعليه يجب على القيادتين في الاردن وفلسطين تنظيم العلاقه لتكون بين كيانين مستقلين لكل منهما هويته وارضه وشعبه والفصل بين علامات السياده لكل منهما لدفن الوطن البديل الذي يردد بين فينة واخرى بان الاردن هو وطن الفلسطينيين كذلك انهاء ما يطلق عليه الخيار الاردني مع ضرورة عدم تذويب الهويه الفلسطينيه باي هويه اخرى وخاصة الاردنيه بعيدا عن المجاملات ,واعتقد بان هذا كان مطلب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ,ولا زال مطلب جميع الفصائل الفلسطينيه وعلى راسها حركة فتح.
لا يرى الاسرائيليون في وجود التنظيمات الارهابيه مثل القاعده وداعش وغيرها اي خطر وجودي على اسرائيل بل انهم يؤكدون ان ذلك المشروع لا يتعارض والاستراتيجيه الاسرائيليه في مكافحة الارهاب والتي تتخذه اسرائيل ذريعه لمحاربة المنظمات الفلسطينيه خاصة الاسلاميه منها ,كما انها تستخدم شعارالارهاب لتحفيز غريزة حب البقاء والدفاع عن النفس لدى الدول العربيه المجاوره خاصة مصر والاردن وبشكل ما دول الخليج, وتجد اسرائيل نفسها في معسكر واحد مع تلك الدول في مكافحة الارهاب الاصولي والخطر الايراني.
يرى الاسرائيليون ان وضع السلطه الفلسطينيه غير ثابت او مستقر وانه على الاردن عدم تبني مواقف السلطه والدفاع عنها بما يضر بمصالح الاردن الاستراتيجيه ,فالمواقف الفلسطينيه غير ثابته وقاعدتها الشعبيه تتأكل وغير قابله للترميم, الا ان الاردن لا زال السند الفعلي للسلطه الفلسطينيه ويدعم الحق الفلسطيني , ويدرك الاردن خطورة الاحتلال الاسرائيلي وانعكاساته على الاردن ومصالحه.
10-لا بد من المصالحه الفلسطينيه الفلسطينيه بالرغم ان جزء كبير من الفلسطينيين يعتقدون بان المصالحه بالنسبه للسلطه ولحماس ليست موضوعا استراتيجيا والشارع الفلسطيني لديه قناعه بان هناك اطراف داخل الفصيلين فتح وحماس اضافه لاسرائيل ,تحول دون اتمام المصالحه,ويتم وضع العصا في الدواليب لاعاقتها .
11- ان دعم العرب للسلطه الفلسطينيه والفلسطينيين داخل الاراضي المحتله, سياسيا واقتصاديا ضروره من اجل الصمود والبقاء على ارضهم من اجل تحقيق الحلم الفلسطيني باقامة دولته المستقله على الاراضي التي احتلت عام 67 ,وان القدس التي تعاني من هجمه كبيره من اجل تهويدها وطرد اهلها من العرب الفلسطينيين بحاجه للدعم الفلسطيني والعربي, وبالرغم من كل ما يقال عن سلبيات اوسلو والتي اهمها تجاهل القدس والاستيطان وحق العوده وعدم تناول تأسيس دوله فلسطينيه انما حكم ذاتي موسع الا ان السلطه الفلسطينيه هي من نتاج اوسلو التي حققت العوده لما مجموعه حاليا 200 الف فلسطيني يعمل جزء كبير منهم بموسسات السلطه كما ان السلطة تمثل الفلسطينيين وتدير حياتهم وتنفق عليهم,فوجودها يعد مصلحه فلسطينيه لكن الى متى يبقى وجودها في ظل القناعه الفلسطينيه بان السلام وصل لطريق مسدود وانه لا نيه لدى اسرائيل بالتوصل لحل نهائي للصراع.
12- يتبنى اليمين الاسرائيلي الحاكم في اسرائيل شعارات الخلاص من السلطه ومن الفلسطينيين من اجل يهودية اسرائيل على كامل اراضي فلسطين التاريخيه,حيث تمكن رئيس حزب الصهيونيه الدينيه "سموتريتش" ان ينتزع من نتنياهو وعدا بفرض السياده الاسرائيليه على الضفه الغربيه وسن قانون الاعدام بحق منفذي العمليات ضد اهداف اسرائيليه "اعتقد بان نتنياهو لن يكون جديا في ضم الضفه الغربيه رغم انها طموحاته مع اليمين المتطرف, وانه يناور من اجل تشكيل الحكومه مع الجماعات اليمنيه المتطرفه ولن يعرض نفسه لضغوطات من الاداره الامريكيه والاتحاد الاوروبي حيث ان ذلك سيصعب مثل هذه القرارات",وتؤكد المؤشرات الصادره عن الائتلاف الحكومي في اسرائيل ان حكومة نتنياهو التي تشكل حاليا لن تلتزم بالقانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينيه المحتله,وقد اعلن نتنياهو قبل يومين اتخاذه قرارا باستئناف البناء الاستيطاني بالضفه واقامة بؤر استيطانيه تحت مسمى المستوطنات الفتيه ,ان افعال حكومة نتنياهو والتي من المتوقع ان يعلن عن تشكيلها رسميا خلال ايام وفي ظل عدم تجاوبها مع مطالب المجتمع الدولي بعدم اجهاض حلم الدوله والسلام , ولم تبق اسرائيل من اوسلو الا ما يخدم مصالحها, والسؤال ما هي الخيارات الفلسطينيه المتبقيه؟ اعتقد بان الجواب لدى الجانب الفلسطينيي الرسمي والشعبي في الاراضي الفلسطينيه المحتله وخاصة في ظل سياسات الحكم الاسرائيلي اليميني وعجز المجتمع الدولي في الضغط على اسرائيل لاحترام الشرعيه الدوليه فيما يتعلق بالاراضي الفلسطينيه وعدم وجود شريك سلام اسرائيلي,من المتوقع ان تشهد الاراضي الفلسطينيه مزيدا من الاشتباك وان العمليات في الضفه والقدس بتصاعد وهناك الاف العمليات في عام 2022 وحسب مركز المعلومات الفلسطيني وصل مجموع العمليات بالضفه والقدس لحوالي عشرة الاف في العام الجاري وجزء منها عمل مسلح واطلاق نار وطعن ودهس ,ولا نعرف ان كانت هذه العمليات مقدمه لانتفاضه فلسطينيه ثالثه.
التعليقات