فتح إعلام الساحة اللبنانية تُصدر بياناً بشأن استشهاد الأسير أبو حميد

فتح إعلام الساحة اللبنانية تُصدر بياناً بشأن استشهاد الأسير أبو حميد
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
أصدرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، إعلام الساحة اللبنانية اليوم الخميس، بياناً صادر بشأن استشهاد الأسير ناصر أبو حميد.

وفيما يلي نص البيان الذي وصل "دنيا الوطن" نسخة عنه:

((مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا)) صدق الله العظيم.

 يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الوطن المحتل، وفي كل أرجاء العالم ... يا أحرار العالم .. وياكلَّ أنصار عدالة القضية الفلسطينية ...  باسم الشعب الفلسطيني وعموده الفقري منظمة التحرير الفلسطينية؛

وباسم اللاجئين في كل بقاع الارض، باسم الأسرى والمعتقلين في الزنازين، والجرحى  والمرضى المعذبين،  وباسم الشهداء المحجوزين في توابيت الموت منذ سنوات طويلة، ورحمة الله عليك یا دلال المغربي، وأنت مسجَّاة في تابوتك تزرعين الرعبَ في قلوب أعدائك، كنت وما زلتِ، وستبقين الخنجرَ الفلسطيني المرعب لكل المحتلين.

الشعب الفلسطيني في كل بقاع الارض في هذا اليوم، يوم استشهاد (ناصر أبو حميد) حيث فارق الحياة بعد كوابيس من العذاب، ومن الآلام، ومن الحرمان الصارخ والنازف، رحل والعدو يحتجزه بعيداً عن أنظار أحبته؛ أمِّه وأفراد أسراته، وأحبابه، وأقاربه، ورفاق دربه، حتى نظرة الوداع عند الموت مُحَّرمة في العقيدة الاسرائيلية. هذه الاجراءات الحاقدة لم تؤخذ في تاريخ البشرية، علماً أن الشهيد البطل ناصرأبو حميد منذ نشأته الأولى اختارأن يكون مقاتلاً في صفوف حركة فتح، فانخرط منذ البداية في الصراع ضدَّ الاحتلال. ففي انتفاضة الحجارة كان من المبادرين، وانتفاضة الأقصى تشهد له ولصولاته وجولاته، وجرأته المعهودة،  وقد التفَّتْ حوله جموعٌ مشحونة بالاندفاعة الفلسطينية الوطنية،  وانتفاضة الأقصى التي شهدت المعارك، والاشتباكات الواسعة، وارتقاء الشهداء، وسقوط الجرحى ، واعتقال الأسرى، فإن شهيدنا الراحل بحكم خبرته، وحماسته، وعنفوانه كان السبَّاق  في الدورالقيادي، وأيضاً في التخطيط لتصعيد العمل المسلح خاصة ضد المستوطنين. ولكنْ شاء القدر أن يتم إعتقاله العام ٢٠٠٢ لأنه كان مقداماً. وبعد الاعتقال حكمت عليه سلطات الاحتلال بالاعتقال المؤبد سبع مرات وخمسين عاما.

ولا شك أن مثل هذه الأحكام الخيالية تنمُّ عن الحقد والكراهية والرغبة في إبادة الشعب الفلسطيني  صاحب الأرض، خاصة أن حكم سبع مؤبدات غير موجود في حياة البشر، لأن مؤبَّد واحد هو قمة العدوان على الانسان، ولكن هذه الأحكام التي يصدرها الجانب الصهيوني هي قرار واضح لديه بذبح وتدمير والقضاء على كل شيء اسمه فلسطيني، وهذا هو خنجر مسموم موجَّهٌ إلى  كل شيء اسمه عدالة دولية، أو حريات الشعوب،  أو قوانين الامم المتحدة، أو مجلس الأمن.

إنَّ والدة الشهيد ناصر أمامها رحلةٌ طويلة من المعاناة والعذاب والآلام، فقبل الشهيد ناصر أبو حميد كانت قد ودَّعت ابنها الشهيد عبد المنعم أبو حميد العام ١٩٩٤- كما أن العدو الصهيوني تعمَّد تدميرَ وهدم منزل هذه الأسرة المناضلة في مخيم الأمعري خمس مرات، وهذا دلالة على استهداف الاسرة بكاملها لأنها أسرةٌ مكافحة ومجاهدة ولقَّنت العدوَّ دروساً قاسية دفاعاً عن الشعب الفلسطيني، ولاشك أن الأسير ناصر أبوحميد قبل استشهاده  كان مصاباً بالسرطان، ويعاني على مدار الساعة والأيام الطوال دون أي علاج، علماً أنه أصبح مقعداً  ولا يستطيع التحرك إلاَّ على كرسي متحرك، ورغم وضعه المأساوي و المنهك قامت إدارة المستشفى في (برزلاي) بنقله إلى عيادة سجن الرملة التي تفتقرإلى  كل المستلزمات الطبية الضرورية للمرضى وهذا ما عجَّل في رحيله...

لا بد ونحن نودّعُ بطلاً فلسطينياً من أسرة مشهودٍ لها بالرجولة والإقدام أن نشير إلى  اُن ناصر أبو حمید كان محكوماً بالسجن المؤبد سبع مرات وخمسين عاماً.

 وتجدر هنا الإشارة بأن رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر حمَّل حكومة الاحتلال الاسرائيلي والأجهزةَ الامنية والعسكرية المسؤولية الكاملة عنى استشهاد الأسير ناصر أبو حميد، مطالباً العالم والمجتمع الدولي بوقف المجزرة الاسرائيلية المتواصلة.  وكان العدو قد أفشل كافة المحاولات التي بُذلت من جهات قانونية في سبيل تحقيق حريته بعد محاكمته، والافراج المبكِّر عنه. ويُشهَدُ للشهيد  ناصر أبو حميد صاحب الشهامة الوطنية أنه رفض المقترح الذي تقدَّم به محاميهِ لطلب "عفو" من رئيس حكومة الاحتلال، في سبيل الافراج عنه، تأكيداً منه على الحق في الاستمرار بِمقاومة الاحتلال واحتراماً لمسيرة الشهداء، ولوحدة الأسرى الصامدين.

 وللخوض اكثر في سيرة حياة هذا الشهيد القائد والذي عانى الأمرَّين من الأمراض، والتعذيب، والحصار في الزنازين، لا بد أن نذكر في هذه المناسبة واكراماً للشهيد وأسرته  و رفاق دربه فهو رحمه الله ناصر محمد يوسف أبو حميد ولد العام ١٩٥٢ في مخيم  النصيرات ، وهو من أسرة لاجئة من قرية    السوافير الشمالية في قطاع غزة ، وانتمى لحركة فتح في الانتفاضة الأولى واعتقل يوم ذاك، أفرج عنه العام ١٩٩٤.

 المشهود له أنه كان من النشطاء في مؤسسات حركة فتح الأمنية  والعسكرية والتنظيمية، وأصبح فيما بعد من  قادة كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية أثناء الانتفاضة الثانية ( انتفاضة الأقصى)، ثم تحمَّل مسؤولية بالغةَ الأهمية وهي انه اصبح احد  قادة الحركة الأسيرة وكان يمثِّل المعتقلين في مواجهة  إدارة  معتقلات الاحتلال.

 والجميع يستذكر رسالته إلى الأسرى أثناء إضراب ٢٠١٧ حيث خاطب الجميع : "

لا زلنا نطرق أبواب الزنازين من شَطَّة إلى عسقلان، ومن نفحه إلى النقب، ومن الجلَمة إلى أيلون، ومن عزل "مجدو" إلى "هداريم" والسبع ونيتسان، جيش باسل من خيرة أبناء هذا الشعب، نصرخ مكبّرين ومهلّلين ومتحدّين للسجَّان وإجرامه الوحشي".

حاول الاحتلال اغتياله اكثر من مرة بعد مطاردة متواصلة وفي 22 نيسان 2002 اعتقل برفقة أخيه نصر في مخيم  قلنديا ،ويتم الاعتداء عليه بقسوة ، وإصابته بطلقات عديدة، وحُكم عليه بالسجن سبع مؤبدات وثلاثين عاماً.

لقد توفي والده وهو في المعتقل بعد إصابته  بأمراض عديدة، أما والدته أطال الله عمرَها وحفظها من كل  مکروہ، فهي  تستحق لقب خنساء فلسطين، وزيادة على ذلك سنديانة فلسطين التي صمدت، وصبرت، وعانت، وتحمَّلت، والايمان يكمن في روحها الطاهرة، والصبر  يتحصَّنُ في  قلبها.

باستشهاد القائد البطل ناصر أبو حميد يكون عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ ١٩٦٧ قد بلغ (233) شهيداً، منهم (٧٤) شهيداً نتيجة الاهمال الطبي،  ومن بينهم هذا العام الأسير ناصر أبو حميد، والأسيرة سعدية فرج الله التي فارقت الحياة بسبب الاهمال الطبي المتعمَّد.

أما عدد الأسرى في المعتقلات الصهيونية فهو نحو 4700 من بينهم (150) طفلاً، و (33) أسيرة .

 رحم الله شهداءَنا وادخلهم فسيح جناته.

نسأل المولى عزَّ وجل أن يزرع فينا القوةَ والايمان والصبرَ والصمودَ لمواصلة مسيرة الكفاح والتحرير، والافراج عن حرية الأسرى والعودة إلى ديارنا المقدسة التي تنتظر منا أن نتوحَّد  تحت قيادة رئيس دولة فلسطين الرئيس محمود عباس ، كما توحدنا خلف قيادة الشهيد الرمز ياسر عرفات في مسيرتنا الوطنية والنضاليةمن أجل القدس والمقدسات والارض المباركة، والحرية والاستقلال، بعد استعادة أرضنا ودولتنا ، وإعلان استقلال الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضينا، والقدس عاصمتنا.

التعليقات