شكوى ضد اقتحامات المسجد الأقصى أمام المحكمة الجنائية الدولية

شكوى ضد اقتحامات المسجد الأقصى أمام المحكمة الجنائية الدولية
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
تقدمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا اليوم الخميس، عبر فريق قانوني يقوده البرفسور وليام شاباس بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية حول الاعتداءات المنهجية على المسجد الأقصى التي يقودها سياسيون وعسكريون ومستوطنون في مسعى واضح لفرض واقع جديد تمهيدًا لبناء ما يسمى الهيكل.

وتأتي هذه الشكوى عقب عقود من الاحتلال تخللها ارتكاب شتى أنواع الجرائم في القدس والمسجد الأقصى دون أن يكون هناك أي مساءلة من أي نوع، ومن المتوقع تزايد وتيرة الجرائم في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية التي أفرزت قيادات تريد العمل أكثر من أي وقت مضى على تنفيذ مخططات جاهزة لبناء الهيكل المزعوم وشرعنة بؤر استيطانية وبناء مستوطنات جديدة.

ووفقا للشكوى فإن المسجد الأقصى لطالما كان هدفا لجماعات الهيكل المدعومة من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة المتأهبة دائما لبناء الهيكل مكان مسجد قبة الصخرة، ولكنهم ينتظرون الفرصة وفي سبيل ذلك قاموا بتكريس حالة من الاقتحامات اليومية منذ سنوات تحت حماية قوات الاحتلال وبقرار من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة يتخللها اعتداءات مختلفة على المصلين ومنعهم من الصلاة وإبعادهم عن المكان وإطلاق الرصاص الحي والغاز.

وأكدت الشكوى أن المسجد الأقصى مكان عبادة خالص للمسلمين غير قابل للتقسيم معتمدة على حقائق تاريخية ثابتة والعشرات من القرارات الدولية التي تثبت أن المسجد الأقصى بكامل مبانية وجدرانه وساحاته وتوابعه فوق الأرض وتحتها والأوقاف الموقوفة عليه أو على زواره والأرض المسورة وأسوارها من الجهات الأربعة المحيطة بها والواقعة على مساحة (144) دونماً (الدونم =1000م2)، ويبلغ طوله (491م) من الجهة الغربية، و(462م) من الجهة الشرقية، و(310م) من الجهة الشمالية و(281م) من الجهة الجنوبية ملك للعرب والمسلمين ولا يحق لأحد كائن من كان العبث به.

وفي هذا السياق، صرح شاباس أن "المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية قد أجرى تحقيقات فعالة وملاحقات قضائية ناجحة فيما يتعلق بحماية المواقع الدينية والاعتداء عليها"، مضيفًا أن "مثل هذه الممارسات تندرج ضمن تعريفات الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وبالتالي، يُعاقب عليها بموجب نظام روما الأساسي".

وأضاف أن "المعلومات الواردة في الشكوى تسلط الضوء على خطورة الوضع في فلسطين، ورغم هذا لم تحظ باهتمام كاف من العالم"، لافتًا أن "هذه الوقائع يجب الاهتمام بها لأنها قد تؤدي إلى العنف... سيكون لأي إجراء فوري من قبل المحكمة الجنائية الدولية تأثير رادع مهم، إذ يمكن استخدامه كتحذير لمن يسعون إلى تأجيج المواجهات العدوانية".

وبينت الشكوى وفق شهادات الضحايا التي تم جمعها خطورة الوضع في المسجد الأقصى، ففي كل مرة تتعالى فيها الدعوات لاقتحام المسجد الأقصى من قبل منظمات الهيكل في مناسبات دينية وغيرها تقوم قوات الاحتلال بإخلاء ساحات ومباني المسجد بالقوة وفي كثير من الأحوال تتحول ساحات المسجد الأقصى إلى ساحات حرب يطلق فيها الرصاص الحي ويسقط القتلى والجرحى.

ولفتت الشكوى أنه في الثامن عشر من هذا الشهر وفي ظل القيادة الجديدة ستختبر هذه المنظمات قوتها وستمارس مزيدًا من البلطجة عبر دعوتها وحشدها لاقتحام المسجد الأقصى في ذلك اليوم بمناسبة ما يسمى عيد "الحانوكا".

بدوره، قال محمد جميل رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا: "هذه الشكوى تأتي لتوجيه اهتمام المحكمة الجنائية الدولية والمجتمع الدولي من أجل فتح تحقيقات وملاحقة المتهمين في الجرائم المرتكبة ومنع الاقتحامات التي تستخدم لتحقيق أجندات سياسية وربما تؤدي إلى تفجير حرب دينية في المنطقة".

وأضاف جميل أن "بن جيفر وسموتريش استخدما الاقتحامات ودعم جماعات الهيكل والاستيطان من أجل تحقيق مكاسب في الكنيست وهذا ما كان، وبعد تحقيق أهدافهما لا أحد يدري ما الذي ما سيفعلانه من خلال موقعهما في الحكومة لذلك على المجتمع الدولي أن يكون يقظًا".

التعليقات