مركز فلسطين: الأسرى في مراكز التوقيف يعانون لعدم توفر وسائل التدفئة

مركز فلسطين: الأسرى في مراكز التوقيف يعانون لعدم توفر وسائل التدفئة
تعبيرية
رام الله - دنيا الوطن
أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أن الأسرى الذين يقبعون في مراكز التوقيف والتحقيق يعيشون معاناة مضاعفة مع دخول الشتاء لدرجة تجمد أطرافهم لعدم توفر الملابس والأغطية الشتوية ووسائل التدفئة.

وأوضح مركز فلسطين أن الأسرى في مراكز التوقيف لا يملكون سوى ملابسهم التي اعتقلوا فيها سواء من المنازل أو الشوارع، وغالباً لا تسمح لهم قوات الاحتلال باصطحاب ملابس إضافية حين الاعتقال الذي يكون مباغت وبطريقة همجية، وبعضهم ينقل إلى مراكز التحقيق بملابس النوم الخفيفة بعد اقتحام غرف نومهم.

وأضاف أن الاحتلال ينقل المواطنين الذين يتم اعتقالهم من أنحاء الضفة الغربية والقدس بعد الاعتقال مباشرة إلى مراكز التحقيق والتوقيف وعددها يتجاوز سبعة مراكز ويقبعون في تلك المراكز لعدة أسابيع أو لشهور في بعض الأحيان، وخلال تلك الفترة لا يتلقون اياً من الحقوق الدنيا، وفى مقدمتها توفير الملابس والأغطية الكافية خلال فصل الشتاء مما يضاعف معاناتهم بشكل كبير.

وأشار إلى أن الأسير يمكث في مراكز التحقيق في ظروف قاسية لا تتوفر فيها أياً من مقومات الحياة البسيطة، ولا يملك الأسير فيها سوى ملابسه الخفيفة التي تقدمها إدارة السجن للأسير في الساعات الأولى للاعتقال وهي عبارة عن "افرهول بنى اللون" لا يقي برد الشتاء، وكذلك لا توفر سلطات الاحتلال في تلك المراكز سوى غطاء خفيف عبارة عن "بطانية متسخة"، وفرشة قديمة مهترئة، حيث يشتكي الأسرى في بعض الأيام من تجمد أطرافهم نتيجة البرد الشديد.

وأكد أن الأسرى في مراكز التوقيف يعانون أشد المعاناة نظرا لكونهم في مراحل الاعتقال الأولى ويتعمد الاحتلال تغليظ العقوبة عليهم للتأثير على نفسياتهم وتحقيق سياسة الخوف والردع، لذلك يمارس بحقهم كل أشكال الانتهاك ويحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، ولا توفر لهم الملابس والأغطية الشتوية، حيث تتضاعف معاناتهم وخاصه في أيام المنخفضات وتدني درجات الحرارة.

وأضاف أن مراكز التوقيف لا تتوفر فيها وسائل تدفئة أو أغطية كافية أو مياه ساخنه، إضافة إلى أن الطعام المقدم للأسرى سيء كماً ونوعاً، ولا يكفي حاجة الجسم للطاقة في أيام البرد، وأحيانا يكون متسخ، فيفضل الأسرى الجوع على تناوله، كما أن هناك أسرى مرضى بحاجة لطعام خاص ترفض الإدارة توفيره إمعانا في التنكيل بهم.

وحذر من الخطورة الشديدة على صحة الأسرى الذين يعانون من مناعة جسدية ضعيفة وأمراض مختلفة وتتأثر أوضاعهم الصحية سلباً مع البرد وعدم توفر التدفئة المناسبة، مما يشكل خطر على حياتهم، وخاصه مع عدم تقديم رعاية طبية مناسبة من إدارة السجون، الأمر الذي يؤدي إلى تردي صحتهم بشكل كبير حيث يسبب البرد أمراض العظام والروماتيزم والتهابات المفاصل وآلام الظهر، والأمراض الصدرية.

وكشف أن مركز التوقيف والتحقيق في "عتصيون" يعتبر من أسوء تلك المراكز حيث يقبع بداخله العشرات من الأسرى وتنتشر في زنازينه الرطوبة والعفن بشكل كبير مما يزيد من قسوة الشتاء، وتتعمد الإدارة إجراء حملات تفتيش مستمرة تقوم خلالها بإخراجهم في البرد لساعات دون ملابس أو أغطية مع انعدام وسائل التدفئة للأسرى.

وطالب المؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية، وفي مقدمتها الصليب الأحمر بزيارة مراكز التوقيف والتحقيق للاطلاع بشكل على حقيقة ممارسات الاحتلال اللاإنسانية بحق الأسرى والتي تصل إلى جرائم الحرب، والضغط على الاحتلال للالتزام بمعايير القانون الإنساني في التعامل مع الأسرى وتوفير مستلزماتهم الشتوية من ملابس وأغطية والتي يحتاجها الأسرى بشكل كبير نظرا لافتقار السجون لها.

التعليقات