عدّاد الدم: المجازر كأدوات لتنفيذ السياسة

عدّاد الدم: المجازر كأدوات لتنفيذ السياسة
نهاد أبو غوش
عدّاد الدم: المجازر كأدوات لتنفيذ السياسة

بقلم: نهاد أبو غوش

هل بات علينا التسليم بهذه الوتيرة العالية من عمليات القتل المجاني لشبابنا،لأي سبب مهما كان تافها وصغير وبدون سبب أحيانا؟ فالفلسطيني تحول إلى هدف مباح ومستباح للقتل، حياته لا تساوي طلقة وإنهاء حياته لا يحتاج إلا لجزء يسير من الثانية، سواء كان هذا الفلسطيني طفلا أو شيخا أو امرأة، مواطنا مسالما في منزله، أو مقاتلا في مجموعته أو عرينه، أو تلميذا متوجها إلى مدرسته أو صحفية تقوم بواجبها المهني أو مزارعا متوجها لأرضه، والمحتل صار مخوّلا بالقتل ويملك تفويضا مفتوحا لتنفيذ عمليات الإعدام الميداني سواء كان ضابطا أو جنديا أو شرطيا أو مستوطنا، أو مجرد شخص عادي يسير في الطريق واشتبه بحركة مريبة لشخص يحمل ملامح عربية، بل إن وتيرة القتل هذه آيلة للارتفاع والتصاعد مع تنصيب حكومة بن جفير – سموتريتش وشريكهما نتنياهو الذي رباهما وسمّنهما وهيّأهما لتسلم المواقع القيادية التي تتيح لهما تحويل عمليات القتل من جرائم وحوادث متفرقة إلى سياسة حكومية بامتياز يحرسها القانون ومؤسسات القضاء العنصري.

عدّاد القتل إلى ارتفاع وازدياد، وهو بحد ذاته اصبح مؤشرا لقياس أداء حكومات الاحتلال في نظر الجمهور المتعصب، الذي ينظر إلى نتائج هذه المواجهة الدموية كما ينظر لمباراة كرة قدم، وخصوصا في ظل إقامة مونديال قطر، نسبة قتيل إسرائيلي مقابل اربعة أو خمسة فلسطينين سوف تبدو هزيمة مروعة لا تتناسب أبدا وطاقة القتل الهائلة التي يملكونها، أليست لديهم طائرات اف 16 وقذائف بزنة طن بإمكانها أن تدمر أبراجا على رؤوس ساكنيها؟  ، النسبة الآن تراوح حول 8 فلسطينيين مقابل كل قتيل فلسطيني، وهي نسبة غير كافية ولا مرضية لشفاء غليل تلك الأوساط المتعطشة للدم، ويريدون نسبة قريبة من 10/صفر.

يمكن العثور على أسباب كثيرة تدفع مئات الإسرائيليين لممارسة هوايات القتل كل عام، من بينها أسباب ثقافية ونفسية وتربوية، والتعبئة العنصرية الحاقدة، التي تستهين بالآخرين وقيمة حياتهم، وانتشار مشاعر الكراهية، والإحساس بالتفوق، وأحيانا الخوف والرغبة في إرضاء الزعماء والمسؤولين وتقمص دور البطولة ولا يستبعد وجود عوامل مثل التفريغ النفسي والملل الذي يدفع بعض الجنود للتسلي بقنص الفلسطينيين كما اكدت ذلك تقاير الجنود كارسي الصمت عن يومياتهم في غزة والضفة.

لكن هذه الأهداف الفردية والشخصية لا تكفي لتفسير هذا النزوع الجمعي، "القومي" الصهيوني" للقتل، فلا بد من وجود اسباب أعمق من الدوافع الشخصية، وهذه عنه       

التعليقات