السفير طوباسي يشارك بندوة دولية حول سياسات الهيمنة الأمريكية

رام الله - دنيا الوطن
عقد يوم أمس مهرجان جماهيري في العاصمة اليونانية أثينا على هامش احياء ذكرى انتفاضة ١٧ نوفمبر الشعبية عام ١٩٧٣ التي اطاحت بالحكم اليميني الفاشي للديكتاتورية العسكرية باليونان واستعادة الديمقراطية. 

ونظم المهرجان حركة الوحدة الشعبية اليونانية بمشاركة سفير دولة فلسطين مروان طوباسي الذي شغل موقعه السابق لمدة ٨ سنوات باليونان ، إضافة الى سفراء كوبا وفنزويلا وكوستاس اسيخوس نائب وزير الدفاع اليوناني الأسبق وعضو قيادة حركة الوحدة الشعبية. 

وقد أقيمت الفعالية بجامعة أثينا بحضور عدد من البرلمانين والاكاديمين وحشد واسع من الطلبة والجمهور ، وذلك تنديدا بالسياسات الأمبريالية ضد شعوب العالم وأساليب الحصار والعقوبات الغير إنسانية التي لا تستند بالاساس إلى القانون الدولي والتي تفرضها عقلية الهيمنة الأمريكية وحلفاؤها في محاولاتها المتوحشة لاخضاع الدول والشعوب واستدامة النظام الدولي احادي القطب . 

وفي كلمته لخص السفير طوباسي العلاقة العضوية لدور الحركة الصهيونية العالمية كحركة عنصرية كولنيالية وارتباطها مع دور السياسات الامبريالية الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة ، ليس فقط في استهداف وجود وحقوق شعبنا الفلسطيني إنما على المستوى الدولي في مناهضة مصالح الشعوب وحرياتها بأوروبا وفي امريكيا اللاتينية والبلقان.

 كما في افريقيا وعموم الشرق الأوسط مشيرا إلى دورها بالتعاون مع مجمعات الصناعات العسكرية والمالية الأمريكية في إثارة الانقلابات العسكرية بامريكيا اللاتينية ومجمل الجرائم ضد العديد من شعوب العالم، كما أبرزَ جرائم دولة الأستعمار الإسرائيلي المستمرة منذ اكثر من سبعة عقود وعجز المجتمع الدولي في مواجهتها ومحاسبتها نظرا لأزدواجية معايير الغرب المتبعة بما يتعلق بحق شعبنا بتقرير المصير واستقلاله الوطني من خلال ضرورة إنهاء الأحتلال الأستيطاني كاملا ونظام الفصل العنصري الذي يأخذ اليوم شكلا فاشيا في دولة الأحتلال. 

كما وتطرق في كلمته إلى كفاح شعوب أمريكيا اللاتينية في مواجهة سياسة الحصار الأمريكي والى الموجات المتتالية لفوز اليسار التقدمي في بلدانها ودور ذلك في تعزيز آفاق التحولات الدولية الجارية نحو نظام دولي اكثر عدالة وتوازنا وفي دعم مسيرة كفاح شعبنا والتضامن الدولي بين شعوب العالم .

وأشار السفير طوباسي إلى عجز دول الإتحاد الأوروبي بالانفكاك عن محور السياسات الخارجية للولايات المتحدة والناتو ومخاطر تورطها باستهداف الأمن القومي الروسي وتمدد الدور الصيني والروسي في مناطق من العالم من خلال التكتلات الدولية الناشئة ، وأثر هذا التورط لعدد من دول الاتحاد الاوروبي على الاستقرار والسِلم الدولي والتبعات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها اليوم الشعوب الأوروبية على أثر دور دولها بتلك السياسات . 

وأوضح طوباسي أهمية إيجاد قاعدة مشتركة لتحالف القوى اليسارية والتقدمية في أوروبا لمواجهة سياسات الناتو والنيوليبرالية البشعة وصعود اليمين الشعبوي والحركات النازية الجديدة المرتبطة مع دولة الاحتلال الاستعماري والدولة العميقة بالولايات المتحدة.

 وأشار في ذلك إلى تجربة وحدة كافة الأحزاب اليسارية الشيوعي والاشتراكية والخُضر في فرنسا بتشكيل كتلة مشتركة للانتخابات البرلمانية " اليسار الجديد " التي جرت مؤخرا هنالك ، كما والى دور كتلتي اليسار والشيوعيين بالبرلمان الأوروبي في مواجهة سياسات كتلة اليمين الأوروبي فيه المؤيدة لسياسات اسرائيل . 

ونقل طوباسي تحيات الشعب الفلسطيني لشعوب كوبا ، فنزويلا واليونان كما والى كافة الحركات التقدمية بالعالم التي تُعبر عن المصالح الحقيقية للشعوب في تضامنها المستمر والثابت مع الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني في نضاله العادل.

وأكد على الموقف الفلسطيني بالتضامن مع كوبا وفنزويلا في مواجهة الحصار الامريكي الجائر ومع الشعوب اللاتينية الأخرى وقواها اليسارية والتقدمية التي أسقطت الانظمة اليمينية فيها الموالية لسياسات اطماع الولايات المتحدة والحركة الصهيونية ، خاصة مع فوز تلك القوى اليسارية بالانتخابات الأخيرة التي جرت بالبرازيل والسلفادور والتشيلي والمكسيك والبيرو وكولومبيا وغيرها، والى اهمية التراث الفكري الثوري بامريكيا اللاتينية الذي تعزز مع بدايات الثورة الكوبية بقيادة تشي جيفارا وكاسترو ومن ثم تشافيز والليندي والفلسطيني السلفادوري شفيق حنضل ودانيال اورتيغا ولولا دي سلفا وآخرين والذين ارتبطوا بعلاقات أخوية ونضالية مع قيادة شعبنا في منظمة التحرير الفلسطينية.