محللون: عملية القدس أثبتت فشل المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية

محللون: عملية القدس أثبتت فشل المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية
انفجار في محطة الحافلات خلال عملية القدس التفجيرية الأخيرة
خاص دنيا الوطن - رزان أبو زيد، شيماء عيد
أجمع محللون وخبراء سياسيون فلسطينيون، أن عملية القدس التفجيرية الأخيرة، أثبتت الفشل الاستخباراتي الأمني للمنظومة الإسرائيلية. لافتين إلى أن الضفة الغربية والقدس ستشهد المزيد من العمليات وظهور العديد من النماذج المشابهة في ظل استمرار جرائم الاحتلال من اعتقالات واغتيالات وعربدة المستوطنين وفرض الحصار على مناطق في الضفة الغربية.

وفي 23 تشرين الأول/ نوفمبر، قُتل مستوطن إسرائيلي وأُصيب آخرون جرّاء تفجيرين داخل محطتين متقاربتين للحافلات في القدس، حيث وقع التفجير الأول داخل محطة للحافلات، وأعقبه تفجير ثان قرب محطة أخرى عند مدخل الحي الاستيطاني راموت شمال غرب القدس.

في حين، قال المفتش العام لشرطة الاحتلال يعقوب شبتاي، "إنّ التفجيرين اللذين وقعا خلال عملية القدس لا مثيل لهما منذ سنوات عديدة."

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّ الكاميرات المنصوبة في الشوارع التابعة لبلدية القدس لم تكن تعمل لحظة تنفيذ عملية القدس التفجيرة المزدوجة، الأمر الذي يصعب فهم متى زرعت ومن قام برزعها وفق تحقيق أولي.

المحلل السياسي طلال عوكل، يرى أن "هنالك تدرج واضح في تطوير المقاومة في وسائلها ونرى ذلك من خلال آخر عمليتان بالقدس، فقد تطورت من المقاومة الشعبية السلمية للحجارة والمظاهرات والاحتجاجات وحرق إطارات السيارات ودهس وطعن إلى استخدام السلاح وانتشاره بشكل واسع إلى أن وصلنا لعملية القدس الأخيرة التي شكلت تطور نوعي في وسائل المقاومة".

وتابع عوكل في حديث خاص لـ "دنيا الوطن"، إن "هذا التطور النوعي في استخدام وسائل المقاومة خلال عملية القدس الأخيرة الذي لا يسمح للعدو الإسرائيلي بأن يصل إلى المنفذين كما في العمليات السابقة العادية يشكل ضربة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية"، مشيرًا أن "إسرائيل حتى الآن وبعد مرور أكثر من يومين على عملية محتارة كيف ومن الذي قام بهذه العملية، ويعد هذا الجانب انعكاس لنقلة أخرى في الجانب الإسرائيلي عنوانها (تطور النظام السياسي الإسرائيلي نحو الفاشية وليس العنصرية).

وأضاف أنه "من المتوقع مقابل ازدياد وتصعيد العمليات الفاشية في مصادرة الحقوق الفلسطينية وتنفيذ المخططات الإسرائيلية أن يتصاعد رد الفعل الفلسطيني المقاوم إلى المستوى على قاعدة (أن لكل فعل له رد فعل)، وبالتالي تتحسب إسرائيل كثيرًا بعد عملية القدس من أن تعود مشاهد الانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى عام 2000 بحيث تعم عمليات المقاومة وليس فقط الضفة الغربية وربما كل الأرض الفلسطينية تشتعل".

وفيما يخص ردود الفعل الإسرائيلية ومصير غزة تحدث عوكل أن "الإعلام الإسرائيلي والمصادر الأمنية تردد كل الوقت أن حركة حماس ربما تكون هي المسؤولة عن عملية القدس الأخيرة، وقبل ذلك كانوا يتحدثوا عن تحريض من قبل حماس والجهاد الإسلامي للعمليات فيتوعدوا بناءً على ذلك، ولكن هذه المرة يقولون أن العملية قد أُديرت من غزة".

ويعتقد عوكل أن "إسرائيل تهرب من الفشل الأمني حيث أنهم لا يستطيعون الوصول إلى الفاعل وبالتالي يوجهون جمهورهم نحو غزة، ولا أستبعد بأن تقوم في عملية عسكرية ومن ضمنها اغتيالات، لأنهم بدأوا بذكر بعض الأسماء من المسؤولين في المقاومة بأنهم قد يكونوا وراء هذه تفجيرات القدس".

وتابع إنه "قد يتأخر هذا الأمر بسبب التغيير الحكومي وبأن هناك حكومة انفصالية مؤقتة، ولكن الأنظار تتجه نحو غزة، لمحاولة تحقيق انتصار يعوض الفشل الأمني الذريع في الوصول إلى مرتكبي العمليات في الضفة الغربية وربما يسوقون فكرة محاولة منع وقوع عمليات أخرى، من خلال ارتكاب عملية استباقية واسعة للحد من إمكانية وقوع عمليات مشابهة لعملية القدس الأخيرة".

بدوره، اعتبر المحلل الساسي مصطفى الصواف أن "العملية الأخيرة في القدس نوعية وناجحة وعرقلت الاحتلال، فإنه يفعل كل ما يريد دون عملية وحتى بعدها، لذلك سياسته إرهابية بكل المقاييس في كل الأوقات، لذلك الأحاديث كثيرة عما سيتخذه الاحتلال لأنه يتخذ جميع إجراءات القمع والإرهاب والقتل والإعدام الميداني قبل العملية أو بعدها، ولذلك يجب ألا أن نعير اهتمامًا كبيرًا لما سيفعله".

وأكمل الصواف بما يخص التحريضات والتحليلات التي يقوم بها الاحتلال إن "التحليلات لا يمكن أن تخدع المقاومة عما تريد فعله، واعتقد أن غزة على أهبة الاستعداد لأي حماقة يرتكبها الاحتلال وستكون له بالمرصاد ولديها ما تقوله فيما لو فرض الاحتلال عدوانًا جديدًا في أعقاب عملية القدس الأخيرة".

من جانبه، قال المحلل الساسي حسن لافي إن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشعر بمرارة الفشل بعد عملية القدس الاخيرة، لأنها لم تستطع منع هذه العملية، والسبب الأهم هو عدم وجود رؤية وضوح في من يقف وراء هذه العملية وكيف تم تنفيذها والوصول إلى الخلية المنفذة، وخاصةً إنها كما يقول الإعلام الإسرائيلي والتحليلات إنها خلية منظمة وواضح جدًا لأنها قامت بأداء مهني عالي وكما يقولون احترافي".

 وأضاف أنه من غير الممكن "اتجاه السلوك الإسرائيلي لأي من الاتجاهات دون أن يكون هناك ممارسة أحقية على الأقل بطبيعة المنفذين وخلفياتهم والجبهة أو الجهة التي تقف ورائهم أو حتى الجبهة الجغرافية التي كانت تُدير هذه العملية، ولذلك أنا اعتقد أنه من المبكر الحديث عن التداعيات ولكن بالتأكيد أن أي جهة ستكون قائمة وراء عملية القدس سيكون الرد الإسرائيلي باتجاهها بشكل كبير، سواء باغتيالات أو تعزيز الضغط الأمني والعسكري على هذه الجهة المنفذة".

 وأشار لافي أنه "بعد عملية القدس لا يمكن الحديث عن أي من الاتجاهات الآن، لأن كل جهة من الجهات التي ممكن أن تكون محتملة، لها سيناريو مختلف لدى الأمن الإسرائيلي في التعامل معها". مؤكدًا إن "إسرائيل منذ فترة تحاول بأن تجد رابط بين ما يحدث في الضفة وبين غزة فإذا وجد هذا الرابط وتم تأكيده بتأكيد إسرائيل ستمارس بعض الأمور الأمنية اتجاه قطاع غزة".

ويعتقد لافي أن "الملامح لهذه التوجهات بعد تفجيرات القدس لن تكون أبعد من موضوع الاغتيالات منها الصامتة أو الممنهجة، موضحًا أن "الحكومة المقبلة في حال تم تشكيلها أن الجبهة الأساسية التي لديها هي جبهة فلسطيني الداخل أراضي عام الـ 48 والقدس والضفة الغربية وليس غزة".

التعليقات