ما حكم مصافحة المرأة للرجل الأجنبي؟

ما حكم مصافحة المرأة للرجل الأجنبي؟
توضيحية
رام الله - دنيا الوطن
بعد رفض فتاة مسلمة محجبة مصافحة رئيس ألمانيا، حين كان في زيارة له لإحدى مدارس اللاجئين السوريين، حدثت ضجة إعلامية هناك حول رفضها مصافحة الرئيس، فما حكم الشرع في مصافحة النساء بشكل عام؟  

أجابت دار الإفتاء الفلسطينية إنه "وبالإشارة إلى سؤالك الأول المثبت نصه أعلاه؛ فقد اتفق الأئمة الأربعة على تحريم المصافحة بين الرجال والنساء الأجانب عن بعض، واستدلوا بما روى عروة بن الزبير، عن عائشة، رضي الله عنهم: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الْآيَةِ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾".

وتابعت بقولها: إن عُرْوَةُ قال: قَالَتْ عَائِشَةُ: فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنْهُنَّ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ بَايَعْتُكِ» كَلامًا يُكَلِّمُهَا بِهِ، وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي المُبَايَعَةِ، وَمَا بَايَعَهُنَّ إِلَّا بِقَوْلِهِ".

وأردفت: لقد "أمر الله تبارك وتعالى الرجل والمرأة بغض البصر، فقال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾".

وأوضحت أنه وإذا كان إتباع النظرة النظرة محرماً، فمن باب أولى اللمس؛ لأن اللمس أعظم أثراً في النفس، قال الإمام النووي: كلّ مَن حَرُمَ النظرُ إليه حَرُمَ مسُّه، بل المسّ أشدّ، فإنه يحلّ النظر إلى الأجنبية إذا أراد أن يتزوّجها، وفي حال البيع والشراء، والأخذ والعطاء ونحو ذلك، ولا يجوز مسها في شئ من ذلك".

وقد ذهب مجلس الإفتاء الأعلى في قراره: 2/73 بتاريخ 25/3/2009م إلى حرمة مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية البالغة، وكذلك العكس.

وعليه؛ فتحرم مصافحة الرجال للنساء الأجنبيات عنهم، ومصافحة النساء للرجال الأجانب عنهن، وننصح المسلمين بالتمسك بدينهم، وألا يشعروا بالحرج من ذلك، ولا يتأثرون باللغط والتشويش الذي يثار حول بعض أحكامه وآدابه، والله تعالى أعلم.

التعليقات